شكَّل التخصيصُ القائمُ على التكنولوجيا ثورةً في عالمِ الجمالِ والتجميل، وبات الذكاءُ الاصطناعي والواقعُ الافتراضي جزءاً أساسياً ومهماً من استراتيجيَّةِ التحوُّلِ الرقمي للعلاماتِ التجاريَّة في مجالِ صناعةِ العطور ومستحضراتِ المكياجِ والعنايةِ بالبشرة، المصمَّمة بشكلٍ خاصٍّ للتفضيلاتِ الفرديَّة، وأنواعِ البشرةِ ومخاوفها عبر جمعِ بياناتِ العملاء وتحليلها لإنشاءِ تركيباتٍ تناسبُ احتياجاتهم.
الذكاء الاصطناعي.. ثورةٌ في عالم الجمال
مع التطوُّرِ في التكنولوجيا، وانتشارِ تقنياتِ الذكاء الاصطناعي، الذي بات عنصراً أساسياً في الابتكاراتِ التكنولوجيَّةِ الاستهلاكيَّة في فروعِ التجميلِ مثل العطورِ، والمكياجِ، والعنايةِ بالبشرة، قام عديدٌ من العلاماتِ التجاريَّةِ لمستحضراتِ التجميل على تقديمِ تجاربَ فريدةٍ من نوعها، تعملُ بواسطة الذكاءِ الاصطناعي، وتتيحُ للعملاءِ معاينةَ واختبارَ المنتجاتِ رقمياً قبل اتخاذِ قراراتِ شراءٍ مستنيرةٍ. ووفقاً لدراسةٍ، أجرتها مجموعة The NPD Group، وهي شركةٌ أمريكيَّةٌ لأبحاث السوق، تعملُ على قياسِ الأداء، والتنبُّؤ به مستقبلياً، وتحسينِ التسويق، وتطويرِ المنتجات، وتحديدِ اتجاهاتِ الأعمال والمستهلكين وفرصِ السوق، فإنَّ المستهلكين أكثرُ عرضةً اليوم بستِّ مرَّاتٍ لشراءِ مستحضراتِ تجميلٍ شخصيَّةٍ عبر الإنترنت، مقارنةً مع شرائها من المتاجر. على سبيلِ المثال، يسمحُ تطبيقُ «ليبسكانر» Lipscanner App من شانيل للمستهلكين باختبارِ ظلالِ أحمر الشفاه، والعثورِ على اللونِ الأقربِ إلى تفضيلاتهم من «الكتالوج» بأكمله. أمَّا بالنسبةِ إلى مستحضراتِ التجميل نيكس NYX، فيمكن للمستهلكِ اختبارُ المنتجاتِ المفضَّلةِ لديه، بما في ذلك تركيباتُ المنتجاتِ الجديدة التي تطرحها.
يمكنك متابعة الموضوع على نسخة سيدتي الديجيتال من خلال هذا الرابط
مستحضرات تجميلية بأحدثِ التقنياتِ لتحليل حالة البشرة
تلبي العلاماتُ التجاريَّةُ لمستحضراتِ التجميلِ حاجةَ المستهلكين باستخدامِ أحدثِ التقنياتِ لتحليل حالاتِ بشرتهم، بما في ذلك الملمسُ، واللونُ، وأي عيوبٍ. يمكن أن توفِّرَ هذه التطبيقاتُ توصياتٍ مخصَّصةً للعنايةِ بالبشرة بناءً على التحليل، وأن تقترحَ منتجاتٍ، أو إجراءاتٍ محدَّدةً ومصمَّمةً بشكلٍ خاصٍّ للاحتياجات الفرديَّة. على سبيل المثالِ، تقدِّمُ لوريال جهازاً، يسمَّى «بيرسو» Perso، ينتجُ على الفور تركيباتٍ مخصَّصةً للعنايةِ بالبشرة، ومستحضراتِ تجميلٍ باستخدام الذكاء الاصطناعي. كذلك، تقدِّمُ العلاماتُ التجاريَّةُ الأخرى مثل «فانكشن أوف بيوتي» Function of Beauty الشامبو والبلسم المخصَّصين بناءً على احتياجاتِ المستهلكين الخاصَّة. أخيراً، تستخدمُ علامة «أليرجان» التجاريَّة «دي أو إس إي» Allergan’s Custom D.O.S.E أيضاً الذكاءَ الاصطناعي لإنشاء أمصالٍ مخصَّصةٍ للمستهلكين استناداً إلى احتياجاتهم للعنايةِ بالبشرة، وتكون قابلةً للتعديل وفقاً لأسلوب حياتهم.
مكياجٌ مصمم لاحتياجات البشرة
يشيرُ المكياجُ المخصَّصُ إلى مستحضراتِ التجميلِ المصمَّمةِ بشكلٍ خاصٍّ لتفضيلاتِ الفرد الشخصيَّة، ونوعِ البشرة، واللونِ، والمظهرِ المطلوب. وهناك طرقٌ مختلفةٌ، يمكن من خلالها تخصيصُ المكياج، منها:
كريمُ الأساس:
غالباً ما يتمُّ إنشاءُ كريمِ الأساس المخصَّصِ لمطابقةِ لونِ بشرة الفرد تماماً. قد يتضمَّنُ ذلك خلطَ ظلالٍ مختلفةٍ، أو تعديلَ الصيغة، لتناسبَ مخاوفَ معيَّنةً من الجلدِ مثل الجفافِ، والدهونِ، والحساسيَّة.
خافي العيوب:
يتمُّ تخصيصُ خافي العيوب لمطابقةِ لونِ البشرة، ومعالجةِ مخاوفَ مثل الهالاتِ السوداء، والشوائبِ، والاحمرار.
أحمر الشفاه:
تتضمَّنُ خياراتُ أحمر الشفاه القابلةُ للتخصيصِ عادةً اختيارَ الظلِّ، واللمسةِ النهائيَّة «غير لامعٍ، ساتان، لامعٌ»، وأحياناً الرائحة، والنكهة. تقدِّمُ بعض العلاماتِ التجاريَّةِ أدواتٍ عبر الإنترنت لمزجِ الظلال، وإنشاءِ اللونِ المخصَّص.
ظلال العيون:
تسمحُ لوحاتُ ظلالِ العيون المخصَّصةُ للأفرادِ باختيار ظلالهم المفضَّلة، وإنشاءِ لوحةٍ مصمَّمةٍ لأسلوبهم الفريد، ولونِ العين.
أحمر الخدود والبرونزر:
يمكن تخصيصُ أحمرِ الخدودِ والبرونزر، ليناسبَ ألوانَ البشرةِ المختلفة وتفضيلاتها، ما يضمنُ لمسةً نهائيَّةً طبيعيَّةً وجذَّابةً.
هايلايتر:
أيضاً يمكن إنشاءُ هايلايتر مخصَّصٍ لاستكمالِ لونِ البشرة، وتوفيرِ توهجٍ شخصي.
لوحات المكياج:
تتيحُ لوحاتُ المكياجِ القابلةُ للتخصيص للمستخدمين اختيارَ مزيجهم المفضَّلِ من ظلالِ العيون، وأحمرِ الخدود، وأقلامِ التحديد، ومنتجاتِ المكياج الأخرى. هذه اللوحاتُ غالباً ما تتميَّزُ بلوحاتٍ مغناطيسيَّةٍ، تسمحُ بسهولةِ التبادل.
منتجات العنايةِ بالبشرةِ وفق حالة ونوع البشرة
تشيرُ منتجاتُ العنايةِ بالبشرةِ المخصَّصة إلى تركيباتِ العنايةِ المصمَّمةِ لتلبية الاحتياجاتِ والتفضيلاتِ والمخاوفِ الفردية المحدَّدة للمستهلك. عادةً ما يتمُّ تطويرُ هذه المنتجات بناءً على عواملَ مثل نوعِ البشرة، والعمرِ، وأمراضِ الجلد، والعواملِ البيئيَّة، والتفضيلاتِ الشخصيَّة.
أنظمة جديدة للعناية بالبشرة
يعزِّزُ التطوُّرُ المتلاحقُ في عالمِ التكنولوجيا الحيويَّة تقديمَ أنظمةٍ جديدةٍ للعنايةِ بالبشرة، ويسخِّرُ قوَّةَ العلمِ لابتكار حلولِ تجميلٍ مخصَّصةٍ.
وفي هذا الجانبِ، طرحت علامةُ يونو Iuno نظامَ العنايةِ بالبشرة المخصَّص باختبارِ وخزِ الإصبع. ويستهدفُ النظامُ بشكلٍ فاعلٍ وعمقٍ المخاوفَ والمشكلاتِ الجلديَّةَ لدى الفرد. ويستفيدُ المستهلكُ من هذه التقنيةِ عبر توصيتها بالمكوِّناتِ الدقيقةِ، والتركيباتِ، والإجراءاتِ اللازمةِ لتلبيةِ احتياجاته.
كذلك تقومُ شركة يورز Yours بتصنيعِ منتجاتٍ، تعالجُ حب الشباب، والتصبُّغ وغيرهما من المشكلاتِ الشائعةِ بطريقةٍ، تركزُ على تخصيصِ أسلوبِ عنايةٍ بالبشرة، إذ يمكن عملُ روتينٍ شخصي داعمٍ من العلامةِ التجاريَّة، ليلاً ونهاراً، يأخذُ في الاعتبارِ الاحتياجاتِ الفريدةَ للبشرة، إضافةً إلى نمطِ حياة الشخصِ وبيئته.
وتشتملُ العنايةُ بالبشرةِ على مستحضراتٍ للاستخدام النهاري والليلي، حيث تقومُ العلامةُ التجاريَّةُ بجمعِ بياناتٍ قيِّمةٍ من العملاءِ عبر تقييمٍ أوَّلي، يتضمَّنُ السؤالَ عن العمرِ، وأكثر المخاوف، ولونِ البشرة، وردودِ الفعل تجاه مكوِّناتِ العناية بها.
وينفردُ تطبيقُ Charlotte Tilbury Beauty بأدواتٍ مبتكرةٍ، تطابقُ ألوانَ الظلالِ المناسبةِ للشخص، وتحلِّل البشرةَ لمساعدته في اكتشافِ المنتجاتِ المصمَّمةِ بشكلٍ خاصٍّ لتلبية احتياجاته.
عطور تعكس شخصيتك وتفضيلاتك
يلعبُ العطرُ دوراً أساسياً في منتجاتِ التجميل، ويسمحُ تخصيصه لمبدعيها بخلق تجاربَ شميَّةٍ فريدةٍ من نوعها، تعكسُ حقاً شخصيتهم، وتفضيلاتهم، وذكرياتهم، وأي ملاحظاتٍ محدَّدةٍ، ينجذبون إليها، أو يرغبون في تجنُّبها، بما في ذلك عائلاتُ العطورِ المفضَّلة، على سبيل المثال «الأزهارُ، الخشبيَّة، الشرقيَّة»، والملاحظات المحدَّدة مثل «الورد، الفانيليا، خشب الصندل»، إلى جانبِ الكثافةِ المرغوبة للعطر.
الدمج بين النغمات
ابتكري عطراً خاصاً بك عن طريق اتقان لعبة المزج بين مختلف النغمات. وبعد أختيار العطور التي ترغبين في المزج بينها، خذي بالحسبان أن المنعش منها، مثل الحمضيّات والأزهار، يتناسب جيّداً مع عطور المسك، لأنّه يخفّف العطر الثقيل. هذا وتكمل الفانيليا عطور الأزهار المنعشة، لأنّها تضفي عليها عمقاً دافئاً وكريميّ النفحة. وتجنبي عدم رشّها بعشوائية، فإن ترتيب التطبيق يحدث فرقاً في النتيجة النهائيّة. وإذا كنت تطبّقين عطرين منعشين أو دافئين، أنهي التطبيق بالعطر الذي يعجبك أكثر، لأنّ أثره سوف يكون أقوى من الطبقة السفليّة. ومع ذلك، إذا كنت ستضعين نوعين من الروائح كعطرٍ منعش وآخر دافئ، يُفضَّل البدء بالعطر الدافئ، يليه المنعش، الذي سيعزّز مفعول الأوّل. اختاري عطوراً مختلفة النغمات.