إشارات نقص الماء بجسم الحامل.. ومتى تنذر بخطر على الحمل والجنين؟

يُشكّل الماء غالبية كتلة الجسم بالنسبة للإنسان، ويقوم بتنظيم درجة الحرارة في خلاياه وأعضائه وأنسجته، بالإضافة إلى الحفاظ على عمل أعضاء الجسم بشكلٍ سليم، ولأن الجسم يخسر الماء عند التعرق، التنفس، عملية الهضم، فهو يحتاج إلى تعويض لكل هذه السوائل بشكل دائم.
وبالنسبة للحامل، فالماء يستخدم في تكوين المشيمة والسائل الأمنيوسي، اللذيْن يساعدان على تغذية الجنين والمحافظة عليه من عيوب الأنبوب العصبي، كما يؤدي نقصه إلى الإمساك والجفاف. وإذا لم يتم علاجه بالوقت المناسب يقل السائل الأمنيوسي حول الجنين.
اللقاء مع الدكتورة سعاد الصاوي، أستاذة التغذية، لتوضيح أهمية الماء للحامل ومخاوف نقصه بالجسم، موضحة بالتقرير إشارات نقص الماء على الحامل، وأهمية السوائل لجسم الحامل، والكميات التي تحتاجها، وتفاصيل أخرى كثيرة.

إشارات نقص الماء بجسم الحامل

سيدتي الحامل، إن تناول كوب من المياه هو علاجك الأمثل عند معاناتك من مرارة الفم، أو من ألم في الرأس أو الإرهاق، أو حالة عدم القدرة على التركيز.
الماء عنصر رئيسي للجسم من أجل القيام بوظائفه على أحسن وجه، إذ يشعر الدماغ بالتعب بمجرد التوقف عن الشرب لفترة قصيرة.
هناك علامات يصدرها الجسم تعني تراجع كمية السوائل في الجسم، فمثلاً فقدان الماء بمقدار 2% من وزن الجسم، يؤثر في المهام التي تتطلب انتباهاً، كما يؤثر في تنسيق النشاط العضلي، ومن العلامات الأخرى:

الصداع والدوار

احتياج الجسم إلى الماء يعني وجود حالة من الجفاف؛ حيث ينخفض تدفق الأكسجين إلى الرأس، لذلك عندما تصابين بالصداع، تناولي الماء.

التركيز المنخفض

نقص الماء يؤثر سلباً على أداء عقولنا، لذا فإن قلة التركيز وضعف الذاكرة والتعب والقلق؛ علامات على أنكِ بحاجة إلى المزيد من الماء.

رائحة الفم الكريهة

الماء ضروري في تكوين البصاق الذي يحتوي على خصائص مضادة للبكتيريا، وعندما لا يكون جسمك رطباً بشكل كافٍ، يكون نمو البكتيريا أكثر، مما يؤدي إلى رائحة الفم الكريهة.

الإمساك

يحافظ الماء على نظافة المعدة، ويساعد في منع الإمساك، وفي حالة القيء أو الإسهال؛ تكون فرص الإمساك عالية إذا لم يكن جسمك رطباً بشكل صحيح.

الرغبة المفاجئة في تناول طعام ما

غالباً ما تكون الرغبة المفاجئة في تناول شيء مالح أو حلو علامة على أن جسمك يحتاج إلى الماء، ويمكن للجفاف أن يرسل إشارات الجوع الكاذبة، في حين أن ما تحتاجينه في الواقع هو الماء.

التبول أقل وتغيّر في لون البول

عدم التبول علامة أكيدة على أنك يجب أن تستهلكي المزيد من السوائل، ويعد لون البول مؤشراً جيداً على حاجة جسمك للماء؛ لون البول الذهبي أو البرتقالي يشير إلى أنكِ لا تستهلكين كمية كافية من الماء.

الخمول والتعب

غالباً ما يكون الشعور بالخمول والإرهاق عندما تكون هناك كمية أقل من الماء في الجسم، حتى ينخفض تدفق كل من الأكسجين والدم إلى الدماغ، مما يسبب الخمول والإرهاق.

آلام العضلات والمفاصل

الماء جزء ضروري من مفاصل الجسم، ونقص الماء يؤدي إلى آلام المفاصل، كما يتسبب الجفاف في تقلص العضلات، مما يسبب الألم.

جفاف الجلد والشفاه

الجلد هو أكبر عضو في الجسم يؤدي وظيفة التعرق الحيوية، وبالتالي يؤدي الجفاف إلى تشققات الجلد والصدفية والتهاب الجلد، بالإضافة إلى أن الشفاه الجافة هي أيضاً نتيجة للجفاف.

النبض السريع

الجفاف يؤدي إلى تسارع ضربات القلب، ويساعد تناول الماء على انتظام النبض والحفاظ على صحة القلب.

ومن إشارات نقص الماء:

العطش: من المهم ألا تقاومي هذا الشعور، فهذا يعني أن الجسم بحاجة إلى الماء، غير أن هناك بعض الأشخاص الذين يخلطون هذا الشعور ويحاولون تناول وجبة طعام بدلاً من الاكتفاء بشرب المياه، وهو أمر خاطئ.
الإرهاق: إذا كنتِ تشعرين بالتعب أو لا تستطيعين التركيز جيداً، فقد يكون ذلك بسبب شربك القليل من المياه؛ إذ ينشط الدماغ لدى الذين يتناولون الماء والسوائل بشكل كافٍ، حيث تؤثر رطوبة الجسم على عمل الدماغ.
مشاكل في المعدة: يبدأ الهضم في الاضطراب إذا لم يتم تزويد المعدة والأمعاء بالسوائل بشكل كافٍ، كما أن نقص السوائل في الجسم عامل رئيس لحدوث الإمساك، لذلك يجب تزويد جميع الخلايا في الجسم بسائل كافٍ، بما في ذلك الخلايا الموجودة في الأمعاء.

أهمية السوائل للحامل

• الماء يساعد على نمو المشيمة، التي تحمل الجنين قبل الولادة، لتشكل الكيس السلوي، والذي يحتاجه الطفل لتلقّي العناصر الغذائية خلال فترة الحمل.
• يحدث الجفاف عندما تكون كمية الماء التي يخسرها الجسم أكثر من تلك التي يحصل عليها، والمرأة الحامل تحتاج إلى الماء خلال فترة الحمل أكثر مما يحتاجه الشخص الطبيعي.
• وعدم شرب كمياتٍ كافية من الماء خلال الحمل، يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بالجفاف الشديد، والذي قد يؤثر في صحّتها وصحّة طفلها، ما يزيد من خطر ظهور مضاعفات؛ مثل عيوب الأنبوب.

الكميات التي تحتاجها الحامل من الماء

تحتاج الحامل والمرضع إلى كميات من الماء أكثر مما يحتاجها الشخص الطبيعي، وتعتمد كمية الماء التي يحتاجها الجسم يوميّاً على مستوى النشاط الجسدي، والطقس، ووزن الجسم.
تزداد حاجة الجسم للسوائل مع الطقس الحار، ومُمارسة الأنشطة الرياضية، وعند الإصابة بالحمّى، أو الغثيان والتقيؤ، أو الإسهال.
يمكن الحفاظ على ترطيب الجسم، وشرب ما يتراوح من 8 إلى 12 كوباً من الماء يوميّاً؛ نظراً لزيادة الحاجة للسوائل التي يجب استهلاكها. تجنُّب الإصابة بالجفاف خلال فترة الحمل وبعدها ليس بالأمر الصعب.

أهم النصائح لتجنّب الجفاف خلال فترة الحمل

• الحرص على شرب كميّات كافية من الماء على فترات مُتقطّعة خلال اليوم، وتجنُّب شرب كامل الكميّة الموصى بها دفعة واحدة؛ لأن ذلك يُسبب امتلاء المعدة بشكلٍ غير مريح، كما يُنصح بتعبئة زجاجة الماء وتركها في متناول الأيدي طوال اليوم.
• الحرص على شرب الماء قبل وأثناء وبعد ممارسة التمارين الرياضية، أو في حال الخروج في الجو الحار، حيث إنّ الشعور بالعطش هو دليل على بداية حدوث الجفاف.
• تجنُّب شرب مصادر الكافيين، إلى أقل من 200 مللي غرام في اليوم؛ أي ما يُعادل كوبين من القهوة سريعة الذوبان أو كوبين من الشاي؛ وذلك لأنّ استهلاك الكافيين يزيد من حاجة الشخص للتبوّل.
• ينصح بإضافة شرائح من الليمون للماء، لمن لا يحب شرب الماء وحده لإضفاء النكهة، مع تناول مصادر الأطعمة الغنية بالماء والتي تُسهم في ترطيب الجسم؛ كالبطيخ، أو الخيار، أو الطماطم، أو العنب.

* ملاحظة من "سيدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.