التعلم لا يقتصر على الفصول الدراسية فقط، إذ تعد المتاحف بيئات تعليمية مهمة وتوفر إمكانات تعليمية كبيرة، حيث تزود المجموعات المعروضة في المتاحف الطلاب بعلاقات ملموسة بالوقت أو المكان أو الأحداث أو الأشخاص وتسمح لهم بتجربة تطور التاريخ البشري والتراث الثقافي، سيدتي التقت هبة الله مجدي خلف، المشرف العام على أحد المتاحف بالإسكندرية، لتخبرك عن أهمية المتاحف التعليمية.
دور التعليم المتحفي في تجربة التعلم
تقول هبة الله لسيدتي: "للتعليم المتحفي دور هام جداً في تجربة التعلم، حيث يطور المتعلمون قدراتهم على التفكير ويتقدمون في القدرات بسبب الجوانب التي يواجهونها بالمتحف، ولا تقتصر تجربة التعلم على الفصول الدراسية. لذلك، تعد المتاحف ضرورية لتوفير بيئة تعليمية ذات إمكانات تعليمية كبيرة. والمتاحف التعليمية تساهم في تنمية مهارات التفكير واكتساب مهارات التعلم مدى الحياة، فهي تحول المنظور النظري الجامد للدراسة لآخر عملي مرن يكرس البعد التطبيقي العملي للبرامج التعليمية المدرسية.
زيارة المتاحف العلمية ودورها في إثراء المناقشات والعمل الجماعي
تثري المتاحف التعليمية وزيارتها باستمرار المناقشات والعمل الجماعي و مشاركة الأفكار بين المشاركين، كما أن الخبرة التي يحصل عليها المتعلمون من المتاحف تجعلهم طلابًا شاملين لديهم فهم متنوع في مختلف جوانب الحياة. لذلك، فإن استكشاف المتاحف يوفر للمتعلمين الاستعداد للمشاركة بحماس في عملية اكتساب المعلومات خارج الفصل الدراسي.وتؤكد هبة الله أن المتاحف المختلفة المنتشرة في جميع أنحاء العالم، تُعد مركزًا للأكاديميات الشهيرة، حيث توفر بيئة محددة لتنمية عقول الطلاب، و تقدم القطع الأثرية والمعارض الضخمة بيئة إيجابية خاصة لتعزيز التعلم بين المتعلمين. إلى جانب ذلك، فإن المجموعة الواسعة من الأشياء المختلفة التي تشير إلى القصص والثقافات المختلفة تثري عقولهم.
تابعي المزيد: مصر تعلن موعد افتتاح طريق الكباش أكبر متحف مفتوح في العالم
كيف تطور بيئة المتحف تجربة التعلم
تقول: "تقدم المتاحف أهمية تاريخية وتجربة فريدة من نوعها تختلف عن القراءة عن شيء ما أو السماع عنه، فتصبح مثل هذه التجارب جزءًا من حياة الطالب، فيمكن أن يتخيلها بسهولة.".والتعليم عبر المتحف يساهم في تقديم تجربة ثرية تغير الحياة التعليمية النمطية، فالوقوف وجهاً لوجه مع الأعمال المتميزة يكرس شعورًا بالفهم لدى المتعلمين. لذلك، فالتعرض الذي يكتسبه الطلاب يتيح لهم تجارب متعددة. إلى جانب ذلك، يمكن للطلاب الحصول على المعلومات بطرق متعددة فعندما يشاهدون العناصر المادية محاطة بالعناصر التي تم تعلمها في الفصل، فإنهم يربطونها بشكل مثالي ويفهمون الموضوع بشكل أكثر دقة. هذا الفهم يجعلهم يواصلون تعلمهم بنجاح، لأنهم يحصلون على درجات جيدة لتمكينهم من التقدم في التعليم.
لماذا يجب أن يكون المتعلمون منفتحين على تعليم المتاحف؟
تقول هبة الله: "الدافع هو من بين الجوانب التي تجعل المتعلمين منتجين في جميع مستويات التعلم. لذلك، فإن إحدى أفضل الطرق هي توفير التعلم خارج الفصل الدراسي. زيارة المتاحف خاصة العلمية تحفزهم على فهم الموضوعات وتنمي لديهم مهارة التفكير النقدي والتوقعات الأساسية لأن المتعلمين يحصلون على محتوى خاص بموضوع معين يعزز فهمهم.".
جوهر التعليم هو توفير المعرفة وتجهيز المتعلمين ليكونوا مواطنين منتجين والتعامل مع القضايا المعاصرة بنجاح. لذلك، فإن تجربة المتاحف العلمية وزيارتها توسع المعرفة العالمية للطلاب وتجعلهم مفكرين جيدين وعقلانيين. وبذلك، يزيد رأس المال الثقافي للمتعلم.
من الضروري أيضًا ملاحظة أن التعلم الرسمي يتأثر بشكل كبير بالتعلم غير الرسمي. لذلك، يعد تعليم المتاحف مثالاً على البيئة غير الرسمية المخصصة أساسًا للتعليم الرسمي. هذا يعني أن جولة واحدة في متحف يمكن أن تقدم للمتعلمين بيانات متعمقة وكاملة حول موضوع ما.
كيف يحقق التعليم المتحفي نتائج أفضل
تقول هبة الله: "من الضروري أن نفهم أن تعليم المتحف محدد الأهداف والأساليب. لذلك، لجعله يحقق نتائج أفضل، يجب على المدربين العمل مع المتاحف والمتخصصين لإنشاء هدف على مستوى المجال يكون مفيدًا للمتعلمين، حيث يحدد الغرض التنفيذي الموجه إلى البرامج المدرسية لجعلها قابلة للحياة للمتعلمين.".
بالنهاية تقول هبة الله يكون للتعليم المتحفي قيمة كبيرة عندما يتم إجراؤه بشكل صحيح، فيقوم المتعلمون بتطوير مهاراتهم في جوانب مختلفة بسبب الخبرة العملية. فلطالما وفر تشكيل زيارات الطلاب وتعليم المتاحف فوائد عميقة.
تابعي المزيد: متحف الفن التشكيلي بجدة التاريخية يوثق أكثر من 100 عمل إبداعي
