الشخصية هي شيء يميل الناس إلى التفكير فيها كثيراً. عندما نلتقي بأشخاص جدد، سواء من خلال العمل أو المدرسة أو المناسبات الاجتماعية، فغالباً ما نركز على شخصيتهم من الفور. سواء كانوا لطفاء أو متعاونين أو منفتحين أو خجولين، فهذه مجرد بعض الأشياء التي نقيّمها في أثناء تقييم الأشخاص من حولنا.
لا تتضمن الشخصية السمات الفطرية فحسب، بل تشمل أيضاً تطوير الأنماط المعرفية والسلوكية التي تؤثر في طريقة تفكير الناس وتصرفهم. المزاج هو جزء أساسي من الشخصية التي تحددها السمات الموروثة.
شخصيتنا هي التي تجعلنا ما نحن عليه، ولكن كيف تتشكل شخصياتنا بالضبط؟ بحسب الدكتورة أميرة حبراير الخبيرة النفسية؛ لقد كان تطوير الشخصية موضوعاً رئيسياً للاهتمام لبعض أبرز المفكرين في علم النفس. منذ بداية علم النفس بوصفه علماً منفصلاً، اقترح الباحثون مجموعة متنوعة من الأفكار لشرح كيف ولماذا تتطور الشخصية.
يشير تطور الشخصية إلى كيفية ظهور أنماط السلوك المنظمة التي تشكل شخصية كل شخص الفريدة بمرور الوقت. تدخل العديد من العوامل في التأثير في الشخصية، بما في ذلك العوامل الوراثية، والبيئة، والأبوة والأمومة، والمتغيرات المجتمعية. ربما أهم من ذلك أن التفاعل المستمر لكل هذه التأثيرات هو الذي يستمر في تشكيل الشخصية بمرور الوقت.
1. الوراثة
بعض خصائص سلوكنا وراثية نرثها. بعض السمات مثل الطول الجسدي، والنحافة، والبراعة، والقدرة الفكرية، والقدرة على التعلم، والقوة، وما إلى ذلك موروثة أيضاً. كل هذا له تأثير كبير في أنماط سلوكنا.
2. الخلفية العائلية
تشكل الحالة الاجتماعية والاقتصادية للأسرة وتعليم الوالدين وأفراد الأسرة الآخرين شخصية الفرد إلى حد كبير. في الواقع، يحاول أفراد الأسرة أنفسهم التأثير في سلوك الأطفال في محاولة يائسة لتشخيص قيمهم وأدوارهم وما إلى ذلك.
3. طبيعة الأشخاص الذين نتفاعل معهم
يؤثر الناس في بعضهم بعضاً وهذه التأثيرات تشكل الشخصية؛ لهذا السبب، غالباً ما نقول إن شخصية الفرد تتطور باستمرار وتتشكل طوال حياته.
4. الثقافة
تشكل الثقافة قيمنا الشخصية وميولنا. إنها السمة الفريدة لمجموعة اجتماعية. القيم والمعايير المشتركة بين أعضائها تميزها عن المجموعات الاجتماعية الأخرى. جوهر الثقافة هو البرمجة الجماعية للعقل.
وفقاً للمفاهيم الأنثروبولوجية، ترتبط الثقافة بنظام مشترك من المعتقدات والمواقف والممتلكات والسمات والعادات والقيم التي تحدد سلوك المجموعة. القيم هي افتراضات حول «كيف يجب أن تكون الأشياء» في المجموعة. وبالتالي، تلعب الثقافة دوراً مهماً في التأثير في سلوك الفرد.
