كانت علامات السعادة والفخر بادية على فابيان لوبو، المديرة العامة لصالون الساعات الفاخرة الذي تحتضنه العاصمة السويسرية جنيف كل سنة. فالصالون يحتفل هذه السنة بعيد ميلاده العشرين، حيث تقول: «إنها عشرون سنة من النجاحات والإبتكارات التي تطلّبت منا الغوص باستمرار في عوالم من الثقافة والفنون والحرفية والجمال، تتجدّد في كل موسم. فالصالون بلغ الآن مرحلة النضج أو سن الرشد، كما يقال. لكن، كل هذا النجاح لم يخفّف من إرادتنا وتصميمنا على الإستمرار في تسليط الضوء بشكل دائم على خصائص وأسرار هذه الصناعة المتميّزة التي هي صناعة الساعات الفاخرة...».
قراءة الوقت في مثل هذه الساعات متعة لا تضاهيها متعة، وهي أيضاً رحلة إلى عوالم ساحرة تمتزج فيها الثقافة والفنون بالتقنيات الحرفية بالغة الدقة. أما النتيجة، فهي تحف لا تكتفي بتحديد الوقت فحسب، بل تحكي شعراً وغزلاً وتحبك أساطير عجيبة تجعلك تنسى للوهلة الأولى أنك بصدد النظر في ساعة يد! ويصدق هذا بشكل أخص في ما يتعلّق بالساعات النسائية.
في هذا التحقيق، نستعرض تشكيلة من أبرز الساعات التي عُرضت في صالون جنيف لهذه السنة، في رحلة تختصر كل ما في هذه التصاميم من شاعرية وجمالية مبهرة نفّذتها أيدٍ خفيّة تمزج بين التصميم الفني والنحت والصناعة الحرفية الدقيقة، أبدعتها مخيّلات خصبة لا حدود لموهبتها...
دار «كارتييه» Cartier
ساعة «كابتيف إكس إل» Captive XL، الساعة النسائية التي طرحتها دار «كارتييه» Cartier، ساعة أنثوية وراقية بامتياز، ذات هندسة متميّزة، حيث جاء شكلها الدائري خارجاً عن المألوف ومفعماً بالبريق، وغلب عليه اللون الرمادي. أهم ما يجتذب الأنظار في هذه الساعة هي وصلة السوار العليا التي ترتبط بالميناء، وهي تبرز روح الإبتكار ودقة التصميم والذوق الراقي الذي تتّسم به هذه الدار. صنعت هذه الساعة من الذهب الأبيض (18 قيراطاً)، وسوارها من الحرير. تتّسم بكبر حجمها (50 ملليمتراً)، حيث تغطّي معصم المرأة بأكمله. وقد تمّ تعويض أرقام الساعة بأعمدة من الماس تحتضن بشكل أنيق مؤشري الوقت. وهي ساعة مزوّدة بحركة «كوارتز»، وتحتوي على 14 قيراطاً من الماس. وتضمّ هذه المجموعة أيضاً ساعة «كابتيف إكس إل» المصنوعة من الذهب الوردي، وساعة أخرى تحمل نفس المواصفات لكنها ذات أحجام أصغر.
دار «مون بلان» Mont Blanc
طرحت تشكيلة «مون بلان ستارز ماجي ديتوال ليدي دياموند» Mont Blanc Stars Magie D’étoiles lady Diamonds، وهي ساعة ذات إشعاع مميّز بفضل بريق ترصيعاتها وجماليات تصميمها الراقي، فإطارها مصنوع من الذهب الأبيض وميناؤها من عرق اللؤلؤ، والرسوم التي تزيّنه مستوحاة من رمز الدار، أي نجمة «مون بلان» Mont Blanc التي ثبّتت ستة نماذج منها على الميناء بشكل بالغ الأناقة، ورصّعت إحدى هذه النجمات المثبتة محل الرقم 6 بـ 34 حجرة ماس. أما الجانب الأيسر من الساعة، فقد زيّن بـ 22 لؤلؤة من «الراديوم»، والسوار مصنوع من الساتان الأسود والأبيض.
دار « أودمار بيغييه» Audemars Piguet
طرحت ساعات «كرونوغراف روايال أواك أوف شور» Oak Offshore Royal Chronograph التي لفتت الأنظار بقوة، بفضل تألّقها وروعة ترصيعاتها، فضلاً عن تقنياتها العالية. فهي من الساعات التي لا يمكن أن يتجاوزها
الوقت أو الزمن، حيث تتميّز بتناغم كبير بين الأبيض والأسود اللذين يغطّيان ميناءها. أما أسورتها فهي مصنوعة من «البلاستيك» الراقي الذي أضفى عليها لمسة شبابية ورياضية، بحيث تعكس بامتياز عراقة دار
«أودمار بيغيه» Audemars Piguet وتطلّعها الدائم نحو المستقبل.
دار «رالف لورين» Lauren Ralph
طرحت مجموعة «رالف لورين سليم كلاسيك كولكشن» Ralph Lauren Slim Classic Collection، وهي تشكيلة من الساعات المستديرة المرصّعة بصفين من الماس، بينما نُقش ميناؤها بحبيبات ماس متميّزة جداً، بحيث جاءت هذه التشكيلة في غاية الأناقة، وزادها جمالاً سوارها الأحمر المصنوع من الساتان. أما التشكيلة الثانية التي طرحتها «رالف لوران» Ralph Lauren، وهيThe Ralph Lauren Stirrup Collection، فإنها مستوحاة من عالم الفروسية المحبّب جداً إلى قلب رالف لورين. وتتميّز هذه التشكيلة بشكل خارج عن المألوف، حيث جاءت مقوّسة من جهة ومسطّحة في الجهة المقابلة. والجدير بالذكر أن الساعات النسائية من هذه التشكيلة جاءت في غاية الدقة والجمال، حيث رُصّعت بمجموعة من الماس المرصوفة بعناية على امتداد حواف الساعات، وزادت من فخامتها الأسورة الجلدية الراقية ذات الألوان البيضاء والزهرية.
«فان كليف أند أربيلس» Van Cleef & Arpels
مجموعة شاعرية الوقت «ذا بويتري أوف تايم» The poetry of time من «فان كليف أند أربيلس» Van Cleef & Arpels، تبيّن أن الوقت بالنسبة لهذه الدار هو مرادف للشاعرية بامتياز. في كل سنة تطرح هذه الدار تشكيلة من الساعات الرائعة من حيث جمالياتها وصنعتها الحرفية، بحيث يكون التطلّع إلى الوقت من خلالها رحلة ممتعة بين الرموز والألوان والتصاميم التي تعكس الإرث التاريخي العريق لهذه الدار. قدّمت دار «فان كليف أند أربيلس» Van Cleef & Arpels هذه السنة أيضاً نسخة جديدة ومعدّلة من ساعات «شارمز» Charms الأنيقة. كما طرحت مجموعة جديدة أطلقت عليها تسمية «إكستراوديناري ديالس» Extraordinary Dials. تتميّز هذه المجموعة بتصاميم تعتمد على تقنيات الترصيع والحفر على الذهب وعرق اللؤلؤ لرسم منمنمات تروي قصصاً شيّقة عن العشق والجمال، وسط ديكور من الطبيعة والحياة الريفية. تضمّ هذه المجموعة ساعات «ليدي أربيلس إكستراورديناري هيومنبوردز» Lady Arpels Extraordinary Hummingbirds، وهي ساعات مرصّعة بالماس والأحجار الكريمة، تمّ تزيين مينائها بطيور الطنان المشهورة برشاقتها وألوانها الزاهية. وقد استعملت فيها تقنية طلاء تقليدية تسمىCloisonné enamel، وهي التقنية ذاتها المستعملة في مجموعة Lady Arpels Extraordinary Butterfly. وكل واحدة من هاتين المجموعتين تضمّ تشكيلة من ثماني ساعات. في المقابل، إستعملت تقنية الطلاء ثلاثي الأبعاد في تشكيلة «إكسترا أورديناري لاندسكايب ميدنايت» Extraordinary Landscapes Midnight، التي تضمّ خمس ساعات مختلفة تزيّن ميناءها مناظر من الطبيعة الكاليفورنية الخلاّبة. ضمن مجموعة «التعقيدات الشاعرية» Poetic Complications، طرحت «فان كليف أند أربيلس» Van Cleef & Arpels ساعة «ميدنايت جور إي نوي» Midnight Jour et nuit، التي تعكس تمايز الليل والليل، وتفاوت الإضاءة بين الشمس ونور القمر. وقد زُيّن ميناء هذه الساعة بمجسّمين للشمس والقمر. الأول مصنوع من الذهب وأحجار الياقوت الأصفر، والثاني من الذهب الأبيض والماس وعرق اللؤلؤ الأبيض. وقد رُصّعت حواف الساعة أيضاً بمجموعة من أحجار الماس. أما ساعة «جسر العشاق» Le pont des amoureux، فإنها تروي قصة لقاء عاشقين على أحد الجسور الباريسية الشهيرة. وقد زُيّن ميناء الساعة بمشهد يصوّر العاشقين وهما يشيران إلى عقارب الوقت خلال نزهتهما الرومانسية.