زرع براز الأشخاص الأصحاء في الأشخاص المرضى بمرض الزهايمر، تماماً مثل إعطائهم الدواء، هذه هي العملية غير الجذابة ولكن الفعّالة لزرع البراز التي لم تُكتشف جميع أسرارها بعد. وهذا هو المسار الجديد الذي سيتم اتباعه؛ بعد النتائج المذهلة التي تمت ملاحظتها على المريض الأول.
هناك العديد من الأبحاث حول الميكروبايت (الكائنات الدقيقة في الجهاز الهضمي)، وهذا نوع من الزراعة، كما أنّ العديد من البلدان بدأت فعلياً بتأسيس بنوك لجمع براز الأشخاص الأصحاء (منها على سبيل المثال أوبنبيوم OpenBiome في الولايات المتحدة الأمريكية).
الطريقة بسيطة وفعّالة تماماً: تشتمل على إدخال المستخرجات التي تبرع بها الشخص السليم إلى بطن المريض بواسطة أنبوب أنفي – معوي، أو بواسطة تنظير القولون. من شأن ذلك أن يساعد بشكل أساسي على علاج المرضى الذين يعانون من الإسهال الشديد الذي تسببه بكتيريا تقاوم جميع أنواع المضادات الحيوية، وبالتالي استعادة الكائنات الدقيقة (الميكروبايت) في الشخص المريض بواسطة "بكتيريا جيدة".
ولكن، أثناء عملية الزرع هذه لمريض تتم معالجته بسبب عدوى بكتيرية مقاومة، لوحظ أن أعراض الزهايمر لدى هذا المريض قد انخفضت... هذا ما قاله الأطباء في دراسة تمَّ نشرها في مجلة الأبحاث الطبية الدوليةJournal of International Medical Research .
بعد شهرين من التدخل الطبي (المتبرعة زوجة المريض)، لم يعد هذا المريض الثمانيني يعاني من أية أعراض للعدوى، ولكن فحوصه العصبية – الإدراكية تحسنت بشكل ملحوظ، فقد كانت نقاط إدراكه قبل عملية الزرع 20 نقطة، واستعاد بعد الزراعة نقاطه الطبيعية البالغة 26 نقطة. ولكن إضافة إلى ذلك: بعد ستة أشهر من التدخل الطبي؛ تحسن مستوى فحوصه أكثر، ووصلت هذه النقاط إلى 29 نقطة!
لا نريد أن تكون هذه استنتاجات متسرعة لهذه الحالة الفريدة، كما يحذر الباحثون، ولكن الأمل موجود: "تجري الآن تجارب عشوائية مزدوجة التعمية، ويتم التحكم بها بالعلاج الوهمي؛ من أجل تقييم فعالية عملية زرع البراز لدى مرضى الزهايمر، ونحن الآن بانتظار النتائج"، كما يوضح هاري سوكول، بروفيسور أمراض الجهاز الهضمي والتغذية في مستشفى سانت أنتوان لمجلة فوتورا سانتيهFutura Santé . إنها طريق جديدة تفتح الأمل؛ طريق البراز!
تابعي المزيد: تصرفات مريض الزهايمر.. اكتشفيها باكراً