معروف أن تربية البنات تختلف عن تربية الصبيان في جوانب عدة، منها أن البنت يجب أن تتعلم كيف تحافظ على شرفها، ويجب كذلك أن تتعلم كيف تنشئ عائلة، ولا تسلم نفسها لأحد قبل الزواج. أما الصبيان فإن هناك بعض الاختلافات حول التربية حيث إن معظم الآباء يريدون أن يكون صبيانهم فحولاً في المستقبل، ولذلك فإنهم يتلقون معلومات خاطئة حول الرجولة والشهامة والفحولة الجنسية.
* الماشيستية: مُسمّى يأتي من "ماشيستي" مصارع من إسبارطة في الأساطير الإغريقية قدمت عنه هوليوود العديد من الأفلام.
القساوة الماشستية
جاء في دراسة برازيلية شارك فيها خبراء مختصون بالشؤون الاجتماعية والنفسية بأن هناك آباءً يثقفون أولادهم الذكور بشكل خاطئ، عندما يطلبون منهم أن يكونوا رجالاً يتميزون عن النساء، وهذا سبب من أسباب الفشل في التعامل مع المرأة، عندما يكبر هؤلاء الذكور ويصبحون رجالاً. وقال الخبراء : "هذه التربية القاسية على ضرورة التمتع بالفحولة، وبخاصة الفحولة الجنسية والتعامل القاسي مع النساء، تؤدي إلى مشاكل وعقد نفسية عندما يصطدم هؤلاء الأبناء بواقع الحياة في الكبر. وهؤلاء الرجال يفقدون احترام المرأة لهم.
انتهى وقت الماشستية
عصر الماشستية قد ولى، وإن كانت هناك عائلات محافظة تربي أولادها، الذكور منهم، على القساوة في التعامل مع الناس، وعلى الأخص التعامل مع المرأة. فهناك فرق كبير بين الماشستية القاسية والشجاعة. وعلى الآباء أن يعلموا أولادهم الذكور على الشجاعة والشهامة والكرم، وهي الصفات المحبوبة في الرجل.
تابعت الدراسة: "أن العصر الحالي يكاد يحقق المساواة في الحقوق بين الرجل والمرأة، ومن غير المفيد أن يرث الذكور عن آبائهم القساوة مع النساء. لذلك يتوجب على الآباء أن يعوّدوا أبناءهم الذكور على أن المرأة كائن بشري يستحق الاحترام؛ لأنه يمثل نصف المجتمع".
الماشستية والضعف الجنسي
أكد الخبراء؛ استناداً إلى إحصائية نشرتها معاهد برازيلية عدة أن 60% من الرجال الذين تلقوا تربية ماشستية قاسية أثناء الطفولة يعانون من الضعف الجنسي؛ بسبب عدم شعورهم بالأمان حول أدائهم الجنسي وقت المعاشرة الحميمة مع المرأة.
وإن مثل هؤلاء الرجال حريصون بشكل مبالغ فيه على إظهار الفحولة للمرأة خلال المعاشرة الحميمة، لكن ذلك يؤدي في أحيان كثيرة إلى نتائج عكسية. فلأنهم يقيسون رجولتهم بالفحولة الجنسية يفقدون الثقة بأنفسهم سريعاً، بعد أول فشل في الممارسة الجنسية. فهم يعطون أهمية لا لزوم لها لإظهار الفحولة، لكن الدماغ لايستجيب أحياناً لأمور مستعصية.
القلق حول الأداء الجنسي
شرح الخبراء أن أهم ما يسبب مشاكل حول الأداء الجنسي للرجل هو قلقه حول عضوه التناسلي. ولكن المشكلة والقلق يكبران عند الذكور الذين تلقوا تربية ماشستية في الصغر. فبقدر ما يكون المرء قلقاً حول أمر ما فإن النتائج كلها تكون ضده، وهذا هو الحال بالضبط مع الرجال، الذين علمهم آباؤهم على القساوة، وعلى أن الفحولة الجنسية هي سلاح؛ لتخويف المرأة، وجعلها تخضع لسلطانه. وأضافت الدراسة: "مع الفهم الخاطئ للفحولة فإن كثيرين هم الرجال، الذين يفشلون حتى في إقناع المرأة بأنهم رجال بالفعل".
ووجه الخبراء نصيحة للآباء بقولهم: ربوا أبناءكم على المرأة تحب شخصية الرجل قبل أن تفكر في الناحية الجنسية، وفيما إذا كان يتمتع بالفحولة أم لا. وتحب المرأة أيضاً شهامته وشجاعته؛ لكي تشعر بالحماية معه.
لا تربي ابنك على "الماشستية"
- أطفال ومراهقون
- سيدتي - محمد داود
- 27 يونيو 2014