كذب الممكن!!

مبارك الشعلان


سألوا عباس العقاد يوماً لماذا لا تكتب في السياسة؟
أجاب: لأن الكتابة في السياسة هي نوع من السياسة،
وأسوأ ما في السياسة أنك تحمل ختمك على ظهرك فأنت «مسيس» تخضع لهذا الاتجاه او لذاك الحزب،
وتجد نفسك تدافع عن أفكار ليس بالضرورة أنها أفكارك وقناعات لا تتفق معها أحياناً وتعارضها فتصبح عسكرياً في معسكر السياسة.
وأزيد عليه..
لأن السياسة كما يقول أكبر دهاة السياسة ديغول هي فن استغفال الناس،
فهي كذب الممكن بدلاً من فن الممكن
لأن الساسة لا سياسة لهم.. كل سياستهم أنهم يحاولون أن يكسبوا المعركة شعارهم في ذلك «أنا وأنت نكسب».
وفي حقيقة الأمر يا«أنا يا أنت»!
لأنه إذا كسبت فهو الخاسر، وإذا خسرت فهو الكاسب ليقينه التام بأن الحلبة لا تتسع لاثنين فإما أن تكون رابحاً أو تكون خاسراً، وهو لا يفضل الخسارة، وهو إنسان يدعي التفاؤل فيرى الأمل في آخر النفق، لكن في حقيقة الأمر هو يرى نفقاً في نهاية كل نفق، وإن لم يجد نفقاً يضع له نفقاً؛ لأنه يعرف أن نهاية المشاكل هي نهايته، لذلك لديه حل لكل مشكلة ومشكلة لكل مشكلة.
السياسة هي أن تعارض وتعارض حتى إنك تعارض نفسك أحياناً، والسياسة هي أن تكذب وتكذب حتى يصدقك الآخرون وتصدق نفسك بعد ذلك.
في السياسة ليس مهماً أن يكون صدرك واسعاً، المهم أن ضميرك واسع. في السياسة لا تقل الحقيقة وإنما نصف الحقيقة، في السياسة إذا قلت لا تخف.. وإذا خفت لا تقل.
الفرق ببساطة بين السياسة وعدم السياسة هو في أن تكون كاذباً أو صادقاً، أو في أفضل الأحوال تكون هوايتك عندما لا تجد ما تفعله هو أن تكذب على الآخرين، وإن لم تجد تكذب على نفسك بأنك رجل صادق وأنك لا تكذب ولكن تتجمل!!


شعلانيات:
بعض الأصدقاء ليسوا أصدقاء، وإنما أخوة تختلف نهايات أسمائهم
وبعض الأخوة ليسوا أخوة، وإنما تتشابه نهايات أسمائهم!
* تستطيع أن تكسب من الأصدقاء في شهرين أكثر مما تكسبه في عامين
إذا ركزت على أن تهتم بالآخرين بدلاً من أن تركز على أن يهتم الآخرون بك!
* هناك شخص تحترمه لأنه محترم
وهناك شخص تحترمه لأنك محترم!!