ثمّة تقنية حديثة في غسل الكلى تشمل نظاماً يكرّر المياه لتصبح مصلاً نقيّاً، وتسمح المصفاة فيها بإزالة المواد السامة الخفيفة والثقيلة. وقد بيّنت الدراسات العلميّة أنّ المريض الذي يخضع لغسل الكلى وفق هذه الطريقة الحديثة تزداد فرصة الحياة لديه 7 سنوات أكثر، بالمقارنة مع المريض الذي يستخدم الوسائل العادية. وتقوم الالات الحديثة بوظيفة أقرب الى وظيفة الكلى في الجسم، اذ تتمّ عملية تنقية الدم بوقت أسرع، وتعتمد على التبادل والتصفية في الوقت عينه، ما يساعد المريض بنسبة 35 في المائة أكثر منها في الحالات التقليدية.
«سيدتي» حاورت الاختصاصي في أمراض الكلى وضغط الدم والمسؤول عن المركز الذي افتتح أخيراً في «مستشفى المشرق» في بيروت الدكتور الياس نقولا عن مميزات المعدات الحديثة لغسل الكلى:
- ما هي أبرز الأسباب التي تدفع المريض الى غسل الكلى؟
ينتج عن داء السكري والارتفاع في ضغط الدم توقّف الكلى عن العمل، ما يدفع المصاب الى غسل الكلى، وكذلك يخضع لهذه العمليّة المصاب بالكسل المزمن في الكلى.
- ما هو غسل الكلى؟ وكيف تتمّ هذه العمليّة؟
غسل الكلى علاج مزمن يقوم على تنقية الدم من المواد السامّة التي لا تستطيع الكلى التخلّص منها نتيجة المشكلات الصحيّة التي تعانيها، وتلعب هذه العمليّة دور الكلية، اصطناعياً. وتتمّ هذه العمليّة من خلال معدّات تتضمّن مصافي وتقنية لسحب الدم من المريض الى الجهاز، ومن الجهاز الى المريض بعد تنقيته أي بعد مروره بالمصفاة وتنقيته ليعود الى الجسم. ويخضع كل مريض يتابع هذا العلاج الى
3 جلسات في الأسبوع، تستغرق كلّ واحدة منها أربع ساعات.
«الصفيرة»
- ماذا عن خطر الاصابة بالصفيرة من جرّاء غسل الكلى؟
باتت حالات الاصابة بالنوع «ب» من «الصفيرة» شبه نادرة، بسبب اللقاحات التي يتناولها المريض، وكذلك مراقبته الدورية كلّ ثلاثة أشهر والنظافة العامّة. في «المركز الجديد»، ثمة قسم يشرف على النوعية والجودة، يراقب عمل الممرضات لأن غالبية الدراسات بيّنت أن العدوى بالنوع «سين» من الصفيرة تنتج من الاحتكاك باليدين. من هنا، تأتي أهميّة مراقبة الممرّضات وكيفيّة تغيير الكفّ وغسل اليدين بمسحوق خاص، فضلاً عن إبقاء المرضى بوضعية تمنعهم من الالتصاق ببعضهم منعاً لنقل أي نوع من أنواع العدوى في حال حصلت أيّة مشكلة أثناء غسل الكلى. وفي هذا الاطار، تشمل التقنية الجديدة آلة خاصة تقيس ضغط شرايين المريض، وهي موجودة في الداخل، بعكس الالات القديمة المثبتة في الخارج والمعرّضة لنقل الجراثيم.
- ما هو الفارق بين الآلات الحديثة لغسل الكلى وتلك التقليدية؟
يتعب المريض بسبب غياب الجودة في عملية غسل الكلى بالآلات القديمة، الا أنّ التقنية الحديثة حسّنت النوعية، علماً أن 95 في المائة من الدواء الاساس لغسل الكلى هو المياه لأن كلّ مريض يغسل كليتيه يحتاج الى 240 لتراً من الماء كل 4 ساعات، تختلط 120 لتراً منها مع دم المريض. والتقنية الحديثة تحتوي على نظام يكرّر المياه لتصبح مصلاً نقيّاً، وقد بيّنت الدراسات العلميّة أنّ المريض الذي يخضع لغسل الكلى وفق هذه الطريقة الحديثة تزداد فرصة الحياة لديه 45 في المائة أي ما يعادل 7 سنوات أكثر، بالمقارنة مع المريض الذي يستخدم الوسائل العادية. وبالإضافة الى المياه، تلعب المصفاة في الآلات دور الكلية الاصطناعية، ومعلوم أنّه تتراكم في المصفاة مواد سامة بأوزان خفيفة أو ثقيلة، واذا كانت الآلات التقليدية تسمح بإزالة المواد السامة الخفيفة، الا أن الالات التي تتضمن مصفاة حديثة تزيل الرواسب السامة الثقيلة، وهذه الأخيرة تشكّل السبب الأوّل لوفاة المرضى، لما تؤديه من تصلّب في الشرايين.
وبصورة عامّة، تلعب تقنية غسل الكلى دوراً هاماً في تحسين نوعيّة حياة المريض. وفيما تعتمد التقنيات التقليدية على تبادل بين دم المريض والمياه المستعملة لتنقيته، تقوم الالات الحديثة بعمل أقرب الى وظيفة الكلى في الجسم، اذ تتمّ عمليةّ التنقية بوقت أسرع لتنظيف الدم، وتعتمد على التبادل والتصفية في الوقت ذاته. وبحسب الدراسات العلمية، تساعد هذه الطريقة المريض بنسبة 35 في المائة أكثر منها في الحالات التقليدية.
الوزن والسنّ
- هل يستفيد الاولاد المصابون من هذه الالات الحديثة؟
تستعمل الآلات الحديثة للكبار والصغار على السواء، فهي تعمل حسب وضع المريض وسنّه ووزنه. ويمكن من خلال هذه المعدّات مراقبة جودة جلسة الغسل ومدى فاعليتها لتحسين الأداء الطبي من مرّة الى أخرى.
وإذا انخفض الوزن كثيراً أثناء العمليّة بشكل عام، يتعب المريض، أمّا اذا ازداد الوزن فيرتفع ضغط الدم ويصاب المريض بضيق النفس، ما يستدعي الحضور الفوري الى المستشفى. ويشكّل تحديد الوزن احدى الأولويات، ومن الهام للغاية أن يحدّده الطبيب، تلافياً للمضاعفات. وينسحب الأمر بالطبع على الاطفال، إذ يفرق الوزن أحياناً بضعة غرامات.
- ماذا عن الأطفال الذي يحتاجون الى غسل الكلى؟
ان الأطفال الذين يحتاجون الى غسل الكلى غالباً ما يعانون أمراضاً وراثيةً أو يولدون بكلية واحدة.وبعد اخضاعهم لفحوص معيّنة وبعد التشخيص اللازم، يتم تحويل الولد الى قسم غسل الكلى، ويخضع الى الشروط عينها كما لدى البالغ.
ومن بين حسنات التكنولوجيا الحديثة أنّها تساهم في النمو الطبيعي للأطفال، اذ يحتاجون الى العلاج بهرمونات النموّ بعد الغسل بالطريقة التقليدية والى ضبط الوزن، كما ذكرنا سابقاً.