أوضحت دراسة برازيلية أنه طالما أن الحياة لن تتوقف بوفاة أحد أبنائنا؛ فمن الواجب علينا التمتع بالقوة الكافية لجمع أشلاء عواطفنا تدريجياً؛ لنواصل الحياة، ومما هو مؤكد، أنه من الخطأ أن نوقف حياتنا ونبقى سجناء لعاطفة الحزن إلى الأبد
فقدان أي عزيز على القلب؛ يعتبر مصدر حزن كبير وألم لا يماثله ألم، فما بالك بفقدان أحد أولادك لا سمح الله. الموت بيد الله، وهي الحقيقة المطلقة؛ التي ينبغي أن يحترمها الناس مهما كانت مؤلمة وصاعقة. فكيف تتصرفين لو كنتِ في مثل هذا الموقف؟
أوضحت دراسة برازيلية أنه طالما أن الحياة لن تتوقف بوفاة أحد أبنائنا؛ فمن الواجب علينا التمتع بالقوة الكافية لجمع أشلاء عواطفنا تدريجياً؛ لنواصل الحياة، ومما هو مؤكد، أنه من الخطأ أن نوقف حياتنا ونبقى سجناء لعاطفة الحزن إلى الأبد؛ بالرغم من أن أثر الجرح سيبقى ملازماً لوجداننا، من المنطقي أن يبقى أثر الجرح، ولكنه يجب ألّا يبقى مفتوحاً إلى الأبد.
الموت جزء من الطبيعة
أضافت الدراسة : «أكثر ما يحزن المرأة؛ هو أن الموت المبكر لأحد أبنائها يترك آلاماً لا تطاق في قلبها، ولكن عليها أن تتذكر أن الموت يفاجئ بالفعل، وهو أمر من الله سبحانه وتعالى».
وعندما يأتي الموت لسبب مرضي؛ فان الأم تبدأ بالتساؤل: «ترى هل تُوفي ابني لأني لم أقم بواجبي كاملاً تجاهه، أم هل تُوفي لأني لم أفكر بمعالجته منذ بداية المرض، أم هل توفي ابني ليكون ذلك بمثابة عقاب لي بسبب معصية ارتكبتها في حياتي؟» إن الأسئلة تكثر بشكل خاص، عندما تكون الوفاة ناجمة عن حادث سير، أو إلى ما هنالك. وفي هذه الحالة تلوم الأم نفسها، وتقول: إنه لو لم تتركه يخرج لما وقع الحادث. تعلّق الدراسة: «هذه الأسئلة تبرز نتيجة الشعور بالحزن الشديد، ولكن يجب علينا أن نعلم أن الموت اختار هذا أو ذاك».
بماذا تمرين؟
من الطبيعي أن يمر جميع من يفقدون أحد أبنائهم بالمراحل التالية:
- حالة الصدمة، وهي الحالة التي يأخذ فيها الدماغ حالة الدفاع عن نفسه ويفرز مواد كيماوية؛ تجعل من الصعب أن يصدق حالة الموت التي حدثت.
- تغيب حالة الواقع تماماً لبعض الوقت، أي أن المرأة التي فجعت بوفاة أحد أبنائها؛ تحاول الهروب من حالة الواقع.
- حالة الاكتئاب والحزن، وعدم الرغبة في العيش بعد الضحية.
- حالة التمرد، وهي حالة تشعر بها من هي ضعيفة الإيمان بالله وقدرته. لكن هذه الحالة لا تدوم طويلاً، عندما يبدأ الواقع بالسيطرة على الموقف.
مواقف تمنحك القوة
بعد حدوث الوفاة، لا يمكن التفكير في عودة المتوفى للحياة من جديد، وانطلاقاً من ذلك؛ فإن عليك أن تتخذي المواقف التالية:
أولاً- اقبلي واقعة الوفاة؛ طالما أنه ليس في يديك شيء يمنع حدوثها.
ثانياً- لا تشعري بأنك المسؤولة عما حدث، ولا تلقي اللوم على ذاتك.
ثالثاً- عززي من إيمانك بالله؛ لأنه هو الذي يعتني به في الآخرة.
رابعاً- عززي إيمانك وتمسكك بالحياة؛ التي هي بيد الله.
خامساً- اسعي وراء الدعم النفسي من الآخرين، بمن فيهم الأخصائيون النفسانيون.
سادساً- ابكي كلما جاءتك الرغبة في البكاء؛ لأن ذلك يخفف من الآلام والأحزان.
سابعاً- اسعي يومياً وراء السبل التي تمنحك القوة لمواجهة حقيقة وفاة عزيز قلبك.
ثامناً- اقضي أطول وقت ممكن مع أولادك الآخرين، إن كنت تملكين أكثر من ولد، واعتني بهم.
تاسعاً- لا تهملي حياتك اليومية لوقت طويل؛ لأن ذلك سيتعبك.
عاشراً- حاولي العودة للحياة الطبيعية.