إصدار جديد: سعاد الصباح.. ذاكرة الوقت المتوّج بالقصيدة

3 صور
(سعاد الصباح.. ذاكرة الوقت المتوّج بالقصيدة) إصدار جديد لعضو اتحاد كتاب مصر الكاتب والناقد والشاعر العراقي عِذاب الركابي، الذي يتخذ من القاهرة مقراً له ومنطلقاً لنتاجه الإبداعي؛ حيث يقوم بدراسات مستفيضة للنتاج الأدبي العربي.
جاء الكتاب فيما يقارب الـ120 صفحة من القطع المتوسط، مقسماً إلى عدة فصول، ومحتوياً على حوار طويل مع الدكتورة الشاعرة سعاد الصباح، يكسر الإطار التقليدي للحوارات، ويلج إلى حميمية الكلمة ولجة الشعر وفلسفة التعاطي مع اللغة والموروث والحياة.
ويفتتح المؤلف كتابه بقول لموريس بلانشو هو: (السؤال هو رغبة الفكر، والجواب هو نضج السؤال)..
وتقول الشاعرة من ضمن الحوار الذي يضمه الكتاب: (الشعر حياة أخرى.. بالشعر يمكنك أن تتكرر، وتستعصي على الفناء، أن تقفز من سفينة المرور العابر إلى جزيرة الخلود، أخذ مني الشعر كل عواصفي وعواطفي، وأخذت منه كل آفاقه).
وتقول: (الشعر صاغني، وكنت دوماً طوع أوامره وجنونه وحنانه وغضبه، فهو ذاته القلق الذي ركبه أبو الطيب.. فكأنما ركبنا الريح).
وتقول د. سعاد الصباح أيضاً: (كتبت قصيدة النثر واستهواني أفقها الفسيح.. لكنني على المنبر يصبح صوتي أكثر اكتمالاً بقصيدة تحقق شروط الشعر الأصيلة).

ومما جاء في دراسة عذاب الركابي عن الشاعرة:
العروبة عند الشاعرة سعاد الصباح هيَ كلّ العشق، وكلّ الحياة، وأنّها نزيفُ الكلمات، إذا ما بدا إيقاع همّها العروبيّ عالياً، وذلك لأنَّ نبضَها القوميّ يتجددُ في كلّ كلمةٍ.. وكلّ قصيدة.. وعلى ضوء كلّ مدينةٍ.. وعلى رقصةِ كلّ قطرةِ مطرٍ عربيةٍ دافئة.. فهذهِ مصر؛ النخلة الباسقة، والغيمة الحبلى بالماء، ولآلئ اللقاء.. هيَ البداية!! وهنا الرمز؛ الثائر وهوَ يُؤسّس للألفةِ.. والمحبةِ.. والوحدة، ويضعُ حجرَ الأساس للمودةِ، واللقاء العربي الحميمي الأبدي، ويُؤرّخ للحظةٍ عربيةٍ خالدةٍ، رتّبتها القصيدة، وشمس النضال القومي، والتربة النابضة بالحُبّ.. والدفء.. والأمان:
لا تقولي.. سقطَ الفارسُ عنْ ظهرِ الجوادْ
وسجا الحُلمُ المرجّى، وهوى الصرحُ ومادْ
إنّهُ كانَ النبض الّذي يغذو الفؤادْ
إنّهُ كانَ الّذي علّمنا معنى الجهادْ
بيدٍ تبني وتُعلي.. ويدٍ فوقَ الزنادْ
إنّهُ استشهدَ كيْ يُصبحَ للجرحِ ضمادْ
باذلاً في جهدهِ من دمهِ الغالي مدادْ
لوفاقِ العُربِ بعدَ المحنِ السّودِ الشّدادْ
أروِ عنهُ.. أنّهُ قرّبَ أيّامَ الحصادْ
لقيامِ الوحدةِ الكبرى.. وتحقيق المرادْ
سائراً في دربِ عمرو.. وطريق ابنِ زيادْ.