يتمتع لخط العربي، بصفات خاصة تميزه عن غيره، فهو خط مرن لديه القدرة على الصعود والنزول والانبساط، وقد وصفه عفيف البهنسي في كتابه "معجم مصطلحات الخط العربي والخطاطين" بأنه الفن الإبداعي، الذي توج الحضارة العربية والحضارات الإسلامية الأخرى" ولكن هل الخط العربي حرفة أم فن؛ وكيف يتمازجان، وما لعامل المشترك بينهما؟"للإجابة على تلك التساؤلات انتهزت سيدتي الاحتفاء باليوم العالمي للغة العربية سيدتي"للالتقاء بمجموعة من الخطاطين للحديث حو ذلك.
أزهار الصادق الخط العربي حرفة وف
ترى الخطاطة والفنانة التشكيلية أزهار الصادق أن الخط العربي حرفة وفن معاً، تقول "الحرفة هي مهنة تتطلب نوعًا خاصًا من المهارة والتدريب لإنتاج عمل ما، أما الفن فهو انتاج عمل ما بطريقة فنية إبداعية مميزة لغرض العرض الفني والإضافة الفنية لمكان ما وغيره".وأضافت "وقد تجمع بعض الأعمال الخطية الحرفة والفن معاً، كأن يكون منتجاً تجارياً يعتمد على الخط العربي في تزيينه مثلاً أو تصميمه، فهنا تبرز مهارة الفنان في الحرفة والمهنة".
وترى الصادق أن الحب والشغف هما العامل المشترك لأي حرفة فنية، فبدون أي منهما لن يتوالد الدافع للتدريب والإنتاج والصبر للوصول إلى النتيجة التي يراها الفنان مقبولة لذائقته ويستشعر أنها ستأخذ مكانها الذي تستحقه.
إلا أنها تؤكد على عدم إمكانية الفصل بين الفن والتقنيات في العصر الحالي، وقالت "في الحقيقة لا أستطيع فصل الفن عن التقنيات في هذا العصر، لأنها أصبحت جزءً من مراحل انتاج العمل الفني، ووسيلة لاختصار الوقت أو الحصول على اتقان أعلى ودقة متناهية. لكن بالتأكيد لا أعني الاعتماد عليها بنسبة تفوق العمل الفني اليدوي. قد يختلف معي الكثيرون في هذا الأمر لكن من يمارس الفن ويعيش أجوائه الممتعة لا يمكن أن يستبدلها تماماً بالعمل الرقمي أو التقني، وبكل حال الخط العربي يمثل هويتنا العربية وهو جزء من تاريخ عريق كما هو إرثٌ لحضارة العديد من العصور فمن الواجب المحافظة عليه والاستمرار في انتاج المزيد من إبداعاته وتطويره.
تؤكد الصادق اعتزازها بكل أعمالها الخطية ومن بينها عمل بعنوان سورة النبأ بخط الرقعة من أقرب الأعمال لها، وقالت "أنصح الراغبين بتعلم هذا الفن بالصبر ثم الصبر والبحث الدائم عن فكرة جديدة تكون إضافة رائعة لهذا الفن.
إيمان الجشي كل خطاط فنان
فيما ترى الخطاطة والفنانة التشكيلية إيمان الجشي أن الخط في بداية ظهوره كان حرفة من الحِرف، إلى أن تطور شيئاً فشيئاً ليصبح فناً قائماً بذاته تقول "كل خطاط فنان في نفس الوقت، كما يقول الفنان بيكاسو: إن أقصى نقطة أردت الوصول إليها في فن الرسم وجدت أن الخط العربي قد سبقني إليها منذ أمد بعيد".
وتؤكد الجشي أن الخط يحتاج إلى مهارة وقدرة لتشكيل الحروف والكلمات، وابتكار تكوينات خطية وقدرة على ملئ الفراغات، والمزاوجة بين الكلمات واختيار الجمل، فكل ذلك يجعله لا ينفصل من كونه حرفة وفن في آن واحد.
وترى الجشي أنه يمكن المزج في الخط بين كونه حرفة وفن من خلال كثرة التدريب والممارسة لإخراج حروف متقنة، وليتمكن الخطاط من إخراج عمل فني جميل يبعث على الراحة لدى المتذوق وتمكنه من الإبداع في إخراج أعمال غاية في الابداع.
نصائح للحفاظ على الخط العربي:
قدمت الجشي نصائح للحفاظ على الخط العربي:
- إعادة تدريس الخط في المدارس كمادة دراسية كالسابق، لأنه في ظل التقنيات الحديثة ظهر جيلاً لا يجيد الكتابة بالخط العربي، مما أدى إلى رداءة اسلوب الكتابة والإملاء.
- تدشين مدارس ومعاهد للحفاظ على الخط العربي وتعليمة وصيانته وتوريثه للأجيال القادمة.
- أن يحظى الخط العربي باهتمام أكثر كعمل المعارض المتخصصة كالبيناليات والملتقيات الدولية، "فالحفاظ على الخط واجب ثقافي وحضاري".
للمزيد : اليونيسكو تحتفل باليوبيل الذهبي لإعلان اللغة العربية إحدى اللغات الست الرسمية لها