الحب هو ذلك الشعور الذي يحيا الإنسان ويموت، وهو يتأرجح بين ضفافه، ما بين حب الأم الأول إلى حب الأسرة والعائلة والأصدقاء والوطن والطبيعية، حتى يشمل حب العالم والبشرية بأسرها، ويظل الحب بين الذكر والأنثى هو المسيطر على العقول والجالب للانفعالات، ومسبب المشاكل وأحد أهم أسباب السعادة والنشوة في حياة كل منا، لكن البشر وإن كانوا يتفقون على الحب كمبدأ إلا أنهم يختلفون في التعامل مع محبيهم.
المستشار الأسري والاجتماعي عبدالرحمن القراش يخبرنا من خلال السطور الآتية بكيفية تعامل الناس مع الحب وفقاً لاحتياجاتهم المتنوعة:
بداية يقول القراش: "تفشل العديد من العلاقات وتتعرض للعثرات بسبب أمرين مهمين، وهما: أننا لا نعرف ذواتنا بشكل جيد وأي أنواع المحبين نحن وما يمثله الحب لنا، والأغراض التي ننشدها منه، ويتمثل الأمر الثاني بعدم تقييمنا لموقف الشريك في العلاقة من الحب".
ولتسهيل الأمر حصر القراش مواقفنا من الحب ضمن 3 أصناف، وهي:
1. المدمن
يرى صاحب هذا الصنف أن الحب قيمة إنسانية وغاية روحية لا يستطيع العيش أو التعايش مع الآخرين إلا به، كما أن كلامه قليل وفعله كثير، وكل تصرفاته وسلوكياته وحركاته وسكناته تعبر عن الحب الذي بداخله، وهو مدمن جداً بإرادته، ويظهر عليه أمام الآخرين أنه مغرم وهمه الوحيد إسعاد من يحب حتى لو فرق بينهما الزمان والمكان؛ لأن الحب لديه عبارة عن قيم ومبادئ لا يتخلى عنها إلا بالموت.
2. دبلوماسي
يرى صاحب هذا الصنف أن الحب شيء جميل في الحياة وله قيمة وقدر، ولكن لا يستطيع التعاطي معه كما يجب، فعندما يتعامل مع من يحب لا يظهر له الحب إلا ببرود ومجاملة في أغلب الأحيان، وإن ظهرت عليه علامات الحب فإنها مؤقتة، ربما للتظاهر أمام الآخرين بأنه عاطفي، فيدعي أن الحب كل شيء في حياته، ولكن ليس له تأثير في سلوكه اليومي، ولديه قدرة كبيرة على التمثيل الدبلوماسي، وإذا فقد محبوبه فإن التأثر يكون مؤقتاً ولا يدوم طويلاً، وربما يبحث عن حب آخر وآخر، المهم أن يكون لديه شيء في حياته من دون إدراك لقيمة من يحب.
3. مزاجي
يرى صاحب هذا الصنف أن الحب في حياته مجرد حبة "أسبرين" يبتلعها عندما يشعر بصداع من مشاكل الحياة، وبمجرد زوال العوارض يتركه من غير رجعة أو يعود له وقت الحاجة والمصلحة، كما لا يوجد لديه ولاء تام لمحبوبه؛ لأنه يقدم أنانيته على إنسانيته، لذلك لا نستطيع أن نتهم الرجل أو المرأة بذلك أكثر من الآخر؛ لأن عواطف الأشخاص من هذا النوع مزاجية ومتقلبة ولا يظهر تأثرهم عند فقد من يحبون، إذ لا يعيشون إلا لأنفسهم فقط.