برع سكان منطقة الأحساء في صناعة البشوت أو ما تعرف بـ «المشالح» التي اشتهرت على امتداد الوطن العربي منذ القدم «بالبشت الحساوي»، حيث يعتبر الزي الرسمي للسعوديين في الاحتفالات والأعياد والمناسبات إضافة إلى حرص الملوك والأمراء والشيوخ ورجال الأعمال على ارتدائه فهو مصدر للوجاهة والوقار ونوع من الحفاظ عليه كقيمة تراثية في دلالة على جودته ونوعيته التي ميزته عن بقية الصناعات المحلية والعربية والأجنبية في حياكتهم للبشوت. ولأن هذه المهنة المحلية متوارثة في مدينة الأحساء فذلك يعزز السياحة فيها من خلال تقديمه هدية للسياح كمنتج حرفي راق.
نتعرف أكثر إلى البشوت الحساوية وألوانها ومتى يلبس كل منها.
• ماذا نقصد بكلمه بشت أو المشلح؟ وما هي طريقة ارتدائه؟
- هو عباءة يرتديها الرجل فوق ثيابه لتمثل ما يمكن اعتباره تتويجاً للشكل العام للرجل في السعودية، كما يعد رمزاً ثقافياً عميق الارتباط بالهوية العربية، حيث يعود استخدامه في الجزيرة العربية إلى أكثر من 2000 عام، مروراً بعصور صدر الإسلام وما بعدها.
- يبدأ لبس البشت من الأكتاف وحتى القدمين، ليس له أكمام ولكن له فتحتان من أجل إخراج اليدين من خلالهما والطريقة المتعارف عليها في لبس البشت عند الشعب السعودي هي أن توضع اليد اليمنى داخل الكم الأيمن وتبقى في الخارج للمصافحة والسلام مع إبقاء اليد اليسرى في الداخل لتلملم أطراف المشلح عند المشي والحركة. كما أنه يوجد فيه «زري» يبدأ من الكتف إلى فتحة اليدين ولكن هناك نوع آخر لا يحتوي على تطريز الزري ويستعاض عنها بوجود خيوط أخرى.
• أبرز نقشات البشوت:
الملكي- المربوع- المتوسع- القابوس –المخموس - الطابوق –الخلية.
• أهمية البشت التاريخية:
يستمد «البشت» أهميته التاريخية كونه كان هدية النبي صلى الله عليه وسلم إلى كعب بن زهير عندما جاءه مسلماً متخفياً بعد أن أهدر دمه فأهداه بردته (التي تعرف حالياً باسم البشت)، كما عرف البشت في الأحساء منذ عقود طويلة وتؤكد كتب التاريخ أن أهل الأحساء برعوا في إتقان صناعة البشوت يدوياً منذ العصور الأولى لظهور الإسلام وتوارثوها جيلاً بعد جيل.
• متى يرتدي السعوديون البشت؟
يرتدي الشخص العادي البشت لمرات قليلة في حياته لأنه من أكثر أنواع الملابس قوة في دلالاته الاجتماعية فهو مرتبط ذهنياً بالهيبة والوجاهة وعلو المنصب، كما أنه يحيل التوقعات إلى مكانة قيادية في المحيط القبلي أو العائلي حيث يقترن ارتداؤه بكبار رجال الأعمال، بالإضافة إلى أنه يعد الرداء المعتاد لأئمة المساجد.
ويزيد الإقبال على شراء (المشالح) في المناسبات، فلبس البشت مقترن بالفرح، ويعطي انطباعاً عن السعادة ويبعث على الانشراح والسرور، ومنها اعتاد الجميع لبس البشت ليلة الزفاف في الأعراس، حيث يحرص كل عريس على شراء بشت خاص به، فهو العلامة الأبرز لمظهر السعوديين خلال مناسباتهم التاريخية، لذا فتجد الكثير ينتزع البشت في حالة الحزن ليعطي شعوراً للآخرين بمقدار تأثره لهذا الحزن أو الفقد.
• بروتوكول ارتداء البشت «المشلح» السعودي:
للمشلح خصوصية كبيرة لدى السعوديين وهو جزء أساسي في اللباس الوطني السعودي هناك آداب وبروتوكولات خاصة لارتداء المشلح في المناسبات الرسمية ويقسم البشت إلى نوعين الصيفي والشتوي أو ما يعرف «بالفرورة»
وجرت العادة أن ترتبط درجة اللون المفضل استخدامها بتوقيت ارتداء البشت، حيث يفترض أن يكون غامقاً أكثر كلما اقترب التوقيت من ساعات الليل وصولاً إلى اللون الأسود.
- اللون الأسود: يلبس المشلح الأسود في حفلات الاستقبال الرسمية ومرافقة الوفود الزائرة وعند تمثيل المملكة في المناسبات الخارجية، حيث من المعروف أن اللون الأسود مع الزري الذهبي هو للمناسبات الرسمية والخاصة كالديوان وخلافه، أما عن الأسود مع الزري الرمادي يكون مناسباً للعرسان في الملكة، حيث إن الأسود والذهبي يدلان على المقام العالي كالشيوخ والرجال الكبار في السن وذوي المنصب المرموق.
-السكري أو الأبيض: للأعياد والمناسبات الصباحية.
-البني الفاتح: لما بعد الظهر.
-البني الداكن: لما بعد المغرب.
- الرصاصي: للارتداء صباحاً ومساءً.
• جودة البشت:
تختلف البشوت من حيث الأنواع والأسعار والنقشات، فكلما زادت جودة البشت زاد سعره. وتصنع البشوت من أصواف الجمال والماعز، حيث يتم غزل هذه المادة وذلك يستغرق مدة زمنية، ثم بعد ذلك يصنع منها القماش الذي يكون جاهزاً لاستخدامه فنجد الكثير من الشخصيات تفضل صناعته يدوياً لجودته العالية ومظهره الجمالي الأخاذ الذي يفوق ذلك المصنوع آلياً.
للمشاركة في الحملة:
يمكن لكل من يرغب في المشاركة إرسال ما يريد التعبير عنه في فيديو أو صورة أو تسجيل صوتي أو رسالة مكتوبة إلى البريد الإلكتروني للحملة:
أو:
كما يمكن إضافة الاسم والمدينة ورقم الهاتف لمن يرغب بالتواصل معه مباشرة.
أو عن طريق الرابط التالي: