أثارت المغربية أسماء النجار جدلاً واسعًا نهاية العام، على موقع الفيسبوك والتواصل الاجتماعي، هي الآتية من عالم التعليم والتربية؛ لتتواصل بسلاسة وانفتاح على العالم الافتراضي، وتدلي بدلوها في قضايا متعددة تهمّ بلدها أساسًا بسخرية سوداء أحيانًا، تعد من أطر التربية والتعليم في مدينتها شفشاون (شمال المغرب)، سطع نجمها بعد إطلاق فكرة الحزب الافتراضي الذي أسسته على الفيسبوك باسم «حزب المحكة»، نسبة إلى كيس الحمام المغربي المعروف لإزالة الجلد الميت والوسخ، فأثارت المبادرة عددًا مهمًا من المتابعين والمعجبين.
بدأت فكرة الحزب عفوية ساخرة، إلى أن تحول إلى موضوع الساعة، انضم إليه عدد من المثقفين والأدباء والفاعلين الجمعويين. أسماء بنت مدينة الشاون، كما ينطقها أهلها، أو «شفشاون» المدينة الساحرة في قلب جبال الريف التي لها تاريخ عريق، وتتميز بطرازها الأندلسي الجميل، وحميمية أزقتها وألوانها، تقول لـ«سيدتي نت» إنها عاشقة لمدينتها التي تلهم الكثيرين؛ بتاريخها وجمالها، ولا تتصور نفسها بعيدة عنها.
أسماء موجودة بقوة على مواقع التواصل الاجتماعي، وتنخرط في كثير من مبادرات المجتمع المدني، علاوة على دورها كأستاذة في التربية والتعليم. من يعرف أسماء يدرك مدى حيويتها وسعيها للعمل الاجتماعي والثقافي، وحضورها باستمرار في كل ملتقيات المدينة الثقافية والفنية، ولها نشاطات متنوعة مع جمعيات المجتمع المدني، تملك مواهب خاصة في التواصل، وتكتب الشعر والخواطر، وتدويناتها حاضرة باستمرار بنفس جدي، وأحيانًا كثيرة بأسلوب هزلي.
هذا الحضور اللافت جعل مدينتها تلتفت إليها؛ لترشحها امرأة السنة، وهو تكريم مستحق صفق له الكثيرون من رواد الفيسبوك، أو كل من اطلع على حضورها في العالم الافتراضي وحتى الواقعي.
تقول لـ«سيدتي نت»: «أتواصل كمواطنة وأتفاعل مع قضايا المجتمع بسخرية وتسامح، لا أنتمي لحزب سياسي معين، الهدف من خلق حزب افتراضي هو التواصل وطرح الحلول بطريقة مرحة، بعيدًا عن أي تشنج فكري أو أيديولوجي». وتضيف: «كلنا نحتاج اليوم إلى هذه الثورة الإلكترونية؛ لدعم قيمنا ومبادئنا وإيصال صوتنا».
وعكس ما تردد، لم تلقَ أسماء أية مشاكل تُذكر من قبل السلطات، بل كل المسؤولين يمازحونها لأجل التقدم لهم بطلب رسمي للترخيص للحزب. وتؤكد أسماء لـ«سيدتي نت» أنها تحب العمل الاجتماعي والجمعوي، وتجد نفسها مهتمة ومنخرطة في كل ما يتعلق بقضايا مدينتها وبلدها. تحلم بتكافؤ الفرص بين المواطنين، وأن تعيش العدالة الاجتماعية في كل تفاصيل الحياة.
ولأسماء أيضًا أعداء للنجاح ومنتقدون، اختاروا أن يرموها بالحجر، ويعتبرونها لا تستحق التكريم والالتفاتة التي حظيت بها من المجتمع المدني، وتردّ قائلة: «لا أعرف سرًا وراء هذه الكراهية، لكنني أعترف أني مجرد امرأة بسيطة تحلم وتحاول الإسهام في تنمية محيطها، لا أدّعي بأني خارقة، لكن حب الناس وتقديرهم لمجهودي هو ما جعل هذه الالتفاتة تكون في حق مواطنة تعمل إلى جانب مواطنين ومواطنات آخرين يسعون لخير هذا البلد».
وتضيف: «أشكر كل من أحبني وكرّمني، وأسامح من كرهني، فالأيام والأعمال بيننا، ولا أدّعي كما قلت أنني أفضل من الناس. التزامي المهني والجمعوي والإنساني انعكس على الآخرين، والحمد لله، فاختاروني لأكون امرأة السنة، وهي مسؤولية كبرى تقلدت بها؛ لأكون دومًا في خدمة مدينتي وبلدي ما استطعت إليه سبيلاً».
أسماء النجار شخصية السنة في «شفشاون» المغربية
- قصص ملهمة
- سيدتي - نت
- 05 فبراير 2018