العطلات القصيرة في العمل: كيف تستعيد طاقتك في 10 دقائق فقط؟

كيف تساعد العطلات القصيرة الموظف على تقليل الشعور بالإجهاد؟
كيف تساعد العطلات القصيرة الموظف على تقليل الشعور بالإجهاد؟ -المصدر: freepik by wayhomestudio

تخيل لو أن يومك في العمل يشبه شحن هاتفك، لكنك تنسى توصيله بالكهرباء طوال اليوم. النتيجة؟ بطارية منخفضة، أداء ضعيف، وإرهاق يطاردك. لكن ماذا لو أخبرناك أن هناك "شاحن طاقة" سحرياً يمكنك استخدامه في أي وقت، ولا يحتاج أكثر من 10 دقائق؟ يلخص لك الخبير في مجال تنمية الذات، المهندس أحمد آتش، فن العطلات القصيرة، وكيف يمكن لبضع دقائق من التركيز على نفسك أن تقلب يومك رأساً على عقب، وتحوِّل التعب إلى طاقة، والملل إلى إبداع. لن تحتاج إلى إجازة طويلة لتشعر بالفرق، فقط دقائق معدودة ستكفي!

خطوات بسيطة لشحن طاقتك في العمل:

التنفس العميق

ابدأ بأخذ وضعية مريحة على الكرسي أو الوقوف مستقيماً، ثم أغلق عينيك. استنشق الهواء ببطء من أنفك حتى تشعر بأن رئتيك امتلأتا تماماً، واحتفظ به لبضع ثوانٍ. بعد ذلك، أخرج الهواء تدريجياً من فمك. كرر هذا التمرين عدة مرات. يساعدك التنفس العميق على تهدئة الجهاز العصبي وتقليل التوتر الناتج عن ضغط العمل. كما يعزز هذا التمرين تدفق الأكسجين إلى الدماغ؛ ما يحسن تركيزك ويمنحك شعوراً فورياً بالاسترخاء.
كيف تقول: وداعاً للتوتر.. مديرك يضيف مهامَ بلا توقف.. اكتشف كيف تضع حدودك بذكاء ومن دون توتر

الحركة السريعة

يمكنك الوقوف بجانب مكتبك أو في مساحة صغيرة والقيام بحركات بسيطة مثل شد الذراعين للأعلى، لف الكتفين، أو الميل إلى الجانبين. إذا كانت لديك مساحة أكبر، يمكنك المشي في المكان أو القيام بحركات خفيفة مثل القفز. هذه الحركات لا تحتاج إلى معدات أو وقت طويل لكنها فعالة جداً في تحسين الدورة الدموية وتخفيف التوتر العضلي الناتج عن الجلوس لفترات طويلة. ستشعر بعدها بأن جسمك أخف وأكثر نشاطاً، وكأنك استعدت قوتك الجسدية.

الإطلالة الخارجية

ابحث عن نافذة أو مكان يمكنك من خلاله رؤية السماء أو الطبيعة المحيطة. ركِّز نظرك على التفاصيل البسيطة، مثل حركة الغيوم، أو تمايل الأشجار بفعل الرياح. إذا استطعت الخروج لبضع دقائق، امشِ قليلاً واشعر بنسيم الهواء على وجهك. هذه الإطلالة السريعة تقلل من الإجهاد البصري الناتج عن التركيز الطويل على الشاشات، وتهدئ ذهنك، وتجدد نشاطك النفسي. الطبيعة دائماً تمنحنا شعوراً بالسلام الداخلي حتى لو لحظات.

جلسة التأمل

اختَر مكاناً هادئاً إن أمكن، وأغلق عينيك بهدوء. ركز على تنفسك، أو على صوت معين في محيطك مثل دقات الساعة أو صوت الطبيعة. إذا شرد ذهنك؛ فأعد تركيزك على اللحظة الحالية. لا تحتاج هذه الدقائق إلى أي جهد، لكنها وسيلة فعَّالة لتنظيف ذهنك من التوتر والضغوط. التأمل يساعدك على التخلص من التفكير الزائد والعودة إلى العمل بتركيز وصفاء ذهني.

الوجبة الخفيفة

اختَر شيئاً بسيطاً ومفيداً لتناوله، مثل حفنة من المكسرات، قطعة من الفاكهة الطازجة، أو قطعة صغيرة من الشوكولاتة الداكنة. احرص على تناول الطعام ببطء لتستمتع بكل قضمة. هذه الوجبة الصغيرة تمد جسمك بالطاقة التي تحتاجها دون الشعور بالثقل، وتساعد في تحسين مزاجك وتنشيط ذهنك. عندما تتناول طعاماً مغذياً، فإنك تزود جسمك بالعناصر اللازمة لتحسين أدائك لبقية اليوم.

الحديث السريع

تحدث مع زميلك في العمل عن أي موضوع خفيف أو إيجابي، مثل خططك في نهاية الأسبوع أو شيء لطيف حدث مؤخراً. حاول أن تجعل المحادثة غير مرتبطة بالعمل لضمان تجديد طاقتك الذهنية بعيداً عن الضغوط. الحديث مع شخص آخر يعيد إليك شعور التواصل الإنساني الذي قد نفتقده خلال يوم مليء بالمهام، كما يعزز روح الفريق ويمنحك لحظات من المتعة والدعم النفسي.

كيف تقلل العطلات القصيرة أخطاءك بوصفك موظفاً؟

  • تقليل الإجهاد الذهني

عندما يكون العقل مثقلاً بالمهام والتفكير المستمر، يزداد احتمال ارتكاب الأخطاء البسيطة مثل السهو أو نسيان التفاصيل. العطلات القصيرة تُعَدُّ بمنزلة "زر إعادة تشغيل" للعقل، حيث تساعد على تهدئة التوتر الناتج عن العمل المستمر. مجرد دقيقة أو اثنتين من التنفس العميق أو الابتعاد عن المكتب يمكن أن يخفف العبء العقلي؛ ما يسمح لك بالعودة إلى العمل بطاقة متجددة وقدرة أعلى على التركيز.

  • تحسين التركيز

الدماغ مثل العضلة، يحتاج إلى الراحة ليعمل بكفاءة. عندما تستمر في العمل لفترة طويلة من دون استراحة، تبدأ في فقدان التركيز؛ ما يجعل التفاصيل المهمة تمر من دون أن تلاحظها. العطلات القصيرة، حتى لو كانت لعدة دقائق، تساعد على تحسين التركيز عن طريق إعطاء الدماغ استراحة ضرورية من التحفيز المستمر؛ ما يجعلك أكثر يقظة ودقة عند استئناف العمل.

  • استعادة الحافز

العمل الطويل من دون انقطاع يمكن أن يكون مرهقاً ومملاً؛ ما يؤدي إلى انخفاض في الحافز والإنتاجية. الاستراحات القصيرة تمنحك فرصة للابتعاد عن الروتين واستعادة شغفك بالمهمة التي تقوم بها. سواء كانت هذه الاستراحة عبارة عن تناول وجبة خفيفة، أو التحدث مع زميل، أو القيام بتمارين تمدد خفيفة؛ فإنها تجدد طاقتك النفسية، وتجعلك تعود بحماس أكبر لإنجاز المهام المطلوبة.

  • تعزيز اتخاذ القرارات

عندما تكون مرهقاً، تصبح قدرتك على التفكير بوضوح ضعيفة؛ ما يؤدي إلى اتخاذ قرارات متسرعة أو غير مدروسة. العطلات القصيرة تمنحك وقتاً لتصفية ذهنك وإعادة تقييم الموقف بهدوء. على سبيل المثال، إذا كنت تواجه مشكلة معقدة في العمل؛ فإن استراحة قصيرة قد تكون كافية لتهدئة أفكارك وتوفير منظور جديد يساعدك على اتخاذ القرار الصحيح، وبالتالي تقليل الأخطاء المحتملة.
الفرصة بين يديك.. كيف يتفوق الموظف في إدارة الأولويات المتضاربة بين المشاريع؟