كلما ازددت ثقة بنفسك ازداد نجاحك وكان الطريق لتحقيق أهدافك ممهداً، فالثقة بالنفس هي القوة التي تولد لدينا القدرة والطاقة للإقدام على فعل ما نريد؛ إضافة إلى الإيمان بالذات والعلم والمثابرة وعدم الخوف من الفشل.
وعندما ترتبط الثقة بالنفس بالطموح والإرادة، لا بد أن تصل بصاحبها لتحقيق ما يداعب خياله من أحلام، وما يصبو إليه من أهداف، إذ أكد علماء أن هناك علاقة وثيقة بين الثقة بالنفس والنجاح.
ولمزيد من الثقة والنجاح، وكجزء من حملة #عيشي_بثقة لإلهام القراء، اخترنا لكم قصة شابة فلسطينية طموحة تتحلى بالثقة بالنفس آمنت بنفسها، واستوحت حلمها من الحنين، فسعت لتحقيقه بالعلم والمثابرة وكرست طاقاتها الإبداعية لخدمة مجتمعها، راودها حلمها منذ كانت طفلة وكان شغفها بثقافة بلدها الغنية وخدمة المجتمع العربي ككل، وشعرت بالحب لبلدها فلسطين، الذي لم تزره وأحبت كل ما يتعلق به من طبيعة، وموسيقى، ورقص، وفنون وخاصة التطريز اليدوي.
إرادة وطموح
درست زينة في مدرسة المواكب في دبي وحصلت على درجة البكالوريوس بالتجارة الالكترونية من الجامعة الأميركية عام 2004، وعند تخرجها بدأت حياتها المهنية، تماماً مثل أي شخص آخر، من خلال الانضمام إلى عالم الشركات، فبدأت مسيرتها في مجال إدارة سلسلة التوريد في شركة عالمية عام 2004 وعملت في الإدارة اللوجستية، وعلى الرغم من أنها كانت ترتقي السلم الوظيفي، إلا أنها لم ترى نفسها في عالم الشركات بل رافقها حلم الطفولة وشغفها بالأزياء، فقررت الاستفادة مما اكتسبت من مهارات العمل للقيام بالتغيير، واستجمعت كل ما لديها من ثقة وشجاعة لتقرير مصيرها وتحقيق حلمها واستقالت عام 2007، ثم فكرت في بدء مشروع خاص بها تستغل به مهاراتها التجارية أملاً في تحقيق الربح والخدمة المجتمعية، عندها خطرت لها فكرة "باليستايل"Palestyle ، وهو خط أزياء راقي يحتضن جمال الثقافة ويقدم عملاً للنساء اللاجئات الفلسطينيات، بعد قيامها بزيارات غيرت مجرى حياتها لمخيمات اللاجئين في لبنان والأردن ومقابلة لاجئات ملهمات يتمتعن بمهارات التطريز، عادت منها وكلها عزم على بدء Palestyle كعلامة تجارية فاخرة، وفي عامي 2007-2008 ، دخلت صناعة الأزياء لاكتساب الخبرة، ولم يتحقق لها ما أرادت إلا في عام 2009 ، حيث استغرق منها الأمر الثقة بالنفس، والعمل الشاق والتضحيات للوصول إلى حيث هي الآن.
حكايات مطرزة يحكيها الخط العربي |
لم تكتف زينة بالحلم بل جعلت منه حقيقة، لإيمانها بفكرتها وعدم ترددها بتنفيذها، وحلم صاحبة خط أزياء "باليستايل "Palestyle أو ستايل فلسطين، وهي نموذج يحتذى به لحملة # عيشي_بثقة، لم يكن مجرد تصاميم وأزياء، بل أبعد من ذلك بكثير، فوراء تصاميها قصة شوق وحنين للأصالة بنكهة التراث الفلسطيني، وأرادت إيصال حلمها، بتوصيل الحنين عبر أزياء راقية تمثل جمال التراث العربي، مطرزة بخيوط ملونة تحكي حكايا ثقافة وتاريخ وحضارة، ودعم اللاجئات الفلسطينيات، والترويج للثقافة والشعب الفلسطيني، فالهدف هو إنتاج علامة أزياء تجمع بين خطوط الموضة المعاصرة مع التراث الفلسطيني، وهكذا تم دمج التطريز بالخيوط الملونة مع الخط العربي بتصاميم عصرية، فالتطريز والرسومات ذات معنى، وبالخط العربي أرسلت رسائل حب للسيدات بلغة تحكي عن تاريخ المرأة الفلسطينية. |
ثقة وشغف ومثابرة
على الرغم من صغر سنها، استطاعت زينة كسب ثقة الجميع، لأنها آمنت بفكرتها وتحملت المسؤولية منذ الصغر، وتقول أن الفضل لوالدتها التي كانت تشرح لها معنى التطريز والرسومات في طفولتها، وتحكي لها الحكايات، التي داعبت خيالها إلى أن كبرت وحان وقت تحقيق الحلم.
هكذا بدأت علامة " باليستايل" انطلاقتها، حيث يتم إرسال تصميمات منتجات"باليستايل"، من أزياء وحقائب وإكسسوارات في الإمارات، إلى نساء و فتيات المخيمات اللواتي يطرزنها، ما يساهم في تأمين دخل ثابت لهن، وتحسين أحوال معيشتهن وأسرهن، وقد مكنت حتى الآن 10 لاجئة عبر وظائف التطريز و 4000 وأكثر من اللاجئين عبر مشاريع تنمية اجتماعية مثل "زرع شجرة الزيتون" في الضفة الغربية وبرنامج تبادل خزان المياه Water Tank Exchange Program في منطقة مخيم البقعة - عمان، ومع كل تصميم بطراز pale ، تخصص 5 ٪ من المبيعات لتنفيذ مشاريع التنمية الاجتماعية.
وبالثقة والشغف والمثابرة أصبحت "باليستايل" واحدة من العلامات التجارية الرائدة في مجال الأزياء الراقية في الشرق الأوسط، ومقرها دبي، وفي غضون عامين فقط، وتصاميم الأزياء التي تقدمها زينة وشقيقها أحمد تتم باستخدام برامج تقنية متطورة، ويتم تنفيذها بحرفية عالية.
وقد رشحت علامة "باليستايل" لجائزة"حرية الإبداع " لعام ٢٠١١، كما حظيت بشهرة واسعة بين الأنيقات وحتى مشاهير العالم من نجمات هوليوود مثل إيفا لانغوريا، وميشيل رودريغز، وغوينيث بالترو، وإيفان راشيل وود وغيرهن الكثيرات.
ونصيحة زينة للفتيات: "لا تتخلي أبداً عن هدفك إذا كنت مؤمنة بتحقيقه وتملكين الرغبة لذلك، وإذا كنت تؤمنين بشيء قومي به ولا تترددي، ولا تدعي أي شيء يقف في طريقك، يمكنك تعلم المهارات وجمع المعلومات والتعلم بشكل دائم حتى تصلي إلى هدفك".
هذه هي رسالة زينة ورسالة حملتنا #عيشي_بثقة، فما رأيك بقصة زينة؟
وهل ترغبين بسماع المزيد من قصص النساء الناجحات والطموحات؟
شاركينا بتعليقاتك وتحدثي إلينا على CokeLight_ME@ أو عبر التغريدات على هاشتاغ #عيشي_ بثقة