عزيزي الناطق بالسعادة،
جميعنا يمتلك لغة أساسية هي لغته الأم، البعض منا يجيد واحدة إضافية أو أكثر كنوع من الترف الثقافي أو كهواية مثلاً..
أما أنت فتمتلك لغة فريدة من نوعها، لا تُكتسب بالتعلم ولا بتكرار المفردات وترجمة المعاني!!
أنت يا عزيزي تنطق "بالسعادة" معتبراً أنها الأساس واللغة المناسبة لكل الأزمنة والأشخاص والأماكن.
لمفرداتك نكهة حلوة الوقع، ولحروفك مخارج رنانة تجعل القلوب تبتسم مستقبلة إياها بحفاوة، لا تتقصد كسب تأييد الآخرين في أي من ردودك ولا تجد صعوبة في تكوين الجمل ولا تسعى مطلقاً للتباهي بتفردك وامتلاكك لهذه اللغة.
لديك مهارة الاحتواء من دون أن تحترق في سبيل إرضاء الغير، ومن دون أن يُطلب هذا منك، أثرك لا يختفي حتى وإن فارقت المكان، فهو أثر لا سبب له ولا وصف.
حينما يلتقيك أحدهم يتغير شيء ما فيه من دون أن يشعر، فأنت تمنحه أوقاتاً تمر سريعة تجعله يترك المكان وهو خفيف الوزن وكأنه كان يحمل أثقالاً تركها ورحل.
أتعلم ما هو الغريب فيك أنك لست مبالغاً في المجاملة، ولا تكثر بسيل التيارات المعاكسة التي تهز شراع أيامك، لا تدافع ولا حتى تهاجم تجلس دوماً في المنتصف حاملاً السلام والضحكات الخفيفة التي تنقل لنا عدوى هذه اللغة.
متى نتحدث جميعاً بهذه اللغة؟ ولماذا نسعى لأن نتقنها كما نفعل بباقي اللغات؟!
كيف سيكون هذا العالم إذا تحدثنا جميعاً ناطقين بالسعادة؟