في مقابلة "سيدتي"، مع ناتاشا كاريلا، مديرة أسبوع دبي للتصميم، غوص في النسخة العاشرة من الأخير، الحدث كثير الفعاليات، التي تجعل مدينة دبي تحتفظ بمكانتها كمحور في مجال التصميم على مستوى المنطقة، والعالم، وملتقى للمصممين الناشئين والمخضرمين، وكمحرك للنقاشات حول التصميم وتفرعاته في حياتنا، ومستقبل الصناعات المتعلقة، مع التركيز على الاستدامة، والتكنولوجيا.
الذكرى العاشرة لأسبوع دبي للتصميم
يعدّ أسبوع دبي للتصميم، حدثًا منتظرًا في المنطقة، من المصممين المستقلين، وشركات التصميم، والمهندسين المعماريين، والداخليين، والمهتمين بمجال التصميم... ما هي الوعود لزائري نسخة العام الجاري (2024)؟
مع احتفاء أسبوع دبي للتصميم بذكراه السنوية العاشرة، فخورون بمرور عقد من الزمن على دعم المواهب الإقليمية، والاعتراف بنمو دبي كمركز عالمي للتصميم. ولا نزال ملتزمين، مع كل دورة، بتنظيم برنامج يخاطب الجمهور الإقليمي، والدولي على السواء. يجمع الحدث راهنًا، أكثر من ألف مصمم، ومهندس، ومبدع، من أكثر من خمسين دولة. يشمل البرنامج أعمالًا تركيبية، ومعارض، ومحادثات، وورش عمل، مثيرة للتفكير، تستكشف مواضيع رئيسة تشكل عالم اليوم، من الممارسات التقليدية، والتقنيات الناشئة، إلى الاستدامة، والتأثير الاجتماعي. الدورة العاشرة الحالية للمعرض علامة فارقة لمدينة دبي، وللمصممين الذين نموا معنا منذ البداية. ستسلط المعارض الخاصة الضوء على مسيرة هؤلاء، الذين بدأوا مع أسبوع دبي للتصميم، وبنوا منذ ذلك الحين مسيرة مهنية رائعة. يمثّل هذا العام احتفاءً بنموهم، وفرصة لإلهام المجتمع الإبداعي الأوسع، مع التطلع إلى الأمام.
إلهام الزائرين
هل من اختلافات في إطار المشاركات، والبلدان، والفعاليات هذا العام، عن النسخ السابقة؟
يلفت الانتباه تنوع المشاركات، واتساع نطاقها، وهو ما يعكس الجاذبية الإقليمية، والعالمية المتطورة لأسبوع دبي للتصميم. آمل أن يغادر الزائرون، وهم يشعرون بالإلهام، والحيوية، بعد المرور بالابتكارات الإبداعية المعروضة. على مر السنين، تطور أسبوع دبي للتصميم من مهرجان إقليمي إلى منصة تسلط الضوء على أحدث التصاميم الطليعية، وتعزز مجتمعًا إبداعيًا مزدهرًا. من أهم ما يستخلصه الحضور هو تقدير أعمق للتنوع في تخصصات الـتصميم، اليوم، من الممارسات المستدامة إلى الابتكارات القائمة على التكنولوجيا، التي تشكل المستقبل. تجدر الإشارة إلى أن البرنامج مصمم لإشراك الجميع، من المحترفين إلى عشاق التصميم، مع تقديم شيء فريد لكل جمهور. كما نطلق أيضًا إلى جانب فعاليتنا الرئيسة "داون تاون ديزاين"، معرض Editions، كمنصة جديدة، وأول معرض في المنطقة للفنون، والتصاميم محدودة الإصدار. ومن المقرر أن يفتتح المعرض آفاقًا جديدة في مجال الفن والتصميم، ويخلق فرصة جديدة لجمهور أوسع للتواصل مع المبدعين المعاصرين، والشراء منهم. إضافة إلى 40 عملًا تركيبيًا غامرًا و10 معارض وأكثر من 60 ورشة عمل، متحمسون أيضًا لتقديم الأقسام المحبوبة من أسبوع دبي للتصميم، مجدّدًا، ومنها: النسخة الخامسة من معرض المصمم الإماراتي، بدعم من دبي للثقافة، وبتنسيق عمر القرق. منذ الانطلاقة الأولى للمعرض المذكور في عام 2020، بمشاركة 20 مصممًا محليًا، هو توسع ليضم 30 مصممًا مقيمًا في الإمارات العربية المتحدة هذا العام، حيث يقدم كل منهم منظوره الخاصّ، والمتميز، الذي يبعث على التأثر العاطفي بعمله.
مصممون ناشئون ومخضرمون
ما هي المعايير المتبعة في اختيار المشاركين كل عام؟
نعطي الأولوية في عملية الاختيار لمصممين ناشئين، ومخضرمين من المنطقة، وكذلك من مجتمع التصميم الدولي. منذ عام 2015، نما أسبوع دبي للتصميم ليصبح حدثًا دوليًّا رائدًا يقدم برنامجًا يسلط الضوء على عمق، وتنوع التصميم، من خلال الأعمال التركيبية، والمعارض، والحوارات، وورش العمل، ومعارض التصميم. يستكشف المشاركون في أسبوع دبي للتصميم مواضيع مهمة تشكّل سرديات اليوم، ابتداءً من الممارسات التقليدية، والتقدم التكنولوجي، إلى الاستدامة، والتأثير الاجتماعي. كما نعرض أيضًا أعمال مصممين عالميين معروفين، من خلال منصات، مثل: داون تاون ديزاين، معرض التصميم المعاصر الذي يضم مصممين مشهورين، ومعرض Editions الذي أُضيف حديثًا، ويسلط الضوء على الأعمال الفنية، والتصاميم ذات الإصدارات المحدودة لمواهب معروفة تمثلها صالات العرض والمجموعات. تضمن هذه المنصات أن تحافظ الفعالية على أعلى معايير الحرفية، والابتكار، والتميز، وتوفر للمصممين والعلامات التجارية المعروفة مسرحًا دوليًّا لتوسيع نطاق تأثيرهم والتواصل مع جمهور جديد.
دبي مركز عالمي للتصميم
إلى أي مدى يساهم هذا الحدث في تعزيز مكانة دبي كمركز عالمي للتصميم؟
كان لأسبوع دبي للتصميم دور أساس في تشكيل هوية دبي كمركز عالمي للتصميم، أكان في الشرق الأوسط أو على الصعيد الدولي، من خلال توفير منصة للمصممين من خلفيات متنوعة لعرض أعمالهم، والتواصل في ما بينهم. وأصبح المهرجان حجر الزاوية في النظام الإبداعي في دبي. ومع نمو هذا الحدث، وتطوره، أرى أن أسبوع دبي للتصميم يساهم بشكل متزايد في تعزيز سمعة المدينة كمركز للابتكار، والإبداع، والتفكير بالتصميم بشكل أبعد. آمل أن يغادر الزائرون، بمشاعر جامعة الحماسة، والفضول، وأن يجدوا الإلهام في الأفكار، والأساليب المبتكرة في التصميم، التي تؤثر على حياتنا اليومية.
التصميم والاستدامة
الاستدامة موضوع عالمي يشمل صناعة التصميم؛ ماذا عنه في إطار أسبوع دبي للتصميم؟
في أسبوع دبي للتصميم، ندرك أن تحقيق الاستدامة الكاملة يُمثّل تحدّيًا مُعقدًا، ونحن حريصون على تجنب أي شكل من أشكال التزلف الأخضر (التظاهر بالحرص على نظافة البيئة)؛ فعوضًا عن تقديم أنفسنا كنموذج للاستدامة، ينصب تركيزنا على تعزيز وجهات نظر جديدة في التصميم، والبناء، والإنتاج، وتشجيع الممارسات المستدامة في هذه المجالات. ويتمثل دورنا في إلهام المصممين لمعالجة قضايا البيئة الملحة، بأساليب مبتكرة، وأخلاقية. في دورة هذا العام، تعكس تكليفات معرض "أبواب"، دعم الممارسين من منطقة جنوب غرب آسيا وشمال أفريقيا هذه الروح، من خلال استخدام المواد العضوية، حصرًا، والتركيز على اختيار المواد المدروسة. فعالية Colab، بدورها، هي أول مكتبة مواد مصممة خصيصًا لهذا الغرض في دبي، والتي تعرض مواد رائدة تتخطى حدود الاستدامة والتصميم. من خلال التعامل مع هذه المواد، يتم تشجيع المصممين على إعادة التفكير في الممارسات التقليدية، واعتماد حلول أكثر مراعاة للبيئة. كما قمنا أيضًا بتنسيق أعمال تركيبية تعتمد على أساليب الإنتاج المسؤولة، وخيارات المواد المستدامة. مثلًا: يقدم معرض "من الثلاجة"، من تصميم "استوديو شو"، منطقة استراحة مصنوعة من ألواح بلاستيكية معاد تدويرها من الثلاجات المهملة، ما يسلط الضوء على تأثير مخلفات الاستهلاك. إضافة إلى ذلك، سنستكشف عبر العديد من ورش العمل التي نقدمها في إطار مساحة الصنّاع the Maker Space by Kidzink من كيدزينك مختلف تخصصات التصميم، مع التركيز على الإبداع المسؤول والمستدام.
التكنولوجيا والتصميم
ماذا عن إدماج التكنولوجيا بالتصميم، وهو اتجاه عالمي آخر يتزايد عدد المصممين الذين يأخذونه في الاعتبار؟
تُعدّ التكنولوجيا من المواضيع الأساسية، في إطار الحدث، فمن خلال الأعمال التركيبية، هناك دعوة إلى الجمهور للتفاعل مع منحوتات كبيرة الحجم، وأشياء التصميم، واستكشاف التقاطع بين التصميم، والعلوم، والتكنولوجيا. في هذا العام، يمكن للزائرين معاينة أكثر من 40 عملًا تركيبيًا واسع النطاق يمزج بين التقنيات القديمة، والتطورات التكنولوجية الحديثة، وخيارات المواد المستدامة. من أبرز هذه الأعمال التركيبية "سينفونيا" SINFONIA، من مجموعة آيريس سيراميكا Iris Ceramica Group، حيث يقوم كل من الزائرين بدور قائد الأوركسترا؛ باستخدام الإيماءات، هو يستطيع أن ينسّق سمفونية من الصوت والضوء والمواد.
عمل فني آخر بعنوان "إنفولد: الاحتضان الشمولي للجسد والتكنولوجيا" عبارة عن محاكاة الحيوية من خلال نواة مهدئة متجددة يغلفها هيكل مصنوع من الورق المقوى المموج. وهو مستوحى من بذور الطبيعة الوعرة والشائكة، ما يدل على التناغم بين الأشكال العضوية والتكنولوجيا.
يوضح لنا عمل The Warp من ميتسوبيشي جيشو ديزاين، بدوره، وتطوير كي أتسومي، بعد خمسة أعوام من البحث، كيف يمكن للتكنولوجيا أن تعيد تفسير الحرفية التقليدية. يستخدم هذا العمل التركيبي خيوطًا مصنوعة من نشارة الخشب، والطباعة ثلاثية الأبعاد، لتحديث التقنية اليابانية التقليدية لتجميع الخشب بدون غراء. من خلال أنظمة الوصلات المعقدة، والقطع الخشبية المزدوجة المنحنية، والمطبوعة بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد، يسلط The Warp الضوء على إمكانات المواد المستدامة في إعادة استخدام الخشب، وتقليل النفايات في الهندسة المعمارية. يشجع أسبوع دبي للتصميم المصممين والجمهور، من خلال كل من هذه التركيبات ذات التفكير المستقبلي، على تبني إمكانات التكنولوجيا في تشكيل حلول تصميم مستدامة ومؤثرة.