الجرأة هي صفة الشخص الشجاع الذي يُقدّم على أفعال غير عادية يكون فيها نوع من المخاطرة والإثارة، والإنسان الواثق من نفسه غالباً ما يكون جريئاً، ويُقدم على أفعال تلفت النظر إليه، ويكون قادراً على اتخاذ القرارات الصعبة، وتحمّل المسؤولية الناتجة عنها؛ حيث يمكن الاستعانة بالآخرين وتحديداً الأشخاص الذين يتم اعتبارهم قدوة، ومثالاً لما يريد أن يغدو عليه في المستقبل، فهذا التواصل من شأنه أن يزوّده بالطاقة والاندفاع لمحاربة مخاوفه، والتحلّي بالشجاعة اللازمة.
تقول الدكتورة سناء الجمل خبيرة التنمية البشرية لسيدتي: عادةً الأشخاص الجريئون هم الذين يحدثون التقدّم والتطور في الحياة وفي جميع المجالات، وفيما يلي بعض الخطوات التي تشجع على التقدم والتخلي عن الخجل والتردد؛ ليصبح الإنسان أكثر جرأة في حياته ومع الأشخاص من حوله.
خطوات تشجع على الجرأة والتخلي عن الخجل
- ملاحظة أسلوب وتصرفات أحد الأشخاص الجريئين ومحاولة تقليده:
وبعد ذلك يمكن الذهاب إلى مكان جديد والالتقاء بأشخاص جدد والتصرف بجرأة واندفاع مع الآخرين، وستكون تجربة جميلة ومدهشة، ومع الأيام سيقتنع الإنسان بهذا السلوك الجريء، ويصبح جزءاً من شخصيته ويعتاد التصرف بهذا الأسلوب مع الآخرين.
-المبادرة وعدم التردد:
إذا شعر الإنسان بالتردد وخاصة في التفاعل مع الآخرين، فيجب نسيان الكبرياء والبدء بالخطوة الأولى كدعوة صديق إلى العشاء بعد العمل أو شراء تذكرتين لحفل موسيقي والذهاب مع صديق أو صديقة، والمهم في الأمر هي المبادرة، وعدم التردد والخوف من اتخاذ خطوة إيجابية جريئة تجاه الآخرين.
-القيام بشيء لا يمكن التنبؤ به:
يمكن القيام بشيء غريب سواء في شخصية الإنسان أو مظهره، وأن يعطي انطباعاً جريئاً ومختلفاً عن نفسه؛ كارتداء الكعب العالي أو زيّ رسمي غريب أو نمط ملابس مغاير للعادة، فالأشخاص الجريئون لا يشعرون بالخوف من تجربة أي شيء جديد لا يناسب شخصيتهم أو مختلف عنها نوعاً ما.
-طلب أي شيء يريده الإنسان:
يشعر الناس عادةً بأن الطلب أو السؤال أمر وقح وغير لائق، ولكن ينطبق هذا الأمر على الأشياء التي لا يستحقها الإنسان، ولكن في حال شعر أنه بحاجة لشيء ما وهو يستحقه فعلاً فعليه أن يطلبه بكلّ وضوح ودون خجل؛ كطلب رفع الأجر من مدير العمل أو طلب الخصم عند شراء بعض الحاجيات من أجل التوفير أو طلب توضيح أي فكرة غير مفهومة، أو حتى طلب المساعدة من الأصدقاء والأهل والجيران.
الخطوات الداخلية لاكتساب الجرأة
- تحمّل المخاطر:
يوجد فرق كبير بين التهوّر وقبول المخاطر، فالأشخاص المتهورون لا يقبلون المخاطر ولا يفكرون بها أصلاً، أما الشخص الجريء فيدرك مخاطر أي فعل يقوم به ويمضي قدماً في القرار الذي اتخذه ويتحمّل مسؤوليته، ويكون مستعداً لقبول نتائجه وعواقبه في حال الفشل، لذلك يجب التحلّي بروح المغامرة واقتناص الفرص المناسبة وعدم الخوف من خوض التجارب الجديدة، وأيضاً من المهم عدم الخلط بين أن يكون الشخص جريئاً وأن يكون عدوانياً فيفرض آراءه، وأفعاله على الآخرين.
-اكتشاف النفس:
إذا لم يعرف الشخص نفسه جيداً فمن المستحيل أن يكون جريئاً، فيجب على الإنسان أن يقدر نفسه، ويعرف الأشياء الفريدة في شخصيته، ويبرزها للآخرين ويفخر بها، وبهذا سيكون جريئاً وواثقاً من نفسه بما يملك من صفات فريدة وجذابة.
-التغلّب على الخوف:
يحتاج الشخص في بعض الأحيان إلى أن يضع لنفسه قواعد بسيطة بخصوص الأمور التي تسبّب له القلق والخوف في حياته؛ لتصبح شخصيته أكثر جرأة في نواحي الحياة المختلفة، بالإضافة إلى أنّ ذلك يجعله قادراً على التغلّب على المشاكل قبل ظهورها.
-بناء الثقة بالنفس:
تعدّ الثقة بالنفس من أفضل الطرق التي تجعل المرء أكثر جرأة، فكلّما ازدادت ثقته بنفسه وقدرته على التعامل مع الأمور يشعر بالأمان أكثر، ويتم بناء الثقة بالنفس بشكل تراكمي من خلال إثراء المعرفة، وإتقان المهارات، واكتساب الخبرات؛ حيث إنّ معرفة حقائق الأمور يجعلها غير مخيفة ولا تدعو للقلق، فيشعر الشخص بأنّ بإمكانه أخذ الاحتياطات اللازمة بخصوصها، أمّا إتقان المهارات سواءً كانت بالتحدّث أمام الجمهور، أو بإجراء مقابلات عمل أو غيرها، فيبعد التركيز عن الخوف من الفشل، كما أنّ زيادة الخبرات تجعله قادراً على مواجهة العوائق أكثر.
-الدعم من المقرّبين:
يحتاج الأشخاص للدعم والتشجيع من المقربين على مدار سنوات الحياة في الأمور المختلفة؛ حيث يمكن للأصدقاء وأفراد العائلة أن يؤثروا بشكل إيجابي على الشخص؛ لجعله أكثر جرأة ورغبة في الوصول إلى مبتغاه، فالتغيير ليس أمراً سهلاً، وقد يحتاج لبعض الوقت؛ لذا يجب الاستعداد لاتخاذ قرارات من شأنها المساعدة على الوصول إلى الأهداف، كأن يصبح المرء أكثر جرأة في حياته.