يعلم الكثيرون أن تحديد الأهداف هو أحد أهم وأقصر الطرق للوصول للنجاح، ومن ثمّ فهم يقومون بإعداد قوائم طويلة مليئة بالتطلعات والأمنيات والأحلام، ولا يعلمون أن تحديد الأهداف أمر والنجاح في تحقيقها أمر آخر، فهؤلاء الأشخاص يرفعون سقف الأمنيات للسماء بدون تفكير في ماهية الأهداف ذاتها ولا كيفية تحقيقها وبالتالي قد يذهب الأمر كله أدراج الرياح، ويدخل الشخص في حالة من الإحباط والكآبة لعدم الوصول لغايته وعدم تحقيق هدفه، بالسياق التالي سيدتي تساعدك ألا تكون أحد هؤلاء المحبطين المكتئبين حيث ستكشف لك الخطوات الخمس التي يجب اتباعها لتحديد أهداف قابلة للتحقيق، تتماشى مع مشاريعك وقيمك سواء أكانت علمية أو عملية أو حتى اجتماعية من أجل ارتقاء سُلم النجاح بنجاح..!
لماذا تحديد الأهداف يُعد أمراً ضرورياً؟
تقول عزة أبو العينين استشاري التنمية البشرية والدعم الذاتي لسيدتي: لا أحد يجد صعوبة في صياغة الهدف. إلا أن تحديد الهدف "الصحيح" هو أمر معقد، خاصة إذا كنت جديداً في الأمر، ولذلك فمن البداية لا بد أن نفهم لماذا يعد تحديد الأهداف أمراً ضرورياً خاصة عندما تكون تحت وطأة مسئولية معينة وتسعى للوصول لهدف ما، فإذا لم تحدد هدفك فهذا يعني أنك ستترك نفسك تنجرف مع التيار دون أن تعرف وجهتك ومن ثمّ ستسير على غير هدى، ولذلك فتحديد الهدف يمثل البوصلة التي ترسم الطريق نحو تطلعاتك، ويكون بمثابة محرك تقدمك السريع الذي يقودك للاتجاه الأمثل والأصوب، وكلما تمكنت من وضع الأدوات ومهدت الطريق للإجراءات اللازمة للوصول كلما زادت سرعتك وتمكنت من إحراز قصب السبق.
أفضل الطرق لتحديد الأهداف
تؤكد أبو العنين أن أفضل الطرق لتحديد الأهداف هي:
تحديد الأهداف التي تحافظ على التوازن بين العمل والحياة
تقول أبو العنين: أي هدف بدون خطة هو مجرد أمنية، ولكي تحدد الأهداف المراد تحقيقها، فإن الأداة الأكثر استخداماً هي طريقة SMART
- S من Spécifique أو محددة.
- M من Mesurable أو قابلة للقياس.
- A من Atteignable أو قابلة للتحقق.
- R من Réaliste أو واقعية.
- T من Temporellement définiأو محددة زمنياً.
بعد تحديد الأهداف لابد من إيجاد النسبة الصحيحة بين الحياة المهنية والحياة الشخصية التي تحافظ على التوازن بين العمل والحياة، ولأن هذا التوازن شخصي للغاية، فبالنسبة للبعض ستكون 80% حياة شخصية و 20% حياة مهنية، بينما بالنسبة لآخرين سيكون العكس! المفتاح هو عدم تحدي التوازن الذي حددته لنفسك الذي يناسبك حتى تتجنب الإرهاق المحتمل من الضغوط التي ستتكاثف حولك أثناء عملك على تحقيق الهدف.
وإذا أردت التعرف على أنواع الأهداف فهذه 7 أنواع من الأهداف يجب معرفة كيفية تحديدها
تخطى حاجز المماطلة والتسويف النفسي
لكي تصل لأهدافك المنشودة لا بد أن تبدأ بتخطي حاجز المماطلة والتسويف النفسي، وأن تتجاوز هروبك من مواجهة الواقع، وأن تكون أكثر انضباطاً في المضي قدماً والتحرك بقوة نحو الهدف. هذا الأمر سيختصر كثيراً من الوقت ويمكنك من الوصول للهدف أسرع في محاربة التسويف، والعمل على تنظيم الأفكار ومواجهة تحدي معتقداتك السابقة المقيدة، وإعادة التركيز على قيمك الحقيقية وتطلعاتك الخاصة، والوضوح في مواجهة قيودك، وإدارة التوتر، وما إلى ذلك، كل هذه الأمور تُعد من الإجراءات المنهجية الأساسية اللازمة لتحديد الأهداف الصحيحة وصياغتها بشكل فعال.
تكييف أهدافك في مواجهة ما هو غير متوقع
تحديد الأهداف أمر جيد. ومع ذلك، نحن جميعاً قد نكون في مغامرة مذهلة تضعنا في مفاجآت ومواجهات غير متوقعة، لذلك لا بد أن تعلم أنك ستجد نفسك في خضم أحداث وتغييرات غير متوقعة، ولا بأس بذلك إلا أنه ينبغي أن تكون متحلياً بالانضباط الذاتي لتحقيق أهدافك، ومن المهم جداً أن تكون مرناً للتكيف مع التغييرات ومعرفة كيفية التأقلم والتمحور لبلوغ الهدف.
ويمكنك التعرف بالسياق التالي على كيف يمكن تطوير الانضباط الذاتي والسيطرة على الفوضى
تطبيق الطريقة الصحيحة لتحقيق أهدافك
يتم ذلك من خلال وضع خطة عمل مفصلة، فالهدف بدون خطة عمل هو مجرد حلم، وفيما يلي كيفية تنفيذ خطة العمل التفصيلية الخاصة بك لتحقيق الأهداف التي حددتها لنفسك والتي ستكون عبر الخطوات التالية:
- قم بتقسيم هدفك إلى أهداف فرعية أو خطوات متوسطة.
- قم بتحديد الإجراءات التي يجب اتخاذها في كل خطوة.
- قم بتحديد الموارد اللازمة لكل إجراء.
- قم بتحديد مواعيد نهائية لتخطيط أفعالك مع مرور الوقت.
- وعند الشروع في تنفيذ خطة العمل الخاصة بك:
- قم بتتبع وقياس تقدمك، حيث يمكنك إعداد مؤشرات النجاح.
- اطرح أسئلة على نفسك لتقييم خطة عملك بانتظام.
- ثم قم بتعديل تصرفاتك حسب الضرورة.
مراقبة مؤشرات الأداء الرئيسية
هذه الخطوة مهمة، فهي تعمل على رصد التقدم المحرز، ويمكنك ذلك من خلال إعداد لوحة معلومات تحتوي على مؤشرات الأداء ومدى التقدم المحقق وهل هو المستهدف وبناءً عليه تقوم بتعديل تصرفاتك لتصل لحجم الإنجاز المطلوب في الوقت المناسب، ويصاحب مراقبة مؤشرات الأداء بعض الإجراءات منها:
- أن تكون متحفزاً وملتزماً قدر الإمكان.
- أن تحتفل بكل انتصار صغير يقودك نحو الهدف، حيث يتيح لك ذلك عدم الشعور بالإحباط والحفاظ على حالة الشغف والرغبة المستمرة في الاستمرار والمواصلة.
- أن تحط نفسك بشبكة دعم، حيث سيدعمك هؤلاء الأشخاص ويشجعونك إذا لزم الأمر، ويساعدونك على تجاوز الكثير من المحبطات ومواجهة التحديات.
بالنهاية تقول أبو العنين: تحديد الأهداف يتعلق قبل كل شيء بتحديد ما تريده بنفسك ولنفسك، وليس ما يريده الآخرون أو المجتمع. لذا، ابحث عن أهداف تتماشى مع قيمك، وخذ في الاعتبار القيود التي تواجهك، وحافظ على التوازن بين العمل والحياة، وقم بصياغة أهداف ملموسة وقابلة للقياس وقابلة للتحقيق وذات صلة ومحددة زمنياً! وبعد ذلك، لتحقيق أهدافك، لا تنس أي خطوة، فلتضع خطة عمل مفصلة بأهداف فرعية، ولتقم بقياس التقدم الذي تحرزه بانتظام، واحتفل بكل انتصار صغير وأحط نفسك بشبكة دعم. وأخيراً، تذكر دائماً أن تكون رحيماً تجاه نفسك لكي تتمكن من المضي قدماً لتحقيق أهدافك في أسرع وقت ممكن.
نحو المزيد من ذات السياق يمكنك متابعة الرابط : كيف تخطط لأهدافك في الحياة وتمضي قدماً