تتطور صناعة الأزياء بوتيرة سريعة، وغالبًا ما يشار إليها باسم "الموضة السريعة" وهو مصطلح معاصر يستخدم في تجارة التجزئة للأزياء للتعبير عن التصاميم التي تنتقل من منصة عرض الأزياء مباشرة لتواكب اتجاهات الموضة الحالية. ولكن ما علاقة صناعة الأزياء بتلوث البيئة؟
في عام 2018 أنتج قطاع الموضة العالمي، وخاصة صناعة الملابس والأحذية نسبة غازات دفيئة أكثر من إجمالي نسبة الغازات الصادرة من فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة وهى وفقًا لبحث أجرته مؤسسة أبحاث معهد ماكينزي تبلغ حوالي 2.1 مليار طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون - أي ما يقرب من 4 في المائة من إجمالي الانبعاثات العالمية. بالإضافة إلى ذلك، فإن صناعة الأزياء مسؤولة عن 10 في المائة من انبعاثات الكربون العالمية السنوية، وهو رقم أكثر مما تنتجه جميع الرحلات الجوية الدولية والشحن البحري مجتمعين. وبالتالى سترتفع انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري في صناعة الأزياء بأكثر من 50 في المائة بحلول عام 2030.
إعادة تدوير الملابس
في الواقع، تظهر الأبحاث كذلك أن أقل من 1 في المائة من الملابس المستعملة يتم إعادة تدويرها، مما يدل على أن قطع الملابس هذه تنتهي في النفايات. لذلك ينتشر الآن الوعي حول الاستدامة في الموضة بسرعة وأصبح اتجاه يختاره الكثيرون من المصنعين والمستهلكين، حيث تخلق الموضة المستدامة نموذج عمل له تأثير إيجابي على البيئة، وتشجع على إعادة التدوير وإعادة الاستخدام، وتعزز أسلوب حياة أكثر اتزاناً، وتقلل الاستهلاك، وتشجع على عادت شرائية أكثر وعياً.
بالنظر إلى التوجه للإستدامة فى الموضة والأزياء في الإمارات العربية المتحدة، ثمة عدد قليل من المتاجر للملابس المستعملة الفاخرة التي يمكن إعادة استعمالها، كما قامت شركة صغيرة مؤخراً مقرها في دبي بتطوير خيوط عالية الجودة مصنوعة من زجاجات المياه البلاستيكية المعاد تدويرها. حيث تدعم تلك التدابير المتبعة في الإمارات العربية المتحدة قضية الإستدامة وبناء صناعة أزياء أكثر وعياً بالبيئة.
بدائل للمنتجات الكيماوية
هناك طريقة أخرى مستدامة لإنتاج الأقمشة وهي استخدام الأصباغ النباتية كبديل للمنتجات الكيماوية والبترولية القائمة على الرصاص. باتباع هذه العملية للاستخراج، حيث يمكن لصناعة النسيج استخلاص أصباغ التلوين من النباتات، وهي طريقة صديقة للبيئة.
يمكن للواقع الافتراضي (VR) كذلك أن يكون طريقة أخرى لتعزيز الاستدامة في الموضة، ويمكنه دعم المستهلكين من خلال توفير تمثيل مرئي لأنفسهم وهم يرتدون الملابس وبالتالي تقليل الضغط على المتاجر وإبطاء اتجاه الموضة السريعة.
إن الشفافية وإمكانية التتبع هي أيضًا جوانب رئيسية لبناء صناعة أزياء مستدامة. ويمكن أن تساعد التطورات مثل تقنية blockchain في جعل الصناعة أكثر انفتاحًا، ويمكنها تسجيل معلومات سلسلة التوريد وإتاحتها، مما يثبت صحة المنتجات. وفوق كل هذا هو عامل التعبئة والتغليف، فمعظم ملصقات الأزياء العالمية تستخدم البلاستيك كوسيلة للتعبئة ولكن البدائل المستدامة المصنوعة من البوليمرات القابلة للتسميد متوفرة حاليًا. وهي مصنوعة من موارد متجددة وتقلل من انبعاثات الكربون وإنتاج النفايات.
لذلك يجب أن تتحد صناعة الأزياء بما في ذلك الأوساط الأكاديمية لتلبية الحاجة إلى الاستدامة في الموضة والحلول والممارسات المبتكرة المتعددة التي يمكن اعتمادها. وعلى سبيل المثال، في جامعة هيريوت وات دبي، تم تصميم درجة البكالوريوس (مع مرتبة الشرف) في تصميم العلامات التجارية والترويج للأزياء لتلبية احتياجات صناعة الأزياء للمهنيين الذين لديهم فهم كامل للجوانب التجارية للقطاع بالإضافة إلى مهارات التصميم الإبداعي التي من شأنها دعم وتطوير عقلية مستدامة تجاه الصناعة مع التركيز أيضًا على الربحية، مثلما صرحت فانيسا نورثواي ، نائب المدير في جامعة هيريوت وات دبي والرئيس المشارك فى كلية المنسوجات والتصميم.