مما لاشك فيه أن إقبال المرأة على العلاقة الحميمة أقل شدة من الرجل، ولكن هذا لايعني أنها لا تفكر فيها ولا تنشغل في همها، لو حدث لديها خلل تجاه تلك العلاقة مع زوجها.
فما الخلل الذي يمكن أن يصيب المرأة في العلاقة الحميمة وما طرق علاجها فيزيولوجياً ونفسياً.
الدكتورة نجوى الفرا، أخصائية علاج طبيعي، ومتخصصة في صحة المرأة تبين أسباب حدوث الخلل في العلاقة الحميمة عند المرأة، قائلة:
أولاً، الخلل الناتج عن اضطراب الرغبة
أكثر ما يؤثر على هذه الرغبة أن الزوج يتعامل معها معاملة سيئة، فلا يتورع عن إهانتها والاستهزاء بعيوبها؛ سواء الجسدية أو الشخصية، فإذا احتاجها أقبل عليها راغباً وطالباً، أو أنه يعتبرها جسداً خلق لمتعته، بغض النظر عن اعتباراتها، فلا يهتم عندما تكون مريضة أو متعبة، أو غير راغبة أو مستمتعة أو حتى متألمة، أو تتعرض للضرر الصحي من هذه الممارسة، والمهم أن يحصل هو على ما يعتبره حقاً ومتعة خالصة لنفسه، وهنا تشعر المرأة بأن زوجها أناني لا يهتم إلا بنفسه وبمتعته، فتنكسر الرغبة الجنسية لديها، وتصاب بحالة من النفور من الممارسة، كذلك إحساسها بأن الغرض من العلاقة الحميمة مع الزوج فقط للإنجاب، ما يؤدي إلى فقدان الرغبة لديها، وكذلك نوم كلا الزوجين بشكل منفرد يؤدي إلى البرود العاطفي.
ثانياً، الخلل الناتج عن اضطراب الإثارة
يتمثل في جهل الزوجين بتشريح الجهاز التناسلي ووظائفه، أو الجهل بالطرق الفعالة لإحداث الإثارة عند المرأة أو الرجل.
ثالثاً، عدم الوصول للنشوة
ويكون ذلك بسبب المشكلات الجسدية التي تعطل الوصول إلى النشوة؛ كوجود التهابات في عنق الرحم، أو ضعف التنبيه لأعضاء الإحساس الجنسي أثناء العلاقة، أو تناول بعض العقاقير كأدوية الاكتئاب أو قلة هرمون الأستروجين، كذلك المستوى النفسي، فعندما يكون لدى المرأة مشكلات نفسية تستقذر العلاقة الجنسية أو تخاف منها كالخوف من الحمل والولادة، مما يجعلها ترفض هذه العلاقة، كذلك مشكلات التوافق بين الزوجين؛ كأن تكون هناك خلافات زوجية كثيرة، أو أن يكون الرجل صغيراً في عين زوجته، فلا تشعر بتفوقه وتميزه، وبالتالي لا يمنحها الشعور بأنوثتها، إضافة إلى أن نمطية الأداء الجنسي تفقد العلاقة الحميمة الحيوية والإثارة، ما يجعلها مجرد أداء واجب تعود عليه الشريكان، حيث يؤدي ذلك إلى فقدان الرغبة لدى العديد من الزوجات، وعدم التفاعل الإيجابي أثناء العلاقة، وأحياناً عدم وجود الرغبة لدى الزوجة.
رابعاً، الخلل الناتج عن الألم أثناء الجماع
ويكون ذلك بسبب جفاف المهبل؛ نتيجة لنقصان الإفرازات الطبيعية المساعدة أثناء الجماع، والتهاب المهبل الضموري، ويحصل عادة مع دخول المرأة سن اليأس، كذلك حساسية المهبل أو المنطقة المحيطة به لبعض الملابس أو الأدوية أو بعض المركبات الكيميائية في الصابون مثلاً، والتي تسبب الالتهاب البكتيري أو الفطري للمهبل والمنطقة المحيطة به، علاوة على التهاب الجلد في منطقة ما حول الفرج، والتهاب المجاري البولية، وشد عضلات المهبل.
وأشارت الفرا إلى أن الزوجة عادة تعزف عن الجماع بعد إنجاب أول طفل، وتزيد في سن اليأس؛ نتيجة لنقص هرمون الأستروجين، ويستغرق العلاج الطبيعي لمثل هذه الحالات من 4-6 أسابيع، كما يتطلب العلاج وجود فريق طبي يتكون من طبيبة نساء، وطبيبة نفسية، وأخصائية علاج طبيعي، وأضافت: «بدوري كأخصائية علاج طبيعي ومتخصصة في هذا المجال، ساعدت الكثير مثل هذه الحالات، فالعلاج الطبيعي يركز على ضعف عضلات الحوض، وجهل الزوجة بوظائف وتشريح عضلات الحوض والشد العضلي المهبلي».
وتنصح الأخصائية النساء بالعلاج الطبيعي في حال عزوفهن عن ممارسة العلاقة الحميمة ولجوئهن للمساعدة، والذي يتكون من:
• شرح الجهاز التناسلي ووظائفه للمريضة، والتركيز على منطقة «البظر» أو ما يسمى بمفتاح السعادة الجنسية.
• تعلم المريضة تمارين تنفس واسترخاء؛ حتى تساعد العضلات المشدودة على الاسترخاء.
• تعلم المريضة التدليك؛ لتخفيف الألم الموجود في عضلات المهبل، وكيفية استخدام المغاطس الدافئة.
• تعلم المريضة بعض الأوضاع الخاصة خلال الجماع، والتي تساعدها على الوصول إلى نشوة الجماع.
• تعلم المريضة كيفية استخدام الموسع إذا كانت تعاني من شد في عضلات المهبل.
وأضافت: «من الممكن في بعض الحالات المصابة بضعف شديد في عضلات الحوض استخدام جهاز التغذية الرجعية، وقد استخدمته لأكثر من حالة كنّ يعانين من ضعف في عضلات الحوض، ومصابات بالسلس البولي في الوقت نفسه، ما سبب عزوفاً عن العلاقة الحميمة مع الزوج؛ خوفاً من حدوث تسرب للبول أثناء الجماع، وبعد 8 جلسات تحسنّ تماماً، وعادت ثقتهنّ بأنفسهنّ، ورجعن إلى العلاقة الحميمة كما كنّ قبل أن يصبن بهذه المشكلة».