أهم ردّة فعل لاحتواء حالة الطفل، استيعاب مشكلته واختيار الطريقة المثلى للتعامل معه، أطفالنا مليئون بالسلوكيات السلبية النابعة من مشاعر لا يعرفون كيفية التنفيس عنها، فانتيهي كثيراً لهذه المسألة بعيداً عن أسلوب التعنيف والضرب، ومحاولة التحكم بالانفعالات عن طريق الحنان والاهتمام والحب لتغيير هذا التصرف وتشجيعه على السيطرة على عناده وغضبه وردود أفعاله السلبية والتصرف بالطريقة الصحيحة، ومن أهمها الصراخ، وهنا يأتي دورك في مساعدة الطفل العصبي كثير الصراخ، وهذا ما يعلق عليه الأطباء والخبراء النفسيون.
أسباب الصراخ عند الطفل
- التجريب: قد يبدو الأمر مؤذياً، لكن في هذا العمر، يستمتع الأطفال بتجربة شيء آخر اكتشفوا أنه يمكنهم القيام به - في هذه الحالة، رفع الصوت عبر الصراخ حتى بالنسبة للكبار في بعض الأحيان يكون الصراخ مجرد متعة!
- اختبار الحدود: إنهم أيضًا يختبرون الحدود من حولهم، حدودك، حدود البيئة، وحتى حدودهم. لذلك عندما يواجهون تحديًا أو مقاومة، قد يتصرفون (بصوت عالٍ)، ثم ينتظرون ردة فعلك، هل هناك منع أم معاقبة، أم أن صراخهم سيمر مرور الكرام، حتى يتجرأوا ويكررونه.
- ضعف التحكم في الانفعالات: لا يزال الأطفال الصغار يبنون قدرتهم على التحلي بالصبر وتعلم كيفية التصرف في الأماكن العامة، وهي أمور يقع تعليمها أو حتى التدريب عليها على عاتق الكبار، الطفل لن يدركها بالفطرة.
- مهارات الاتصال المحدودة: الطفل لم يتقن الأطفال الصغار بعد كيفية إيصال ما يريدون ويحتاجون إليه بشكل كامل، لذلك يلجأون أحيانًا إلى الصراخ. لأنه في دماغ الطفل الصغير، أي برأيه، أن الصراخ يقول ألف كلمة.
- يريد أن يرى النتيجة: يتعلم الأطفال أيضًا كيف تؤثر سلوكياتهم على الأشخاص المحيطين بهم. قد يدرك طفلك أن بعض الأصوات العالية الناجمع عن الصراخ تجعلك تركضين بينما البعض الآخر قد يثير غضبك، فهو فضزلي جدا للتعرف على النتيجة.
- لفت الانتباه: لا تتفاجأي إذا بدأ طفلك الصغير بالصياح عندما تكونين على الهاتف أو تعملين من المنزل أو تتحدثين مع شخص بالغ آخر. يحب الأطفال الصغار الاهتمام بهم، وسيحاولون فعل أي شيء تقريبًا للحصول عليه، حتى لو تصرفوا بطريقة عدوانية.
- خلق نوع من الإثارة: في بعض الأحيان يكون صراخ الأطفال الصغار أمراً جيداً، قد يطلق طفلك صريرًا عالي النبرة عندما يرى شيئًا ممتعاً مثل كلب أو قطة. أو قد يصرخ إذا كان يقضي وقتاً ممتعاً باللعب بلعبة مفضلة، وهذه أمور تدلك على علامات قوة شخصية الطفل، وترسم ملامحها في المستقبل، أي تعرفين ما يحب وما لا يحب.
أعرض الصراخ العصبي عند الأطفال
تختلف الأعراض التي تظهر على الطفل على حسب عمره وأسباب العصبية، والتي يمكن أن تظهر على الطفل بدرجات متفاوتة:
- اللعب المستمر في الأصابع كالمص.
- قضم الأظافر.
- يصر الطفل على رأيه وعناده.
- حركات لا إرادية. مثل هز الرّجْل أو تحريك الرقبة.
- مشاجرات مستمرة مع إخوانه وأصدقائه.
- بكاء الطفل وصراخه لتلبيه رغباته.
- في بعض الحالات يميل الطفل إلى تخريب الأشياء.
- القلق و/أو البكاء أكثر من الأطفال الآخرين في سنهم.
- قد يشكو من اضطراب في المعدة، أو ألم في العضلات، أو صداع.
- يواجه الطفل مشاكل في النوم، أو يستيقظ من الكوابيس، أو لا يستطيع النوم بمفردك.
- يجد صعوبة في الاسترخاء أو الجلوس ساكنًا (لا يهدأ).
- يغضب بسهولة.
- لديه صعوبة في التركيز.
- لا يحب تناول الطعام، أو يظل جائعاً طوال الوقت.
- يعاني من هزة (رعشة).
- يرفض الذهاب إلى المدرسة.
- يستخدم الحمام كثيرًا.
تابعي معنا عصبية الأطفال.. أسبابها وعلاماتها وطرق علاجها
كيفية التعامل مع الطفل العصبي كثير الصراخ
- علميه مفهوم "الصوت الداخلي" و"الصوت الخارجي". تقديم عرض توضيحي أين ومتى يمكن استخدامها. ("تستخدم صوتك الداخلي في المنزل وصوتك الخارجي في الفناء الخلفي.")
- خططي للنزهات والقيام بمهمات في وقت الوجبات أو أحضري معه وجبات خفيفة. بالنسبة للطفل الذي يصرخ عندما يكون متعبًا، تأكدي من حصوله على راحة جيدة قبل الخروج (وتجنب تفويت وقت القيلولة).
- تحكمي في مستوى الصوت العام في منزلك. وهذا يعني عدم وجود ضجيج مزعج في التلفاز أو الراديو أو أي ضجيج آخر في الخلفية، والأهم من ذلك، عدم الصراخ على طفلك حتى يتوقف عن الصراخ. تذكري أنه يقلدك في كل ما تفعلين.
- قومي بالثناء على طفلك، أي استخدمي التعزيز الإيجابي. عندما يستخدم طفلك صوته الداخلي في الوقت والمكان المناسبين.
- اتبعي طريقة وأسلوباً رقيقين مع طفلك وأخبريه بما يجب فعله وما لايجب قوله، فبذلك لن يتعلم طريقة حل المشاكل بنفسه، حاولي أن تدعميه وتفهميه من دون أن تملي عليه ما يجب فعله وقوله.
- كوني موجودة لأكله، أو أمسكي يده بحب، فهذا يقلل من حدة عصبيته ويشعرهم بالأمان والراحة. أنت المثل الأعلى لطفلك، فحاولي التصرف بهدوء معه، وعدم استخدام الصوت العالي وبدون عصبية، فهو يتعامل معك كما تتعاملين أنتِ معه، وتأكدي أن الطفل يتعلم العصبية من أمه أولاً.
- مارسي مع طفلك الرياضة التي قد تساعده في تهدئته وصرف انتباهه عن العصبية، خاصة وأنها تخرج طاقته في أشياء مفيدة له نفسياً وجسدياً.
- تجنبي المواقف التي تجعل الطفل عصبياً فهو ليس حلاً للمشكلة، عليك حلها بهدوء، وامنحي طفلك وقته للتغلب على عصبيته ولا تستعجلي تغير سلوكه. وخصصي وقتاً ليتحدث عما يشعر به دون أن تصدري أي حكم أو تعليق يزيد قلقه، وذلك وقت هدوئه وليس وقت العصبية، فبعض الأطفال لا يمكنهم التعبير عن مشاعرهم وما يضيقهم بالكلام، حاولي أن تجدي طرقاً أخرى للتواصل معه وتشجيعه على التعبير عن مشاعره مثل الرسم.
- قد يخشى الأطفال أشياء تبدو سخيفة وصغيرة للبالغين، ولكن لا تشعريه بذلك، بل على العكس حاولي إظهار تعاطفك معه وتقديرك لمشاكله، مهما كانت صغيرة بالنسبة لك. وشجعيه كلما فعل سلوكاً جيداً عليك مكافأته وتشجيعه على الاستمرار
طرق عملية لجعل الطفل يتوقف عن الصراخ
1 - حولي الموقف إلى لعبة. إليك طريقة أخرى لتشجيع الهدوء. عندما لا يصرخ طفلك، خططي معه إلى مباراة الهمس. يواجه الأطفال الصغار صعوبة في الهمس (يبدو الأمر بالنسبة لهم أشبه بالهمس على المسرح)، لكن هذا لن يمنعهم من المحاولة، خاصة إذا كنت تجعلين الأمر لعبة.
2 - دعيه يقترح، بعض الافكار، بدلاً من اتخاذ جميع القرارات عن طفلك، علمي طفلك الاختيار بين أصدقائه او ملابسه، لا فرق، على سبيل المثال، قد تسألها عما إذا كان يريد ارتداء حذاء أزرق أو حذاء أحمر اليوم. فإذا كان لدى الأطفال بعض السيطرة على حياته، فقد يتعاون أكثر (ويحتج بشكل أقل). وقد يمتنع عن الصراخ في مثل هذه المواقف.
*ملاحظة من «سيدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص