هل تخجلين من ممارسة العلاقة الحميمة بسب وجود عيوب في جسدك؟
الجواب عن هذا السؤال هو: نعم. فهناك الكثير من النساء اللواتي يخجلن من ممارسة العلاقة الحميمة؛ بسبب وجود عيب أو أكثر في أجسادهن. الرجل لا يخجل كثيراً من العيوب الموجودة في جسمه؛ لاعتقاده بأن الجمال الجسماني مقتصر على المرأة.
لكن المرأة لا تستطيع أن تمتلك على الدوام جسماً رشيقاً ومثالياً لأسباب كثيرة، منها وراثية ومنها ما ينجم عن الحمل والإنجاب. حيث أظهرت إحصائية أوردها قسم العلوم الإنسانية التابع لجامعة «أوسب» الفيدرالية في مدينة ساوباولو، أجريت عبر الإنترنت على عينة من جنسيات مختلفة بأن 52% من النساء اللواتي يعانين من عيب في أجسادهن على استعداد للتخلي عن ممارسة العلاقة؛ بسبب الخجل من ذلك العيب أو العيوب.
في أدنى مستوياتها
وقال تقرير مصاحب للإحصائية جاء كدراسة: «إن الرغبة الجنسية عند المرأة تكون في أدنى مستوياتها، عندما تشعر بأن هناك عيباً في جسمها، حتى وإن كان ذلك العيب لا يؤثر على ممارسة المعاشرة الحميمة بشكل كبير. لكن الطبيعة النسائية هي أنها تقلق جداً على أي عيب، وتشعر بالخجل من أن يشاهد الرجل ذلك الخلل فيصاب بخيبة أمل؛ نتيجة ذهابه إلى السرير معها».
وأضافت الدراسة: الرغبة عند المرأة مرتبطة إلى حد كبير برضاها عن نفسها، وعن جسدها على وجه الخصوص. ومن المؤسف أن بعض الرجال ينتقدون العيب الجسدي فيها، وهو معها على سرير المعاشرة الحميمة. ولتفادي ذلك فإن أكثر من نصف النساء اللواتي يعانين من عيب في أجسادهن يفضلن التخلي عن الممارسة.
لا تصل للنشوة:
حتى إن مارست المرأة المعاشرة الحميمة فإنها قد لا تصل إلى النشوة على الإطلاق؛ بسبب تفكيرها المستمر بالعيب الموجود في جسدها، وهي تكتفي بإرضاء الرجل. وأشارت الدراسة إلى أن غالبية النساء اللواتي يصلن للنشوة هن النساء اللواتي يشعرن بالرضا عن أجسادهن، ولا يعانين من عيوب جسدية.
يخفين السر
هناك زوجات يمارسن تكتيكات؛ لكي لا يشاهد الزوج العيب الموجود في جسدها، ومن هذه التكتيكات طلب إطفاء الأنوار واستخدام اللحاف كغطاء، وكذلك عدم اللجوء إلى وضعيات جنسية معينة تضخم العيب الموجود في جسمها. وقالت الدراسة إن ذلك ربما يكون حلاً، ولكنه حل مؤقت طالما أن الزوج يعلم بذلك العيب. وفي هذه الحالة يجب أن تقبل المرأة ذلك العيب، وتطلب من زوجها تقبله أيضاً.
لموقف الرجل دور أساسي
هناك عدد كبير من النساء يعتقدن أنه لا شيء يعيب الزوج، وأنها هي مصدر نجاح أو فشل الممارسة. وبرأي الدراسة أن هذا خطأ تقع فيه نسبة 40 % من النساء في مختلف أنحاء العالم؛ لأن الرجل أيضاً قد يملك عيوباً في جسمه لا تعطي المرأة قيمة كبيرة لها. أما هو، بحكمه المسيطر على الموقف في المعاشرة الحميمة، فيعتقد أن المرأة يجب أن تتجمل وتضع الروائح العبقة وتخفي عيوبها؛ لكي يمارس معها العلاقة الحميمة. علّقت الدراسة: «هناك رجال يزعجون النساء كثيراً بانتقاد العيوب الموجودة في أجسادهن».
بعض العيوب في أجساد المرأة
هناك نوعان من العيوب التي يمكن أن تعاني منها المرأة في جسدها، العيوب التي تظهر ما بعد الحمل والولادة، والعيوب الموروثة من عائلتها.
فبالنسبة لعيوب ما بعد الولادة هناك الكلف وتضخم البطن، وتعرض الثديين لبعض التغيرات؛ بسبب الرضاعة. أما العيوب الموروثة فمنها على سبيل المثال البدانة، أو النحافة الزائدتان على الحد أو عيب في المنطقة التناسلية لا ذنب لها فيه.
المصارحة والقبول هما الحل
الحل لهذه المشاكل يتمثل في شيئين: المصارحة وقبول الواقع. وفي الحالة الأولى يجب أن لا تحاول المرأة إخفاء العيوب الموجودة في جسدها؛ لأنه سيأتي يوم وتنكشف فيه الأمور، ولذلك فمن الضروري المصارحة بين الزوجين، وقبول كل منهما العيوب الموجودة في الآخر.
وقالت الدراسة: إنه إذا لم يتم هذان الأمران فإن الحالة يمكن أن تقود إلى عقدة نفسية تتمثل عند المرأة بفقدان الرغبة في ممارسة العلاقة الحميمية؛ بسبب عيب من العيوب في جسدها، وقد لا تستمتع بالعلاقة مع زوجها؛ لأنها تتحول إلى ممارسة من طرف واحد، ولإشباع رغبة طرف واحد فقط.