تحدثنا كثيراً عن التجميل وطرقه ومتطلباته، ولكن لاحظنا في الفترة الأخيرة وجود الكثير من الشكاوى التي يوجهها مرضى تجميل الأسنان بعد خروجهم من العيادة، فما هي أهم الأسباب التي تؤدي إلى فشل التجميل؟ للإجابة عن هذا السؤال، التقينا في مجمع إيبلا المتخصص لطب وتجميل الأسنان، الدكتور محمد إياد خليل الجراح، الحاصل على إجازة دكتور في طب وتجميل الأسنان منذ العام 1997.
ما هي أسباب فشل الإجراءات التجميلية للأسنان؟
هذا سؤال يحتاج إلى الكثير من الشرح، لأنه متشعب جداً. في البداية تقسم أسباب فشل تجميل الأسنان إلى عاملين:
- الطبيب هو العامل الأول.
- المريض هو العامل الثاني.
غالباً يكون دور الطبيب وتشخيصه عاملاً مهماً في نجاح التجميل، ابتداءً من مرحلة التشخيص، وصولاً إلى العلاج، والانتهاء منه، ويمر ذلك بعوامل كثيرة، هي:
وضع خطة علاجية سريعة للمريض، وعدم إعطاء الحالة التقويمية وقتها الصحيح، فبعض حالات التجميل تتم بعد التقويم، مثلاً حالة بروز وتفرق الأسنان، غالباً ما تتعرض إلى انتكاسة، ولذلك هي بحاجة لمثبت دائم، أو عدم علاج السبب الرئيسي لها، وهي البلع الطفلي الذي يدفع الأسنان.
ما هو البلع الطفلي؟
- هو دفع اللسان الدائم للأسنان أثناء البلع، والذي يبلغ يومياً 1500 مرة، بسبب ضعف عضلة اللسان، والاعتماد على الأسنان، فاللسان بحاجة لدعم أمامي لعمل موجة البلع، وبالتالي يولد تقدم الأسنان.
- أيضاً عدم الاهتمام بوضع الاطباق بشكل سليم بعد وضع عدسات التجميل، وهنا غالباً ما تحدث مشاكل سقوط عدسات متكرر، حتى لو كانت المواد المستخدمة جيدة.
- عدم استخدام مواد جيدة، والاعتماد على المواد التجارية، والتي غالباً ما تؤدي إلى وجود روائح وسقوط للعدسات، أو كسر، أو تغير باللون، أو تحدث مشاكل للأسنان، من تسوس أو التهاب باللثة، وبالتالي فشل عملية التجميل.
- عدم تأهيل المريض قبل، وأثناء، وبعد العمل، وعمل التوعية اللازمة في طرق التعامل مع التجميل، حيث يفترض لكل من قام بالتجميل تجنب أكل المكسرات القاسية، أو الثلج، أو اللبان القاسي، ويجب مراجعة العيادة من 3 إلى 4 مرات سنوياً.
- وأيضاً تفريش الأسنان بشكل يومي، مرتين إلى 3 مرات، واستخدام الخيوط، والخيوط المائية في تنظيف الأسنان.
- خلل أثناء أخذ القياسات، وتركيب العدسات بطريقة خاطئة، كوجود فراغات بينها، أو كتف معكوس يساعد في تجمع الطعام، وبالتالي ظهور الروائح والالتهابات، ومشاكل للأسنان والفم.
تابعي المزيد: الابتسامة الهوليوودية بين الإيجابيات والسلبيات
ما هو الكتف المعكوس؟
- الكتف المعكوس هو منطقة التقاء العدسة، أو التركيبة، مع السن عند اللثة، ويجب أن تكون على خط مستقيم، أو بمستوى واحد، وعدم حدوث ذلك يعني كتف معكوس.
- عدم تشخيص حالة المريض بشكل جيد، وبالتالي عدم عمل العلاجات اللازمة قبل إجراء التجميل، كعمل عدسات على أسنان قابلة للتسوس، وبها الكثير من الحشوات، أو وضع عدسات، أو تركيبات على أسنان علاج العصب بها سيئ، أو عدم التعويض عن الأسنان الخلفية، وبالتالي الضغط بالطعام على الأمامية ومنطقة التجميل.
هل هناك من عوامل أخرى لفشل التجميل؟
هناك عوامل خاصة بطريقة حياة المريض، منها:
- العادات السيئة، والتي تعد من أهم الأسباب التي تسبب مشاكل بعد التجميل، مثل قضم الأظافر، وفتح الأشياء بالأسنان، وأكل الثلج والمكسرات القاسية، وأكل اللبان العربي القاسي، وأيضاً وضع اللسان بين الأسنان بشكل دائم، كلها أمور تساهم في حدوث مشاكل في التجميل.
- العناية الفموية السيئة، مثل عدم الانتظام في تفريش الأسنان، أو التفريش بطريقة خاطئة، رغم أن العيادة قامت بعمل التوعية اللازمة للمريض قبل إجراء التجميل، وأيضاً هناك من ينسى تفريش اللثة، حيث يعتقد الكثير من الناس بأنه عند نزيف اللثة يجب الابتعاد عنها، وعدم تفريشها حتى تتعافى، وهذا خاطئ جداً، لأن اللثة بحاجه إلى التفريش مثلها مثل الأسنان. وإزالة بقايا الطعام عنها، وعمل مساج لها لتجديد الخلايا وتنشيط الدورة الدموية، وبالتالي تعزيز المناعة بها، حيث يجب أن تكون اللثة محافظة على قوام قشر البرتقال، وفي حال حدوث نزيف مستمر لمدة 3 أيام عند التفريش لابد من زيارة الطبيب.
- عدم مراجعة العيادة بشكل دوري، وعمل تنظيف وصورة أشعة، حيث يحتاج كل شخص لعمل صورة أشعة سنوياً، وعمل تنظيف بالعيادة كل 3 إلى 4 أشهر.
- حدوث مشاكل بالأسنان الخلفية، وعدم إجراء العلاج اللازم، مثل فقد سن مثلاً وعدم التعويض عنه، يؤدي لحدوث فراغات بين الأسنان وحركة أسنان غير مرغوبة، وبالتالي فشل التجميل.
- عدم شرب كميات كافية من الماء، وبالتالي حدوث جفاف فموي، أو يكون المريض لديه عادة التنفس الفموي أثناء الليل، فيحدث جفاف، كلها عوامل تساهم في فشل التجميل، ويسبب بمشاكل في اللثة والأسنان، لأن الجفاف يضعف المقاومة اللثوية، ويزيد من الجراثيم وبالتالي تفاقم المشاكل.
هل للحمل علاقة أيضاً في فشل التركيب والتجميل؟
في فترة الحمل تزيد نسبة التغيرات الهرمونية عند الحامل، ما يؤدي إلى نشوء وسط حامضي بالفم، والتهابات لثوية تختلف بالحدة من سيدة إلى أخرى، وعدم الاهتمام بتنظيف الأسنان في هذه الفترة، سوف يزيد من حدة المضاعفات والمشاكل.
تابعي المزيد: فاطمة القديحي أول سعودية في لجنة اختبارات البورد الأمريكي
هل هناك مسببات مرضّية أيضاً؟
- بعض الأمراض الطارئة (المؤقتة أو المزمنة الدائمة):
في كثير من الأحيان نصادف سيدات يعانين من سمنة مفرطة فيلجأن إلى عمل رجيم قاس قد يؤدي لحدوث فقر دم، أو خلل في عمل الأجهزة المناعية، كل ذلك قد يساهم في التأثير على التجميل.
- الضغط النفسي العالي:
التوتر الدائم غالباً ما تنعكس نتائجه على الفكين، وتؤدي لحدوث عادات غير مرغوبة، مثل صرير الأسنان، وهذا من أشد العوامل تأثيراً على التجميل، حيث قد يفشل التجميل تماماً، فالصرير الليلي يسبب تآكل الأسنان، وغالباً ما تنكسر العدسات، أو تقع بسببه، والمريض لا يشعر بالأمر إلا بعد فوات الأوان.
كيف يمكن اكتشاف صرير الأسنان بشكل مبكر؟
عادة صرير الأسنان يرافقها التوتر والضغط النفسي والقلق، وغالباً ما يلاحظ الشخص بأن أسنانه متعبة جداً عند الاستيقاظ من النوم، حيث يتم عمل ضغط رهيب عليها أثناء النوم، ويكون الضغط على الفكين والعضلات. فالمراجعة الدورية للمريض ستحد من تلك المشاكل، كما أن الطبيب المعالج يستطيع الكشف المبكر عليها، وذلك بأخذ صورة شعاعية، حيث توجد الكثير من العلامات الشعاعية والتي تدل على حدوث الصرير الليلي، بالإضافة إلى الأعراض السريرية.
هل تؤثر الأدوية كذلك على فشل تجميل الأسنان؟
هناك تأثير يذكر لبعض أنواع الأدوية التي تؤدي إلى نقص المناعة، كالأدوية التي تحتوي على الكورتيزون، والتي يتم استخدامها لفترات طويلة، تسهم بشكل سلبي على التجميل، وبعضها يساهم أيضاً في تقليل نسبة اللعاب.
تابعي المزيد: كم يدوم تجميل الأسنان بالعدسات اللاصقة؟ Cosmetic Dentistry