اختتم مساء أمس السبت، فعاليات الاجتماع الثاني للمشاورات التحضيرية، عبر الشبكة الافتراضية، ضمن سلسلة اللقاءات الإقليمية المتنوعة في مختلف أنحاء العالم، استعدادا لمنتدى القيم الدينية لمجموعة الـ20 المقرر انعقاده في الرياض، والذي عقده مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، بالتعاون مع جمعية منتدى القيم الدينية لمجموعة العشرين ومنتدى الأمم المتحدة لتحالف الحضارات واللجنة الوطنية لمتابعة مبادرة خادم الحرمين الشريفين للحوار بين أتباع الأديان والثقافات في السعودية.
وشارك في فعالية مجموعة الشركاء الدوليين هذه أفراد وقيادات ومؤسسات دينية وإنسانية، وصانعو سياسات في المنطقة العربية من المشتغلين بمجالات القيم الدينية والإنسانية التي عادة ما تناقشها قمم الـ20 في اجتماعاتها السنوية.
وتضمن الاجتماع عرضًا لتوصيات ثلاث مجموعات عمل؛ ركزت الأولى على دراسة كيفية تعزيز قيم التماسك الاجتماعي والتعايش السلمي في المنطقة العربية، والثانية على دور المؤسسات الدينية في مجالات الحوكمة والدين، فيما بحثت المجموعة الثالثة دور منظمات القيم الدينية في حماية البيئة على نحو أفضل في ظل تنامي ظاهرة الاحتباس الحراري العالمي.
وتضمنت الاقتراحات الأخرى تعزيز الأطر القانونية والسياسات العامة في المنطقة العربية لمناهضة العنف باسم الدين، وتعزيز التواصل مع صانعي السياسات لمواجهة خطاب الكراهية وتعزيز التضامن بغض النظر عن الهوية الدينية أو الثقافية أو العرقية. كما دعا المنظمات الدولية إلى التنسيق مع مؤسسات القيم الدينية والإنسانية وتفعيل دورها الرئيس في دعم حقوق اللاجئين، فيما ركزت التوصيات المتعلقة بدور الجماعات الدينية في تعزيز الروابط بين الحوكمة والدين؛ على أهمية تعزيز التواصل بين واضعي السياسات والمجتمعات المحلية لتأسيس عملية تشاركية على الصعيدين المحلي والوطني لدعم صناعة السياسات لمواجهة القضايا المتعلقة بمواضيع اللقاء.
وفيما دعا المشاركون إلى بناء شراكات طويلة الأمد مع وسائل الإعلام؛ بهدف ضمان نشر رسالتهم بطريقة متساوية بدرجة أكبر على المستويين الجغرافي والديموغرافي؛ أكدوا على أن بناء القدرات بين مؤسسات القيم الدينية هو جزء لا يتجزأ من عملية الاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعية بوصفها منصات مناسبه للتواصل والتطبيق العملي للمبادرات والبرامج.
وأكّد الأمين العام لمركز الحوار العالمي فيصل ابن معمر، أن العمل في هذا اللقاء التشاوري الإقليمي العربي الأول، لا يقوم على بناء الجسور بين الأفراد ومؤسسات القيم الدينية فحسب، إنما يدعمها عبر تعزيز الثقة وبث الطمأنينة وتوحيد الصف في سبيل إرساء السلام وتعزيز التماسك الاجتماعي تحت مظلة العيش والمواطنة المشتركة، مشيرًا إلى أن هذه التوصيات التي خرجت بها مجموعات العمل الثلاث؛ ستحظى بعد عرضها على صانعي السياسات في منتدى القيم الدينية لمجموعة العشرين بمتابعة واهتمام بالغين من جانب مركز الحوار العالمي وشركائه.