يقف علم النفس وراء التصميم الداخلي الجيد. فهو لا يقتصر على إضافة بعض ورق الحائط والأثاث والإكسسوارات إلى المكان فحسب ، بل أيضاً يتعلق بروح المكان، وينقل شخصية صاحب البيت سواء كان عاطفياً أو تقليدياً، أو حتى منطوياً على نفسه. لكن بعض الخيارات الجيدة في الألوان تؤثر إيجابياً على المزاج، فما بالكم بأمزجة الأطفال الذين قد يواصلون الدراسة عن بعد في البيت، فهم سيستخدمونَ غرفهم غالبية ساعات النهار.
يتطلب اختيار ألوان جدران غرفة نوم الأطفال مزيجًا من الاعتبارات النفسية والتصميمية، منها انسجامه مع ألوان الأثاث، وتجنب الفوضى، والسماح للإضاءة الطبيعية، بأن تدخل الغرفة، كل هذه الشروط، يكملها تناسق ألوان تحسن الحالة المزاجية للطفل وتسمح له بقضاء أجمل الساعات في غرفته للدراسة، حتى بعد موسم العودة إلى المدارس.
هل تعلمين أن اختيارك للون يمكن أن يؤثر بشكل مباشر على شخصية طفلك ومستوى التوتر والتقبل والذكاء لديه؟ اختيار اللون المناسب، يخلق بيئة مثالية ومحببة لديه، وعند اختيار لون جدران الغرفة يجب أن نضع بعين الاعتبار، معرفة شخصية الطفل، فإذا كان مشاغباً وكثير الحركة، لا بد لنا من اختيار الألوان الهادئة، لتحقيق التوازن، وإن كان يعاني من صعوبة في التركيز، نتجنب اختيار الألوان التي تزيد من إجهاد عينيه في غرفة الدراسة. مهما كانت الألوان الأساسية التي نختارها، فلا نتردد في المزج بين عدة ألوان، التأثيرات المختلفة للألوان على مزاج الطفل، يفصلها لنا، مجموعة من مصممي الديكور والفنانين.
ألوان جدران يمكنك اختيارها لغرف الأطفال
الأبيض
إذا ما كان الطفل يحب اللون الأبيض، فهذا يعني أنه يحب النظام، أي أن يكون كل شيء في مكانه، وأيضاً أنه حكيم وأنيق وذو ذوق رفيع، ويفضل الراحلة والترتيب. وهناك من يعتبر أن الأطفال الذين يفضلون اللون الأبيض مسالمون، وربما ساذجون بعض الشيء، أو لديهم توقعات عالية نحو أنفسهم والآخرين يرمز اللون الأبيض إلى النظافة والنقاء والنظام، لذلك يضمن طلاء جدران غرفة الطفل بهذا اللون نوعًا من الهدوء والصفاء الذهني بالإضافة إلى تعزيز الجانب الإبداعي لديه. بفضل هذه الخصائص، يعتبر الأبيض من الألوان الأساسية المستخدمة لطلاء جدران غرف الأطفال وأثاثها.
اللون الأزرق
اللون الأزرق لون مريح ولطيف وودود. إنه ناجح دائمًا، ويعتبر اختيارًا حياديًا ويمكن أن يضفي صبغة احترافية وودودة، وذلك وفقًا لكيفية استخدامه. كما يرمز الأزرق إلى الصفاء والأمن وله تأثير مريح يمكنه مساعدة الأطفال الصغار على النوم. بغض النظر عن كونه مثبطا للشهية، فإنه يساعد على التخلص من التعب النفسي والحزن. كما يعزز ارتداء ملابس زرقاء اللون الثقة بالنفس. كما أن تأثيره يشبه الموسيقى، ويجعل الطفل في حالة استرخاء وهدوء، ويمنحه القدرة أكثر على التركيز، وإذا كان ضعيفاً في الدراسة، سيحسن هذا اللون من إنتاجيته، فاللون الأزرق هو الاختيار الصحيح لغرف الأطفال حيث يدرسون. واللون الهادئ منه، يساعد الطفل العصبي بطبيعته على الهدوء، لا بد أن نزوّده باللون الأزرق أيضاً من خلال أوراق الرسم الزرقاء، أو مكعبات ليبنيها.
الأخضر
اللون الأخضر هو لون الطبيعة، وهو مرتبط بالسلام والهدوء والراحة. يرتبط أيضًا بالنمو والتجديد والأمل. يمكن أن يكون اللون الأخضر له تأثير إيجابي على الحالة المزاجية والنفسية، يمكن أن يساعد على تقليل التوتر والقلق المرضي لدى الأطفال، وتحسين التركيز والذاكرة، وتعزيز الشعور بالسلام والهدوء. وعندما يرى طفلك هذا اللون، فسيتبادر فوراً إلى ذهنه أشياء كثيرة من الطبيعة، وهذا يعطيه الإحساس بالهدوء والاسترخاء؛ إنه لون شفاء. لو عانى من التعب وراء شاشة كمبيوتره، حيث يخفف من شد العضلات، وهو يولّد شعورًا بالهدوء والسكينة والتوازن، ما يجعله مفيدا بشكل خاص للأطفال العصبيين مفرطي النشاط. كما يعرف بقدرته على تنظيم ضربات القلب وإدارة المشاعر الشديدة والمعقدة.
البرتقالي
اللون البرتقالي ساطع ومليء بالحيوية. تجعل الطفل سعيداً يحب اللعب والمتعة والقوة وجذب الانتباه، كلها من السمات التي يمكنك دمجها باستخدام اللون البرتقالي. تستخدم العديد من شركات التكنولوجيا اللون البرتقالي، من المحتمل لأنها تبعث التفاؤل وحيوية الشباب التي تريد شركات التكنولوجيا الناشئة إرسالها. وهذا ما يستهدفون به الأطفال ايضاً، إذ يعزز هذا اللون مستوى الطاقة والتفاؤل لدى الطفل ويساعده على التخلص من اللامبالاة وتعكر المزاج، فضلا عن تحسين القدرة على التواصل لدى الأطفال الذين يعانون من صعوبات اجتماعية.
فهو لون دافئ وحيوي ومحبب للقلب، يميل الطفل عند النظر إليه إلى المرح، فلا يعمل على إتمام وظائفه الدراسية بوجه متجهم، كما أنه يعمل على فتح الشهية، وإذا لاحظت أن أطباق الأطفال الذين يبدأون بتناول الطعام الصلب، غالباً ما تكون برتقالية اللون، فأنت لن تخافي أن يخسر وزنه خلال العام الدراسي.
اللون الوردي
له تأثير ملطف على الجسم حيث يقوم بإرخاء العضلات، وقد وجد أنه مهدئ للطفل العدواني والذين يميلون للعنف فعادة ما يستخدم في السجون والمستشفيات ومراكز الأبحاث ومراكز علاج الإدمان واللون الوردي هو لون مناسب لغرف النوم حيث انه يصنع جواً رومانسياُ. خصوصاً ذاك الذي يميل للأبيض، هو لون مثير للاهتمام لأنه يرتبط بالأنثى، الغرف الوردية الفاتحة تقلل من السلوك الغاضب. على الأقل مؤقتًا.
هو لون مريح للنظر، ويخص الفتيات، كما تفضله الأمهات بسبب جاذبيته الطفولية الحلوة. هذه الطفولة التي تلازم فترة الدراسة بروح بسيطة من دون تعقيد.
ألوان تجنبي اختيارها لجدران غرف الأطفال
اللون الأحمر
يعدّ الأحمر لون الدم في العروق، لذا فهو يدل على الحماسة والطاقة، والأطفال الذين يستخدمونه باستمرار يكونون منفتحين، ويفضلون أن يكونوا في مركز الاهتمام. وبشكل بديهي يربط الناس اللون الأحمر بمفهوم الغضب، وهذا منطقي نظرًا لأن الكثير من الأشخاص يصابون بالاحمرار في وجوههم عندما يكونون غاضبين بسبب زيادة تدفق الدم. إن التعرض لفترات طويلة للون الأحمر قد يزيد من مشاعر التوتر والقلق، حيث وكما ذكرنا سابقا أنه يزيد من ضغط الدم ومعدل ضربات القلب عند الأطفال، لذلك فهو لون لا يناسب جدران غرف الأطفال، لأنه يزيد من ضغط الدم ومعدل التنفس. وهذا لا يتناسب مع حركتهم وحبهم للعب، ومن الأفضل استخدامه في إكسسوارات الغرفة، مثل الستائر ليس أكثر.
اللون الأصفر
يرمز الأصفر إلى التفاؤل والحيوية، لذلك ينصح باستخدامه لتشجيع السلوكيات الإيجابية لدى الطفل. كما يُعرف هذا اللون بقدرته على تحفيز ملكة التفكير والأداء الفكري والتشجيع على التركيز والتعلم. لذلك، يفضل اعتماد هذا اللون في بيئة الدراسة، لكن كما يؤكد أطباء العيون أن اللون الأصفر أيضاً يميل إلى إحداث إجهاد العين أكثر من أي لون آخر، وهذا يضايق الطفل أثناء دراسته، وقد يجدها حجة ليتملص من ساعات الدراسة، ربما يشعره الأصفر بالبهجة والحيوية والسعادة. لكنه يغذي عنده الطباع العنيدة أكثر من الألوان الأخرى. لذلك لا بد من استخدامه باعتدال عند اختيار أثاث الغرفة.
اللون الأسود
لهذا اللون العديد من الدلالات المختلفة، منها الإيجابيّة، والتي تدفع الناس نحوه ونحو استخدامه ومنها السلبية التي تنفر الناس منه، لأنّه يدُل على الغموض، والتمرد، والجاذبية، والأناقة، والرسمية، والعمق والتحدي وفي الوقت ذاته يرمز إلى الاكتئاب والشر، وهو لون القوة يضيف جاذبية وقوة إلى رسالة طفلك وعند استخدامه كثيرًا، فيمكن أن يساهم في أن يبدو التصميم أنيقًا ورائعًا. لكن احذري حتى لا يجعل غرفة نوم طفلك داكنة وثقيلة جدًا.الأسود، فهذا اللون يرسم الاستسلام. يجده البعض أنيقاً ومتطوراً، لكنه قد لا يكون خيارًا رائعًا للون الخلفية خاصة على الجدران. في غرفة طفلك، حيث يمكن تصور أن اللون الأسود في غرفة الدراسة يؤدي بالطفل إلى الاستسلام لكل ما يقرؤه، بحيث يفقد القدرة على التحليل في النتائج العملية لأفكار الدرس.
قواعد لاختيار لون جدران غرفة طفلك
- اختاري اللون الذي يرتبط بحالة الطفل المزاجية، لذلك يجب الأخذ بعين الاعتبار مزاج الطفل قبل البدء بالاختيار. الذي يمكن أن يعزز أو يحبط عقله.
- خذي بعين الاعتبار أن الطفل. يحتاج إلى جو داخلي يساعده على النمو والاستكشاف، لذلك يجب البحث عن خيارات تبعد الطفل عن التوتر.
- ثقي تماماً بأن خيارات الألوان المتوازنة في أثاث الغرفة تحسن أداء الأطفال في المدرسة. لذلك يعمل التصميم الداخلي على تحقيق هذا التوازن من خلال الإضاءة، واللون، والفن، لتصبح ردة فعل الطفل إيجابية، تحفزه حتى عندما يصل إلى تحصيله الأكاديمي.
- يجب مراعاة التأثيرات النفسية لكل لون قبل اختيار لون غرفة طفلك. مكان قطع الأثاث يجب أن تعطيه القليل من الطاقة الإيجابية أيضاً ما يجعل الطفل سعيدًا!
- حاولي إشراك طفلك وأخذ رأيه في اللون الذي يفضله، فربما تختلف خياراته عمّا تحبين.
- إذا ابتعدت عن لون ما بسبب طاقته السلبية، فهذا لا يعني الاستغاء عنه تماماً، إذ يمكن اختيار بعض الإكسسوارات التي تتوزع في أماكن مختلفة من الغرفة.
صفات الطفل حسب اختياراته للألوان
- إذا اختار طفلك اللون الأحمر فهو يدل على الإثارة، ويميل إلى الحب والحنان وعند البعض يفسر بالعدوانية وذلك على حسب الرسمة فلو كان يلون وردة فهذا دليل على الحب والحنان أما إذا كان يلون مشهد دم أو مسدس فهذا دليل على العدوانية.
- إذا اختار اللون الأصفر فهذا يدل على أن الطفل مبدع ونشيط.
- إذا اختار اللون الأزرق فهو يتمتع بالهدوء والخيال الواسع كبحر يسبح فيه.
- إذا اختار اللون الأخضر فهذا يدل على أنه يميل إلى حب التملك وأنه مقنع جدًا وحيوى يحب الحركة والنشاط.
- إذا اختاراللون الأسود فهذا يدل على أن الطفل لديه عزة نفس عالية وكرامة.
- إذا اختار اللون البنى فيدل هذا على شخصية قوية وجادة وحازمة.
- إذا اختار اللون البرتقالى فهذا يدل على الطموح والإبداع والطاقة الإيجابية.
إليك خطوات مدروسة.. لتوازن سلوك الطفل بين البيت والمدرسة