بهدف إعادة إحياء القصص والبطولات المرتبطة بالتاريخ السعودي في الدرعية، أطلقت هيئة تطوير بوابة الدرعية ممثلةً بإدارة الاعتماد التاريخي والثقافي مبادرة "المشراق"، وتضمّنت المبادرة أربع جلسات روائية شهرية لرواة الأدب الشعبي السعودي.
"بوابة الدرعية" تطلق جلسات مبادرة المشراق الروائية لتناول التاريخ السعودي
عُقدت الجلسة الأولى منها في شهر سبتمبر 2022 في مكتبة الملك فهد الوطنية ضمن فعاليات الاحتفاء باليوم الوطني 92، حيث تناولت "قصة الملك عبدالعزيز واسترداد الرياض". أما الجلسة الثانية فسلّطت الضوء على "شخصية الإمام محمد بن سعود" والتي عُقدت في شهر أكتوبر الماضي في المعهد الملكي للفنون التقليدية، في حين عقدت الجلسة الثالثة في شهر نوفمبر الجاري على قصة "غالية البقمية" وهي امرأة سعودية سجّلت موقفًا بطوليًّا في مقاومة الجيوش العثمانية الغازية في زمن الدولة السعودية الأولى, والتي عقدت في جامعة الفيصل. كما ستُخصّص الجلسة الرابعة - وهي الختامية من هذا الموسم - للحديث عن "بخروش بن علاس"، وهو من الأبطال السعوديين الذين دافعوا عن الدرعية في عهد الدولة السعودية الأولى.
من جانبه، أكّد الدكتور بدران الحنيحن مدير عام إدارة الاعتماد الثقافي والتاريخي في هيئة تطوير بوابة الدرعية أن مبادرة "المشراق" تعكس اهتمام الهيئة بتعزيز الوعي حول الجوانب الثقافية والتاريخية للدولة السعودية بمختلف المراحل التي مرّت بها، كما تمثّل إحدى المبادرات النوعية التي تهدف إلى تعميق الأثر الثقافي للموروث غير المادي الذي تزخر به المملكة عمومًا والدرعية على وجه الخصوص باعتبارها مهد الدولة السعودية منذ تأسيسها قبل 300 عام، إذ تندرج مبادرة "المشراق" ضمن مشروع التوعية التاريخية والثقافية الذي اعتمدته الهيئة لتوثيق تاريخ الدرعية وتراثها للتعريف بالحياة الاجتماعية والثقافية والجوانب الاقتصادية خلال حقبها المختلفة، إضافةً إلى إبراز قصص الملوك والأبطال السعوديين وحفظها من الضياع والنسيان، مشيرًا إلى أن المبادرة تسعى إلى إعادة إحياء الأحداث والبطولات التاريخية في الدرعية عبر سرد القصص من رواة الأدب الشعبي السعودي، إضافةً إلى رفع مستوى الوعي وإثراء معرفة المهتمّين والعامة بالتاريخ السعودي ومواقف الدرعية على وجه الخصوص.
لمحة عن الدرعية
مع انطلاق مشروع تطوير بوابة الدرعية عام 2017 بدأت ملامح مرحلة جديدة في التشكل لتصبح الدرعية الواقعة في الشمال الغربي من وسط العاصمة الرياض، الوجهة التاريخية والثقافية والعصرية الأبرز في المملكة، إذ سيسهم المشروع ضمن نطاقه الجغرافي الذي يمتد على مساحة أربعة عشر كيلومتراً مربعاً في تحويل الدرعية إلى واحدة من الوجهات السياحية التاريخية العالمية الأكثر جذباً وتميزاً بتنوع أنماط الحياة فيها، وذلك في إطار مستهدفات رؤية المملكة 2030 الطموحة. وتُعتبر الدرعية التي نشأت في عام 1446م مصدر فخر وإلهام وموطناً لأجيال من الزعماء الذين قادوا المملكة منذ تأسيس الدولة السعودية الأولى في عام 1727م.
بوابة الدرعية عاصمة الثقافة والتاريخ
بوصفها العاصمة الثقافية والتاريخية المُتجدّدة للدولة، سيتم بناء وتصميم الدرعية على أساس التراث والتقاليد السعودية. وسيتمّ إنشاء المجتمع الحضري التقليدي متعدد الاستخدامات مع مراعاة مبادئ الهندسة المعمارية الأصيلة في العمارة النجدية، وهو نمط التصميم نفسه الذي اشتهرت به القرى السعودية في القرون الماضية. وفي قلب الدرعية الثقافي يقع حي الطريف التاريخي الذي تم تشييده في عام 1766، كواحد من المواقع الأولى في العالم المبنيّة من الطوب الطيني، حيث أُدرج عام 2010 على لائحة اليونسكو لمواقع التراث العالمي، ويستعد اليوم ليصبح من بين الوجهات التاريخية الأهمّ في المملكة. وإلى جانب تركيزها على التجارب الثقافية والعصرية، ستوفّر الدرعية خدماتٍ مميزةً في مجال الترفيه والتعليم والتسوّق والطعام والضيافة وساحات السكن والعمل، ومن المتوقع أن يؤوي المشروع فور اكتماله نحو 100 ألف مقيم وعامل وطالب وزائر، وسيحتفي بالتاريخ الثقافي الغني للمملكة. وسيحتضن هذا المشروع مجموعة متنوعةً من المرافق عالمية المستوى في مجال الثقافة والترفيه وتجارة التجزئة والضيافة، فضلاً عن مساحات للتعليم والعمل والسكن، بما في ذلك 38 فندقاً، ومجموعة متنوّعة من المتاحف، ومتاجر البيع بالتجزئة وأكثر من 150 مطعم. ومن المخطط أن يصبح مطل البجيري القائم وجهةً رائدةً لتجارب الطعام، حيث يُتاح للزوّار الاستمتاع بمناظر حي الطريف الآسرة. كما أنّه يحتضن فندق سمحان التراثي المؤلّف من 141 غرفةً، مع إمكانية الوصول إلى وادي حنيفة الممتدّ على مساحة كيلومترين مربّعين، من ممشى الجرف، كما يضمّ مساحاتٍ ترفيهيةً هادئة ونشطة وفنادق، وهي أماكن مثالية للاسترخاء برفقة العائلة والأصدقاء بمحيط الوادي الساحر.
يمكنكم متابعة آخر الأخبار عبر حساب سيدتي على تويتر