الفشل، أو كما يطلَق عليه في الإنجليزية Failure، من أصعب التجارب التي يمر بها البشر على الإطلاق؛ حيث تختلف أسبابه تبعاً لاختلاف التجربة، ويكون تأثيره سلبياً جداً في حاضر ومستقبل الأفراد، وفي حالتهم النفسيّة أو الفسيولوجيّة، وتفاعلهم مع المحيط الذي يعيشون فيه؛ حيث يعدّ هذا المفهوم مناقضاً تماماً لمفهوم النجاح، الذي يُعتبر من الغايات الحياتية السامية التي يسعى إلى تحقيقها معظم الأشخاص في الميادين الحياتيّة المختلفة، سواء الأكاديميّة، أم المهنيّة، أم الاجتماعيّة، أم الأسريّة، أم غير ذلك.
ووفقا لموقع (femina.in) لتفادي التأثير السلبي للفشل، والوقاية من خوض هذه التجربة المريرة، قالت إيلين ديجينيرز الكاتبة الأمريكية والناشطة في التنمية الذاتية ذات مرة: "الفشل هو الذي يمنحك المنظور الصحيح للنجاح"، هذا صحيح جداً، الإخفاقات هي دروس تعلمنا ما الذي ينجح، وما الذي لا ينجح.. مثل كل الأشياء السلبية الأخرى في الحياة، الفشل ليس دائماً.. إذا كنت تتعاملين مع فشل حديث.
* دليل الوقت الصعب
- افهمي ما تشعرين به
عندما نتطلع إلى شيء ما، ولا يحدث، يمكن أن يزعجنا؛ لذا فإن أول شيء يجب فعله، هو فهم ما نشعر به.. قلِقة، عصبية، خائفة، غاضبة، حزينة.. ما هي المشاعر التي تشعرين بها الآن؟ اسمحي لنفسك أن تشعري بالألم والقلق، ولاحظي الأفكار التي لديك الآن.. قومي بتدوينها حتى تتمكني من بدء عملية التعامل مع هذه المشاعر بطريقة إيجابية.
- استخدمي يديك لإجراء مسح سريع للجسم
في كثير من الأحيان عندما نشهد شيئاً عاطفياً، يتفاعل جسمنا جسدياً معه.. لذلك، قومي بإجراء مسح سريع للجسم من رأسك إلى أخمص قدمك، وفي كل مرة تقومين فيها بتحريك يدك لجزء من الجسم إلى آخر، قومي بالشهيق والزفير من فمك.. هل أجزاء جسمك متوترة؟ إذا كان الأمر كذلك، استرخي، تعالي إلى الخدين، وخط الفك، والأسنان.. هل تشعرين بأن خط الفك مشدود، أو أن أسنانك تتصادم مع بعضها البعض؟ إذا كان الأمر كذلك؛ فحاولي إرخاء تلك العضلات.. أرخي لسانك في قاعدة فمك، هل تشعرين بأي شد في رقبتك أو كتفيك أو صدرك؟ الاسترخاء.. كيف تشعرين بمعدتك، وفخذيك، ورجليك، وقدميك؟ إذا كنت لا تشعرين بقدميك؛ فقومي بتلويح أصابع قدميك.. بمجرد الانتهاء من ذلك، تخيلي فقاعة دافئة من لونك المفضل تتحرك عبر جسمك من الرأس إلى أصابع القدم؛ مما يريح كل شيء متوتر.
- قومي بإعادة النظر في الأفكار التي كتبتها
ارجعي إلى الأفكار التي كتبتها سابقاً، ولكل فكرة سلبية، كما كتبت، حاولي أن تري الجانب المشرق واكتبيها.. على سبيل المثال: إذا كتبت، "كيف يمكنني الفشل؟" اكتب، "لا بأس.. اسمحوا لي أن أرى ما أدى إلى هذا السقوط، وأين يمكنني أن أتحسن".. ثم اكتبي كيف يمكنك تحسينه والمضي قُدماً في هذا الاتجاه.
* استبِقي نتائج الفشل لتتعلمي النجاح بهذه الوسائل
- كوني استباقيةً مع فشلك
لقد كنا جميعاً في مواقف حيث، بغض النظر عن مدى صعوبة المحاولة، ينتهي بنا الأمر بعدم تحقيق أهدافنا.. التأمل في سبب فشلك، في شيء ما بموضوعية من دون لوم نفسك أو الإحباط.. بمجرد أن تفهمي جوهر الفشل، اعرفي ما عليك القيام به، جربي عدة تركيبات.. إذا كان عليك ذلك؛ فحاولي طلب المساعدة من شخص ما أو زميلك أو مشرفك أو صديقك لفهم الطريق إلى الأمام.
- أحيطي نفسك بالأشخاص الإيجابيين
عندما يتعلق الأمر بأية عاطفة سلبية تعانين منها؛ فأنت بحاجة إلى رد إيجابي.. هذا يعني أنك إما أن تخبري نفسك ببعض الأشياء الإيجابية التي فعلتها أو أنجزتها، أو أن تحيطي نفسك بأشخاص ستريحك كلماتهم وتساعدك على التغلب على محنتك.
- التحفيز الإيجابي
شيء واحد لنتعلمه من الفشل، هو كيفية مواجهته، من المحتمل أن نشهد جميعاً قدراً من السلبية والضيق في حياتنا؛ لذا للتأكد من أننا مستعدون لذلك، يمكننا أن نبدأ بالتفكير وإدراج الأشياء التي جعلتنا سعداء، قد تكون أغانيَ يمكنك الاستماع إليها عندما تشعرين بالإرهاق، أو كتباً أو نشاطاً بدنياً يصرفك عما تشعرين به، ويتركك في مكان إيجابي.. ضع قائمة بهذه الأنشطة السعيدة، وفي المرة القادمة التي تشعرين فيها بالإرهاق، انظري إليها ببساطة.. وبالمثل، بالنسبة لجميع إخفاقاتك، اكتبي كيف تعاملت معها وقمت بحلها؛ لذلك في المرة القادمة، يكون لديك هذا في متناول يديك أيضاً، عندما تفشل الذاكرة.. تذكري أن الفكرة لا تتمثل في السقوط من العربة، ولكن العودة إليها إذا وقعتِ.