سرطان الثدي هو أكثر أنواع السرطانات شيوعاً بين النساء، وتعد تجربة استئصال الثدي نتيجة لإصابة المرأة بالسرطان من أصعب التجارب التي قد تمر بها، وهنا يأتي دور الأبناء للتخفيف عنها والوقوف بجانبها، والدعم النفسي للسيدة المصابة بسرطان الثدي، سواء كانت الأم أو الزوجة أو الحماة والذي يعزز من صحتها النفسية، فالسرطان مرض خطير لا يصيب المريض فقط بالقلق والتوتر بل الأسرة بأكملها، ومن ثم يجب على الأسرة كلها التكاتف لتقديم الدعم لها.
الحماة لها حق مِن المعروف والإحسان
تقول دكتورة نهاد موافي الباحثة في الإرشاد النفسي واستشاري العلاقات الأسرية لـ"سيدتي": الحماة لها حق مِن المعروف والإحسان والوقوف بجانبها، وسرطان الثدي مرض عضال تنمو فيه خلايا الثدي غير الطبيعية بشكل خارج عن السيطرة وتشكل أوراماً، ويمكن للأورام إذا تُركت دون علاج أن تنتشر في جميع أنحاء الجسم وتصبح قاتلة، وهنا يأتي دور الأبناء للتخفيف عن الأم أو الحماة والوقوف بجانبها، حتى زوجة الابن يكون لها دور مع حماتها، فخدمة الزوجة لحماتها كوالدتها يكون من باب التطوع والحب والبر، خاصة إذا قامت بذلك براحة نفس وبرّ لزوجها فيكون لها ثوابها، ويكون لها حق مِن المعروف والإحسان.
نصائح للزوجة لدعم حماتها المصابة بالسرطان
الثقة والأمان
قومي بتعزيز مشاعر الثقة والأمان داخل حماتك، فالمرأة تفقد جزءاً من الثقة بالنفس بمجرد علمها بأنها مصابة بسرطان الثدي، بل وتظل خائفة وقلقة من فكرة تطور الأمر إلى مرحلة الاستئصال وكيف سيبدو جسدها، ومنْ سيقف بجانبها ويساعدها في هذه المحنة، فهي لا تريد أن تكون عبئاً على أحد، فكل هذه الأفكار تراود تفكير حماتك، وبالتالي ينبغي على كل الأبناء وزوجاتهم تقديم الدعم النفسي لها وتعزيز شعور الثقة والأمان بداخلها.
تقبُّل الواقع
تشعر حماتك مريضة سرطان الثدي في بداية الأمر بمشاعر القلق وانعدام التوازن في الحياة، فضلاً عن التغير في مظهرها، الأمر الذي تخاف أن تراه في عيون المحيطين بها من أولادها وأبنائها، وهنا يجب عليك مشاركة مشاعرها، والتأكيد عليها باستمرار بأن مظهرها لم يتغير، وأن هذه المرحلة هي مرحلة اختبار حقيقي لها، ولابد أن تتجاوزها بالصبر والإيمان.
ويمكنك متابعة الرابط التالي للتعرف إلى الطريقة الصحيحة في التعامل مع الحماة
الاندماج في الأنشطة
لاشك أن التمارين الرياضية الخفيفة وليست الشاقة هي أفضل دواء، وينبغي وصفها لجميع مرضى سرطان الثدي، ولإبطاء تطور المرض وتحسين فرص الشفاء، لابد من اندماج المريض مع المحيطين به، ووجود بعض الأنشطة اليومية التي يقوم بها كالقراءة، ورياضة المشي، واليوغا، والتواصل الفعال مع الآخرين، فهذا يعزز نسبة الشفاء لديها ويجعلها أكثر إقبالاً وتمسكاً بالحياة، لذا يجب على زوجة الابن أن تساعد حماتها في الاندماج في الأنشطة ومساعدتها على القراءة والمشي بالحدائق ولكن لمسافات قليلة مع مراعاة حالتها الجسمانية وتقدمها بالعمر.
تعزيز أنوثتها
إن لسرطان الثدي لدى المرأة أهمية خاصة؛ إذ إنه ليس فقط مرضاً مهدداً للحياة بل حالة تصيب رمزاً من رموز الأنوثة لديها، فتنشأ لديها أزمة وجودية متعلقة بالسرطان مع النظرة المتدنية لصورة الجسد ورموزه الأنثوية، ونتيجة للخضوع لجلسات العلاج الكيميائي قد تظهر بعض التغيرات الجسدية كشحوب الوجه وتساقط الشعر والشعور بالضعف والأنيميا، ما يجعل هذه الأم الكبيرة تفقد ثقتها بنفسها، وهنا يأتي دورك في الدعم النفسي والمساندة، والالتفاف حولها مع الأحفاد، و في ذكر الصفات الجميلة بحماتك وتذكيرها بأجمل الأوقات التي قضيتموها معاً، فذلك يعزز من أنوثة المرأة ويجعلها تشعر بقبولك لها كما هي، ويعمل على زيادة قدرتها على المقاومة والتكيف.
الوفاء
الإصابة بالسرطان والامتثال للعلاج يحطم المرأة نفسياً، وبالتالي فهي بحاجة لشعورها بالأمان والإخلاص من الأقربين إليها، فلا تتخلي عنها إن احتاجت لك، فذلك يجعلها تشعر بالخذلان وانعدام الثقة بالنفس.
المشاركة المعنوية
إحرصي على تناولها العلاج في التوقيت المحدد لذلك، وشاركيها في إدارة أمور المنزل والمسؤوليات التي أصبحت تمثل ضغطاً كبيراً عليها، فهنا يعتبر وجودك بجانبها أمراً ضرورياً، فقد يكون من الصعب التعامل مع الأم الكبيرة من أبنائها ومساعدتها في هذا الوقت الصعب خاصة بالنسبة للأبناء الذين يشعرون بالخوف والقلق الزائد على أمهم، لذلك فالمشاركة منك كزوجة ابنها يُشعرها بالأمان والاطمئنان.
وجودك للاستماع أمر حيوي
عندما تدخل حماتك بمرحلة الاكتئاب والشعور بالعجز والذنب من الضروري الإصغاء إليها، فقد تحتاج حماتك إلى شخص يستمع إليها ويفهم مشاعرها وتجاربها، فكوني حاضرة للإستماع إليها بدون أن تحاولي حل المشاكل أو إعطاء النصائح، فقط اجعليها تشعر بأنها قادرة على التحدث والتعبير عن مشاعرها.
وإذا تابعت السياق التالي ستتعرفين أكثر إلى حماتك فهذه أنواع الحموات وكيفية التعامل معهن
معرفة ما يجب قوله لحماتك
حاولي تجنب قول أشياء مثل "ستكوني بخير"، ومن المهم مواصلة الحديث والانتباه إلى المناسبات السنوية ومواعيد عمليات الفحص التي قد يكون من الصعب على حماتك التعامل معها، وتذكرها.
التواصل مع الآخرين
من المحتمل أن تكون حماتك منفتحة مع أصدقائها أو أشقائها، وقد يكون من المفيد التحدث إلى عدة أشخاص من العائلة أو الأصدقاء أو زملاء العمل أو الجيران، فكل منهم يمكن أن يلعب دوراً في دعم حماتك مريضة سرطان الثدي، في هذه الحالة قد يكون من المفيد التحدث معهم لنقل شعور حماتك أولاً بأول، وما الذي يمكنك فعله للمساعدة، فيمكنهم التواجد معك وتقديم الدعم المشترك، فهذا يمنح حماتك المريضة الشعور بالطمأنينة والارتياح.
تقديم المساعدة العملية
عند حضور مواعيد ومتابعة الطبيب والخضوع للعلاج، قد تشعر حماتك بالإجهاد والتعب، وقد لا تتمكن من القيام بخدمة نفسها والأفعال التي كانت تقوم بها قبل تشخيص حالتها، وقد يكون تقديم الدعم العملي لها مثل المساعدة في المنزل أو التسوق موضع تقدير، فقد تشعر حماتك بالحرج إذا كنتِ تقومين بمهام كانت تقوم بها عادة من قبل، لذا يمكنك التحدث مع حماتك لمعرفة ما تشعر به تجاه قبول مساعدتك.
اجمعي معلومات وكوني مستعدة
لا تنسَي الرعاية الذاتية
قد تكون رعاية حماتك المصابة بالسرطان مرهقة بالنسبة لك، لذا لا تنسَي أهمية العناية بنفسك، لكي تكوني أفضل مصدر لدعم لحماتك التي تحبيها، فيجب أن تعتني بنفسك جسدياً وعاطفياً، فالرعاية الذاتية ستعينك على الشعور بالحيوية وتجعلك مقدمة رعاية جيدة.
على صعيد آخر قد ترغبين في التعرف على: أهم 10 نصائح للزوج لدعم زوجته المصابة بسرطان الثدي