سرطان الثدي.. هذا النوع أقل عرضة للتكرار وفق دراسة حديثة

سرطان الثدي ثلاثي السلبية
سرطان الثدي ثلاثي السلبية

الأبحاث مستمرة على الدوام؛ لفهم أكثر عمقاً لسرطان الثدي، الذي يعتبر الأكثر انتشاراً بين النساء في العالم، والذي بات الشفاء منه يصل إلى ما يفوق الـ90 بالمئة.
وفي جديد الطب، توصلت دراسة جديدة إلى أن أورام سرطان الثدي ثلاثي السلبية، التي لها زيادة في الخلايا المناعية، تكون أقل عرضة للتكرار بعد الجراحة، كما عند عدم علاجها بالمعالجة الكيميائية. فماذا جاء في تفاصيل الدراسة؟

الدكتور روبرتو ليون فيري


تشير دراسة دولية جديدة في مراكز متعددة، نشرت في مجلة الجمعية الطبية الأمريكية (JAMA)، إلى أن الأشخاص الذين لديهم مرحلة مبكرة من سرطان الثدي ثلاثي السلبية (TNBC) ولها مستويات عالية من الخلايا المناعية داخل أورامها، قد يكون لها خطر أقل للتكرار ومعدلات بقاء أفضل، حتى عند عدم علاجها بالمعالجة الكيميائية.

ما هو سرطان الثدي ثلاثي السلبية؟

  • يعد سرطان الثدي ثلاثي السلبية (TNBC) نوعاً فرعياً من سرطان الثدي غير المستجيب للأدوية الذي تستهدف مستقبلات هرمون الإستروجين، أو بروتين مُستقبلات عامل نمو البشرة البشري 2 (HER2).
  • ينمو هذا النوع من السرطان بسرعة، ومن المرجح أن ينتشر خارج الثدي قبل التشخيص، ومن المرجح أن يتكرر بشكل أكثر من سرطانات الثدي الأخرى.
  • يمثل سرطان الثدي ثلاثي السلبية حوالي 15% من جميع حالات سرطان الثدي، وهو أكثر شيوعاً عند الشباب والنساء من أصل أمريكي أفريقي وأصل إسباني وأصل هندي.
  • الخلايا المناعية، والمعروفة أيضاً بإسم اللمفاويات الارتِشاحية للورم (TILs)، هي خلايا الجهاز المناعي الموجودة طبيعياً، والتي يمكنها الانتقال من مجرى الدم إلى الورم، ويمكنها التعرّف إلى الخلايا السرطانية وتدميرها.


وحول هذا الاكتشاف، يقول الدكتور روبرتو ليون فيري، طبيب أورام الثدي في مركز "مايو كلينك" الشامل للسرطان والمؤلف الأول للدراسة: "هذا اكتشاف مهم لأنه يسلط الضوء على أن وفرة اللمفاويات الارتشاحية للورم في أنسجة الثدي، هي واصِمة حيوية إنذارية لدى الأشخاص المصابين بسرطان الثدي ثلاثي السلبية في مرحلة مبكرة، حتى عند عدم المعالجة الكيميائية".

وتابع: "قد تلهم نتائج الدراسة التجارب السريرية المستقبلية لاستكشاف ما إذا كان المرضى الذين لديهم تشخيص إيجابي (اللمفاويات الارتشاحية للورم العالية) يمكنهم تجنّب العلاج الكيميائي المكثف".
قد يهمك الإطلاع على العلاج المناعي لاستهداف الخلايا السرطانية والقضاء عليها.. أبحاث جديدة

سرطان الثدي: اكتشاف يساعد على تقرير العلاجات

 سرطان الثدي
                                                                                                            سرطان الثدي وأحدث الأبحاث

 

"يؤكد هذا التحليل البعدي بقوة القيمة التنبؤية للّمفاويات الارتشاحية للورم، التي ذكرناها سابقاً لدى مرضى سرطان الثدي ثلاثي السلبية، الذين عولجوا بالمعالجة الكيميائية، وتوسع ذلك لتشمل المرضى الذين عولجوا بدون المعالجة الكيميائية"، هذا ما قاته سارة فلورا جوناس، دكتوراه الفلسفة، إحصائية في غوستاف روسي، والمؤلفة الأولى المشاركة للدراسة.


وتابعت: "قد تسمح الدراسات المستقبلية باستخدام هذه الواصِمة الحيوية إلى جانب العوامل السريرية المرضية القياسية؛ لإبلاغ قرارات العلاج لدى مرضى سرطان الثدي ثلاثي السلبية".


و"من المثير للاهتمام أن التقرير الأول الذي يشير إلى أن العدد المتزايد من الخلايا المناعية المرتبطة بتشخيص أفضل لدى مرضى سرطان الثدي، قد وصفه الأطباء في مايو كلينك منذ أكثر من 100 عام"، كما يشير الدكتور روبرتو سالجادو، الرئيس المشارك للمنظمة الدولية، مجموعة عمل الواصِمات الحيوية للأورام المناعية والقائد المشارك للدراسة.


واستطرد: "استغرق الأمر جهداً عالمياً، وبعد قرن من الزمن لإعادة فحص هذه الواصمة الحيوية وجعلها أقرب إلى التطبيق في رعاية المرضى".


معلومات جديدة حول سرطان الثدي ثلاثي السلبية

"لا تُقاس حالياً اللمفاويات الارتِشاحية للورم أو تُذكر في الفحص الروتيني لعينات أنسجة سرطان الثدي"، كما يقول المؤلف الرئيسي المشارك، الدكتور ماثيو جويتز، وهو طبيب الأورام في مركز مايو كلينك.


"بينما ركزت الدراسات السابقة على قياس اللمفاوِيات الارتشاحية للورم لدى الأشخاص الذين عولجوا بالمعالجة الكيميائية، إلا أن هذه الدراسة هي أكبر دراسة تثبت بشكل شامل أن وجود اللمفاويات الارتشاحية للورم يؤثر على السلوك الطبيعي لسرطان الثدي لدى المرضى الذين خضعوا لعملية جراحية و/أو إشعاع دون علاج طبي إضافي".


في هذه الدراسة، قاد باحثو مايو كلينك وغوستاف روسي، بالتعاون مع مجموعة عمل الواصِمات الحيوية للأورام المناعية الدولية، 11 مجموعة إضافية لجمع بيانات عن 1966 مشاركاً يعانون من سرطان الثدي ثلاثي السلبية، في المرحلة المبكرة، والذين خضعوا لعملية جراحية فقط مع علاج الإشعاع أو بدونه، ولكن لم يتلقوا معالجة كيميائية.

تمت متابعة المشاركين لمدة متوسطها 18 عاماً.


وأظهرت النتائج أن المستويات الأعلى من اللمفاويات الارتشاحية للورم في أنسجة سرطان الثدي ارتبطت بانخفاض معدلات تكرار المرض بين المشاركين الذين يعانون من سرطان الثدي ثلاثي السلبية في مرحلة مبكرة.

خطوات ما بعد الجراحة

وبعد خمس سنوات على الجراحة، كان 95% من المشاركين الذين يعانون من أورام صغيرة (المرحلة الأولى من سرطان الثدي ثلاثي السلبية) والذين كانت أورامهم ذات مستويات عالية من اللمفاويات الارتشاحية للورم، من الناجين، مقارنة بنسبة 82% من المرضى الذين كانت أورامهم بلمفاويات ارتشاحية للورم منخفضة.


"لكن الأهم من ذلك، أن معدل تكرار سرطان الثدي كان أقل بشكل ملحوظ بين المرضى الذين كانت أورامهم تحتوي على لمفاويات ارتشاحية للورم عالية"، يقول المؤلف الرئيسي المشارك، د. ستيفان ميشيلز، رئيس فريق إحصاء الأورام، غوستاف روسي، Inserm U1018، جامعة باريس -ساكلاي.


"بمشاركة ما يقرب من 2000 مشارك في الدراسة، جمعنا الآن أكبر مجموعة دولية عبر ثلاث قارات من الأشخاص الذين يعانون من سرطان الثدي ثلاثي السلبية، حيث كان العلاج الأساسي هو الجراحة دون معالجة كيميائية". يقول الدكتور سالغادو، ويتابع: "يمكن أن تؤدي نتائج هذه الدراسة إلى توصية بإدراج اللمفاويات الارتشاحية للورم في التقارير المرضية للمرحلة المبكرة من سرطان الثدي ثلاثي السلبية في جميع أنحاء العالم، حيث إن لديها القدرة على إعلام الأطباء والمرضى عندما يناقشون خيارات العلاج".


علاوة على ذلك، فإن هذا الواصمات الحيوية لن تتطلب سوى تقييم بصري يجريه اختصاصي علم الأمراض، حيث ينظر من خلال المجهر، مما يعني عدم وجود تكاليف إضافية مرتبطة بتحديد وجود الخلايا المناعية. ويضيف الدكتور ليون فيري أن هذا قد يكون مفيداً بشكل خاص للمناطق ذات الموارد المحدودة.

ربما يكون من المفيد الإطلاع على ما بعد العلاج الإشعاعي لسرطان الثدي..آثار جانبية يُمكن التعامل معها

مسار جديد في علاج هذا النوع من سرطان الثدي

  • يخضع معظم الأشخاص المصابين بسرطان الثدي ثلاثي السلبية في مرحلة مبكرة للمعالجة الكيميائية، إما قبل الجراحة أو بعدها، بما في ذلك الأشخاص المصابون بسرطان الثدي في المرحلة الأولى.
  • يتلقى معظم الأشخاص أدوية عديدة من المعالجة الكيميائية معاً، مما قد يسبب آثاراً جانبية كبيرة.
  • حالياً، العوامل الرئيسية التي تُراعى لتحديد مسار المعالجة الكيميائية لكل شخص هي حجم الورم ووجود نقائل في العقدة اللمفية.
  •  حدد المؤلفون أن عدد حالات اللمفاويات الارتشاحية للورم يؤثر بشكل أكبر على خطر تكرارها مستقبلاً.
  • ويخطط الباحثون لتقييم اللمفاويات الارتشاحية للورم كواصمات حيوية في التجارب السريرية المرتقبة التي تقيّم اختيار المعالجة الكيميائية على أساس مستويات هذه اللمفاويات.
  • والجهود المستمرة لإجراء أبحاث إضافية مع الواصمات الحيوية المحتملة الأخرى جارية.


* المصدر: Mayo Clinic


* ملاحظة من "سيّدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب مختص.