من الأمور التي تشغل بال الكثير من المتزوجين موضوع تحسين العلاقة الحميمة في جانبين: الأول هو تحسين الأداء والممارسة الحميمة خاصة عند الرجال، الجزء الثاني من المسائل التي تشغل بال الكثيرين سواء من الرجال أو النساء، هو ما يتعلق بالإثارة سواء لدى الشخص نفسه أو لدى الشريك، وفي الحقيقة هناك جانب ثالث لا يدركه الكثيرون، وهو الجانب المتعلق بالتناغم بين الزوجين حتى خارج نطاق الممارسة الحميمة.
وهنا نتحدث عن أهمية الدلال العاطفي بين الزوجين وكيفية الاستفادة من لحظات المتعة في باقي الأوقات، ما يساعد على تحقيق التوازن النفسي والصحة في باقي جوانب الحياة، وقد وجد أن الأشخاص الذين يمارسون العلاقة الحميمة بصورة منتظمة يكونون أقل عرضة للإصابة ببعض الأمراض المزمنة مثل أمراض القلب، أو ما يعرف بالذبحة الصدرية بشرط أن تكون العلاقة الحميمة مستقرة وإيجابية مع شريك الحياة، مع الحرص على رعايتها بصورة دائمة.
الحالة:
الرسالة التالية وصلتني من «أبو أيمن» يقول: إنه تردد كثيراً قبل أن يرسل هذه الرسالة «لا أدري كيف ستنظرون إليّ؟ وما سيكون موقفكم من رسالتي، خاصة وأن المجلة تعنى بمواضيع المرأة، وهو في الحقيقة ما دفعني وشجعني على أن أطلب الاستشارة منكم، فأنا أؤكد أن المرأة لا يفهمها أحد أكثر من المرأة.
مشكلتي أنني متزوج من سيدة رائعة بعد علاقة حب طويلة ومعاناة مرت بها زوجتي حتى تم الزواج، فنحن من مجتمعين مختلفين تماماً، ولكننا متفاهمان جداً في كل نواحي الحياة، إلا في موضوع العلاقة الحميمة، فقد عجزت حقيقة أن أعرف كيف أجعل زوجتي سعيدة في هذه العلاقة، على الرغم من أنني حريص على النظافة والأناقة معها حتى بعد مرور سبع سنوات على الزواج ولدينا طفلان جميلان، المشكلة أن زوجتي تكون أثناء العلاقة سلبية جداً وتطلب أن أقوم أنا دائماً بكل العملية، ثم تطلب مني أن أحضنها حتى تنام، حقيقة عجزت عن تحفيزها على التغيير إلى درجة أنني أحضرت لها بعض الأفلام الساخنة، ولكنها ترفض أن تشاهدها معي قائلة إن هذا تمثيل ولا يريحني، بعض الأصدقاء المقربين نصحني بأن «أعيش حياتي»، وأترك الأمر كما تريد زوجتي، ولكني رفضت، فالخيانة الزوجية خط أحمر في حياتي، وزوجتي هي فعلاً شريكة حياتي، ولكن كما يقول المثل العربي «الحلو ما يكمل»، أرجوك ساعديني، هل هناك خلل ما عند زوجتي؟ هل أنا السبب؟ ما العمل؟ أرجو المساعدة.
اقرأ أيضا.. 5 مقومات للنظافة تثير الرغبة الجنسية
الإجابة:
أخي السائل: أولاً شكراً لك مرتين «الشكر الأول لثقتك ب"سيدتي"»، وتأكد أن هذا الباب يحرص على تقديم المشورة لمن يحتاجها من النساء أو الرجال بدون أي تفرقة، الشكر الثاني «لمدى اهتمامك بزوجتك وحرصك على تحسين العلاقة الحميمة»، وهو أمر أصبح نادر الوجود في هذا الزمن، وبخاصة حرصك على البحث عن العلاج الصحيح بعيداً عن النصائح السلبية التي دائماً ما تكون نتائجها كارثية، وتزيد الأمر تعقيداً.
وهنا يجب توضيح بعض الحقائق العلمية حول العلاقة الحميمة والاختلاف بين الرجل والمرأة:
أولاً: تحتاج معظم النساء إلى الإثارة الحسية والسمعية اللفظية المرتبطة بالمشاعر الحميمة، في حين تحصل الإثارة لدى معظم الرجال من أشياء أخرى مثل حاسة الشم، النظر، التخيل، وقد وجد أن معظم النساء يحتجن إلى وقت أطول من الرجال لحدوث الإثارة، كما وجد أن معظم الرجال يصلون إلى مرحلة الذروة أسرع من النساء، وقد ينجم العديد من المشكلات بين الزوجين؛ نتيجة عدم معرفة مثل هذه الفروقات في التوقيت الفسيولوجي أثناء العلاقة الحميمة.
ثانياً: هل تشعر بأن زوجتك لديها خجل من الممارسة، وهل الاختلاف، الذي ذكرته في الجانب الاجتماعي يشمل أي اختلاف في مستوى الثقافة الجنسية بينكما؟ فكما هو معروف لا يزال هناك العديد من الأسر التي تربي البنت على أنها يجب أن تكون سلبية في التفاعل مع الزوج، حتى لا يظن بها الظنون، وهو أمر مؤسف لا نزال نرى تبعاته حتى في عصرنا الحديث، وحتى مع التقدم الهائل في الثقافة الجنسية الصحيحة، والتي لا تزال مسكوتاً عنه في العديد من المجتمعات العربية، وأعتقد بعد مرور هذه الفترة على زواجكما تستطيع أن تقيم مستوى تلك الثقافة لدى زوجتك، مع الحرص على تشجيعها على أسلوب «تبادل الأدوار أثناء العلاقة الحميمة بينكما»؛ بحيث تصبح أكثر جرأة وقدرة على التفاعل، خاصة اللفظي بينكما أثناء العلاقة وشجعها على التعبير عما تشعر به، وعما تفضله من أساليب أو أوضاع حميمة، ويمكن أن تبدأ أنت بنفسك أولاً تحدثها عما يريحك من كلمات حميمة، وعن الأوضاع الأكثر إثارة لك بحيث تخرج من نمطية المراقب لأدائها الجنسي إلى المستمتع بالأداء الحميم.
ثالثاً: هل سبق وناقشتها في العلاقة الحميمة بشكل عام، والتعرف عما إذا كان لديها أي آراء سلبية تجاه هذه العلاقة، ففي بعض الحالات قد تشعر الزوجة بنوع من الخوف أو القلق من الأداء الحميم نتيجة صدمات سابقة، خاصة ما يتعلق بالتحرش أثناء الطفولة، ما قد يسبب الشعور بالخوف أو حتى عدم الرغبة والنفور من العلاقة الحميمة بشكل عام، ولذلك السبب تحذر كل المنظمات المعنية بالطفولة، وحتى جميع المختصين من خطورة تعرض الطفل للتحرش، والأخطر هنا إذا كان الإيذاء ناتجاً من أحد المحارم، في مثل هذه الحالات يكون العلاج أولاً بالاستماع إلى مخاوف الزوجة، وتفهم الأمر، وقد تحتاج إلى العلاج المتخصص إذا ما كانت تعاني من اضطرابات ما بعد الصدمة، والتي عادة ما تصيب عدداً من الضحايا وتستمر الأعراض حتى في مرحلة النضج وتؤثر سلباً على العلاقة الحميمة، أو حتى تؤدي إلى العزوف التام عن الزواج في الكثير من الحالات.
اقرأ أيضا.. ما لا يحبه الرجل على سرير الزوجية
نصيحة
التفهم والرعاية للعلاقة الحميمة يعتبر أحد أهم العوامل، التي تساعد على تحقيق الصحة الجنسية السليمة، والإيجابية بين الزوجين، لعل مؤشر التفاعل المتبادل بين الزوجين أثناء العلاقة الحميمة هو أحد أهم عناصر التشخيص الدقيق لأي خلل يطرأ على هذه العلاقة، وأهم العناصر لتقديم المعونة هو الابتعاد عن الأنانية، وعدم الاستماع إلى نصائح بعض الأصدقاء السلبية، التي قد تؤدي إلى نتائج كارثية يصعب علاجها.
المزيد:
أفضل طرق الحديث عن المشاكل الجنسية