كل يوم هناك حفلة كبيرة لعض الأصابع، أنت مدعو لها رغماً عنك، فالكل يمارس هوايته المفضلة في لعبة عض الأصابع!
هناك رغبة عارمة لدى الكل لعض الكل. هذه الرغبة تجاوزت مرحلة الهواية إلى الاحتراف؛ فهناك «عضاضون» مخضرمون في لعبة عض الأصابع أصبحت لديهم خبرة عريقة تمكنهم من اللعب في الدوري الأوروبي؛ نظراً لقدراتهم.. ومهاراتهم في العض!!
النائب يعض الوزير..
والوزير يعض أصابع كبار المسؤولين في وزارته وكبار المسؤولين «يعضون» أصابع صغار المسؤولين.
وصغار المسؤولين يعضون أصابع صغار الموظفين.
وصغار الموظفين يتعلمون العض في أصابع المراجعين، فما الذي يجعل الناس لدينا يلعبون هذه اللعبة الخطرة كل صباح ومساء لدرجة جعلتها اللعبة الشعبية الأولى تماماً مثل كرة القدم في البرازيل؟ فالذي لا يلعب كرة القدم في البرازيل مشكوك في «برازيليته».
والذي لا يعض لدينا مشكوك في وطنيته، بعض السياسيين يمارسون سياسة العض. أو عض السياسة!
بعض الاقتصاديين يسرقون أصابع بعضهم على الطريقة الشهيرة «سلمت عليه. هل عددت أصابعك بعد ذلك؟!
بعض الرياضيين «يكسرون» أصابع بعضهم بعضاً لذلك نجد كثيرين منهم يجرون عملية «الغضروف» في أصابعهم!
بعض الفنانين «يقبلون» أصابع بعضهم أمام الكاميرات. ويعضون أصابع بعضهم على صفحات الجرايد.
بعض الكتاب يكتبون بأسنانهم لا بأقلامهم. فيعضون أصابع بعضهم أو أصابع القارئ كل صباح!
بعض الناس يمارسون العض لأن هذه «طبيعتهم». وبعضهم «يتطبعون» أو «يتكسبون» من العض. لذلك نرى كثيرين منهم أثروا وأصبحوا واجهات اجتماعية. كل مؤهلاتهم أنهم متخصصون في عض الناس!
القاعدة في لعبة عض الأصابع تقوم على مبدأ من يصرخ أولاً. لذلك كل الناس يتألمون. ولكن لا يصرخون. أو يصرخون بصمت.
فالكل يتألم، والكل يصرخ بصمت حتى لا يخرج من اللعبة.
فكل الناس لديهم أصابع. ومع ذلك كل الناس يريدون أن يعضوا.
فمن كان بلا أصابع فليعض أصابع الناس ومن كانت أصابعه من شمع فلا يحاول أن يحرق أصابع الآخرين!
شعلانيات :
. في المدرسة والجامعة نتعلم الدروس ثم نواجه الامتحانات.
في الحياة فإننا نواجه الامتحانات ثم نتعلم منها الدروس.
. البعض في تعامله مع الآخرين يحتاج إلى الأدب أكثر من حاجته للثقافة.
. ما فائدة الدنيا الواسعة إذا كانت أفكارك ضيقة؟!
. كل مغفل يستطيع أن يقول الحقيقة.
. العقلاء فقط لا يقولون الحقيقة، وإنما نصف الحقيقة!!
. الناس بلا ضمائر .. محاكم بلا قضاة!! .