«جزيرة القراصنة»

عرف القراصنة على مر التاريخ، وارتبطت قصصهم بالإثارة والتشويق، ولف شخصياتهم الغموض، وعندما يُذكر القراصنة غالباً ما يتبادر إلى الأذهان صورة جمجمة وعظمتين على علم أسود يرفرف في الهواء، وسفينة شراعية تترنح وسط أمواج المحيط، ورجال أشداء بعضلات مفتولة، وصبي صغير يجلس أعلى صاري السفينة، ومن تحته الشراع ينفخ فيه الهواء، ويصيح فجأة: «أرض.. أرض!»، فتتعالى صيحات الانتصار من الرجال، ويتجمعون حول قائدهم صاحب العصابة السوداء على عينه اليمنى، وتغمر الفرحة الجميع؛ فقد وصلوا إلى جزيرة الكنز! هذا ما نراه على شاشات السينما وفي صفحات الروايات، ومن وحي عالم القراصنة قامت عائلة ثرية ببناء جزيرة قراصنة وسط بحيرة في ملكيتهم الخاصة، والبالغ مساحتها 60 فداناً، على بعد خمسة أميال فقط من مدينة كامبريدج التاريخية.


تخليداً لذكرى الجد
قام جيمس كاليس، وهو فرد من أفراد أسرة ديكرسون المستقرة في المنطقة منذ ما يقرب من 90 عاماً، بإنشاء جزيرة قراصنة؛ تخليداً لذكرى جده، وهي جزيرة ترفيهية شخصية، تقع بين الأراضي الصناعية، وتتضمن شاطئاً، ونبع ماء، وبحيرة، وشلالاً؛ لتستمتع بها الأسرة وضيوفها.

الجزيرة الحلم
وبعد 30 عاماً أصبحت البحيرة مليئة بالطمي وبحاجة إلى الصيانة؛ للحفاظ على الحياة البرية التي تعتمد عليها، ولكنها الآن جُرفت وسويت بالأرض، واستخدمت مواد لتشكيل الجزيرة بطراز القرن 18، والتي تم بناؤها من الصفر، وعملت الأسرة على تشجيع عودة الحياة البرية إليها. واليوم تغمر الجزيرة إلى حد كبير الأزهار البرية، كما تنتشر فيها الطيور المائية والبجع.
وتحتوي الجزيرة على مبانٍ من الحقبة الاستعمارية ذات طراز جورجي، تم بناؤها من قبل شركة تدعى The Master Wishmakers لتبدو وكأنها مهجورة، وتشمل The Black Doubloon، وهو مكان للترفيه، ومقصورة Coffer's Cabin، وهو شاليه مبني على طراز مكتب قائد الجيش، أما Lubbers Locker فهو كوخ شاطئي صغير، بينما سطح Dead Man's Deck المكشوف مناسب لحفلات الشواء، وبُني بشكل شبيه بأنقاض ثكنة عسكرية.
وقد بنيت الجزيرة بأكملها بواسطة شركة The Master Wishmakers ، وأصحابها متخصصون في تحقيق أحلام زبائنهم الأثرياء.

من هم أشهر القراصنة في التاريخ؟
- إدوارد تيش (Edward Teach) أو تاتش الملقب بـ(Blackbeard) أو «اللحية السوداء».
وهو أحد أشهر قراصنة التاريخ، الذي أصبح علماً من أعلام الفلكلور الأميركي. حبكت حوله الكثير من الروايات والأساطير؛ أشهرها قصة «الكنز» الذي دفنه في مكان غير معروف حتى اليوم، وهو إنجليزي الأصل، ولد في مدينة بريستول في إنجلترا في 23 نوفمبر 1675، وقتل في 22 نوفمبر 1718.

- جون روبرتس، ولد في 17 مايو عام 1682، كان قرصاناً من ويلز، وهاجم السفن في الأميركيتين وغرب أفريقيا، بين عامي 1719 و1722.
وكان القرصان الأكثر نجاحاً في «العصر الذهبي » للقراصنة، وحسب ما ذكره المؤرخون أنه أسر أكثر من (470 سفينة).

- جاك راكام: ولد في 26 ديسمبر عام 1682 م، وعرف أيضاً بـ«Calico Jack Rackham»، أو جاك المنقط بالألوان؛ بسبب أنه كان يرتدي ملابس غريبة ومنقطة بالألوان!
كان قرصاناً وقائداً إنجليزياً معروفاً بين القراصنة، وأعدم في «جامايكا» في 18 نوفمبر عام 1720.

نساء قراصنة!
لم نسمع إلا عن قلة من النساء القراصنة، فمن «قواعد القراصنة» أنهم كانوا ضد أن تكون المرأة قرصانة! حتى ولو كانت هناك نساء على ظهر السفينة، وعلى الرغم من ذلك فإن اثنتين كانتا الأكثر شهرة؛ بسبب قوتهما، وهما:
- القرصانة الأيرلندية (Anne Bonny-آن بوني)، والقرصانة (Mary Read-ماري ريد).
انضمت كل منهما إلى القرصان الشهير جاك راكام، وقاتلتا بضراوة، وعبرتا الكثير من البحار والمحيطات، وفي نهاية المطاف تمّ إلقاء القبض عليهما، وتم أسرّ كل أفراد الطاقم عام 1720 في «جامايكا» وحُكم عليهم بالإعدام، ولكن تم تخفيف العقوبة على «آن بوني» و«ماري ريد»؛ لأنهما كانتا حاملتين، فتم الحكم عليهما بالسجن، أما «ماري ريد» فقد توفيت بسبب الحمى قبل أن تلد طفلها، ولا أحد يعرف ماذا حدث لـ«آن بوني» بعد هروبها من السجن.