قادت الملكة إليزابيث الثانية بصلابة غير عادية متحدية حزنها العميق جنازة زوجها الأمير فيليب المؤثرة التي أشرفت على ترتيباتها بالكامل حتى تعكس إنتماء دوق أدنبره الأمير فيليب للبحرية الملكية وشغفه بالهندسة حيث حمل جثمانه على سيارة "لاند روفر ديفندر" الكلاسيكية العسكرية التي عدلها بنفسه استعدادا لجنازته ودفنه في جنازة عسكرية كما كان يحب.
أثرى حياة من عرفه
وخلال الجنازة الاحتفالية التي شارك بها عدد محدود مختار بعناية من قبل الملكة شخصياً أبناؤه وأحفاده وصديقة واحدة مقربة له وتشاركه هوايته بقيادة عربات الخيل: كونتيسة مونتباتن بيني تشابول.
وصف الجميع الدوق بأنه أثرى حياة كل من عرفه بلطفه وروح الدعابة والفكاهة التي يملكها إنسانيته وتواضعه.
وعندما وصل النعش إلى الكنيسة توقفت الأمة البريطانية والمشاركين بالجنازة بدقيقة صمت قبل بدء القداس الديني في كنيسة سانت جورج التابعة لقلعة وندسور الملكية.
ووصف بأنه أثرى حياة الأمة من خلال خدمته للأمة ودول الكومنولث ،وألهمهم ولائه الراسخ للملكة وشجاعته وثباته وإيمانه.
وبعد انتهاء مراسم القداس الديني للصلاة على روحه وتوديعه الوداع الأخير التي تخللها أداء ترنيمة بحرية كلاسيكية كتبها ويليام وايتنج عام 1860 بعنوان "الأب الأبدي" المرتبطة بالبحارة وخدمات القوات المسلحة البحرية،وتصف مخاطر البحر، اختارها بنفسه وتعكس انتمائه للملكية البحرية التي خدمها بكل إخلاص وشجاعة وظل يقدم لها خدمات جليلة طوال حياته وباركه رئيس أساقفة كانتربري البركة الأخيرة له قبل دفنه في مثواه الأخير في قبو كنيسة سانت جورج تشابل على لوح رخامي عبر مصعد كهربائي حيث سيظل فيه مؤقتا حتى تتوفى زوجته الملكة إليزابيث الثانية ،ويدفنان معاً حسب وصيته في مقبرة عائلة الملكة إليزابيث الثانية الملكية،وفقاً لما أوردته وسائل إعلام مختلفة محلية.
لأول مرة تشاهد الملكة حزينة منذ وفاة زوجها
وفي الجنازة الملكية كانت المرة الأولى التي تظهر فيها الملكة علناً حزينة جداً منذ وفاة زوجها قبل 8 أيام،حيث رصدتها عدسة تمسح دمعتها داخل سيارتها البنتلي التي تبعت موكب الجنازة الحزين لغاية الكنيسة،حيث جلست وحيدة من باب الإجراءات الإحترازية المشددة في قداس الجنازة الذي اختار الراحل كل تفاصيله خلال حياته.
رفيق مخلص للملكة
وكرم دوق كامبريدج ودوقة كامبريدج الأمير ويليام وكيت ميدلتون دوق أدنبره الأمير فيليب بوصفهما له: "الرفيق المخلص للملكة".
الأمير هاري يواجه بالبرود من أفراد عائلته
بحسب صحيفة "ديلي ميل" البريطانية،قيل أن الأمير ويليام "38 عاماً" هو من طلب من ابن عمته بيتر فيليبس أن يسير في الوسط بينه وبين شقيقه الأمير هاري "36 عاما" ،وبالفعل فصل بيتر فيليبس،إبن الأميرة آن الشقيقين بسيره بينهما في موكب الجنازة لمنع أي حديث أو احتكاك طوال سير موكب جنازة جدهما من قلعة وندسور إلى كنيسة القديس سانت جورج القريبة جداً.
وكانت هذه هي المرة الأولى التي يشاهد فيها الشقيقين علناً منذ تنحي الأمير هاري عن واجباته الملكية ومغادرة المملكة المتحدة إلى الولايات المتحدة منذ أكثر من عام.
وقد عانى الأمير هاري من البرود الذي قوبل به من معظم أفراد العائلة المالكة منذ قدومه قبل أسبوع ،ومكوثه في الحجر الصحي بمنزل "فروغمور هاوس" ،وقيل أن عمته الأميرة آن،وعمه الأصغر إيرل ويسيكس الأمير إدوارد وزودته كونتيسة ويسيكس صوفي المقربة من جدته الملكة لم يعيروه أي اهتمام ولم يعترفوا بوجوده قبل وبعد الجنازة.
شخص واحد تعاطف مع الأمير هاري
وقال مصدر: "أن المفارقة أن الشخص الوحيد الذي عبر عن تعاطفه معه هو عمه الأوسط الأمير أندرو".
في السابق شعرت دوقة يورك سارة فيرغسون هذا الشعور بإنها دخيلة،والآن يعرف الأمير هاري هذا الشعور بشكل مباشر .
وفيما يتعلق بالآخرين ،هم يعرفون أن الأمير هاري يحظى بحماية ورعاية جدته الملكة التي طلبت من الجميع إرتداء ملابس مدنية لحماية حفيدها هاري وابنها أندرو من الإحراج بعد أن جردت حفيدها من رتبه وألقابه العسكرية ورفضت طلب الأمير أندرو بارتداء بدلة أميرال عسكرية حتى يبريء إسمه من فضيحة أبتشتاين،ورغم حماية الملكة مازال بعض أفراد الأسرة مستائين منه ومن زوجته ميغان ماركل بسبب ما صرحا به مع أوبرا وينفري،واتهما أحد أفراد العائلة المالكة بالعنصرية حيث قالا في مقابلتهما مع أوبرا وينفري التي استمرت 90 دقيقة أن أحد أفراد العائلة المالكة عبر عن خوفه خلال حمل ميغان من أن يولد طفلهما آرتشي ببشرة داكنة،وقالا إن هذا الشخص ليس الملكة أو الأمير الراحل فيليب،كما أن توقيت بث المقابلة خلال مرض الأمير فيليب ومكوثه في مستشفى الملك إدوارد السابع لم يكن مناسباً.
وأضاف المصدر قائلا: " مازالوا أقارب الأمير هاري مستائين للغاية منه،ويشكلون معاً جبهة موحدة للملكة ،ويعتقدون جميعاً أنه تصرف بشكل مخيف ".
وكان الشقيقين الأميرين ويليام وهاري ظهرا بملامح باردة وهما يسيران خلف نعش جدهما الأمير فيليب،ويفصلهما عن بعضهما البعض إبن عمتهما بيتر فيليبس.
وتقدم دوق كامبريدج الأمير ويليام على شقيقه الأمير هاري عند دخول الكنيسة،وجلس كل منهما في جانب خاص بمفرده،الأمير هاري وحيداً،والأمير ويليام مع زوجته دوقة كامبريدج كيت ميدلتون،وظل البرود سائداً بين الشقيقين طوال القداس رغم أن الأمير جلس مباشرة أمام الأمير هاري،إلا أن عيونهما لم تتواصل،وفضل الأمير ويليام تركيز نظره على نعش جده بدلا من النظر إلى شقيقه الأمير هاري.
كيت ميدلتون عرابة المصالحة بين ويليام وهاري
تطور الوضع للأفضل عند الخروج من كنيسة سانت جورج،حيث اقترب الأمير هاري من ويليام الذي كان منهمكاً بالتحدث مع عميد وندسور القس ديفيد كونر،بينما كان الأمير هاري كان يتحدث بالبداية مع زوجة شقيقه دوقة كامبريدج كيت ميدلتون،وكان الأمير ويليام يسبقهما ببضعة خطوات للأمام،لكنه عندما استدار للخلف من أجل التحدث مع زوجته كيت ،أفسحت دوقة كامبريدج كيت ميدلتون للأمير هاري المجال ليصبح بجانب شقيقه الأمير ويليام،ورصدت عدسات التلفاز الشقيقين بالإشتراك مع كيت ميدلتون يتحدثان علناً لأول مرة منذ عام،وأزال كل منهما كمامته عن وجهه،وسارا جنباً إلى جنب وهما يتحدثان بهدوء عائدان معاً إلى قلعة وندسور بعد أن سبقتهما جدتهما الملكة التي كانت أول المغادرين بسيارتها البنتلي.
وتركت كيت ميدلتون المجال لهما ومنحتهما خصوصية الحديث دون أي شخص بينهما،فابتعدت عنهما لتقترب من كونتيسة ويسيكس صوفي وابنتها الليدي لويز"17 عاماً" وتبدأ حديث خاص معهما.
وساد ارتياح عام في المملكة المتحدة،وأثار هذا المشهد الذي تناقلته الشاشات بحماس آمال المتابعين والمحبين للعائلة المالكة في إتمام المصالحة بينهما.
وصدق من قال: أن الجنازات هي المكان والوقت المناسبين للمصالحة الصادقة،ولنكن صادقين،مشهد تحدث الشقيقين الأميرين معاً،أراد الكثيرون رؤيته في جنازة الأمير فيليب المحبوب من الأمة ومن عائلته ومن حفيديه ويليام وهاري.
وبقى عدد من أفراد العائلة المالكة بعض الوقت في قلعة وندسور معاً،قبل عودة كل واحد منهم إلى منزله الخاص.
والأيام القادمة ستكشف إن تمت المصالحة حقاً بين الشقيقين الأميرين ويليام وهاري أو لا،لكن المؤكد أن جدتهما الملكة ستحاول أن تنجح مصالحتهما،ولا بد إنها ستجتمع بحفيدها الأمير هاري لمناقشة بعض الأمور معه قبل عودته إلى عائلته في كاليفورنيا.