"اليرقان هو تراكم المادة الصفراء (البيلوروبين) في الدم؛ مما يؤدي إلى اصفرار الجلد والعينين عند الأطفال حديثي الولادة، ويحدث ذلك بسبب عدم اكتمال نمو الكبد ونضجه، وبالتالي لا يمكنه التخلص من المادة الصفراء، و يختفي اليرقان غير المرضي لدى الرضع غالبًا في غضون أسبوعين دون أي علاج، ولكنه يحتاج إلى متابعة.. بينما مضاعفات الصفراء عند حديثي الولادة تحدث بسبب الإهمال وعدم المتابعة للمرض". ونتابع اللقاء واستشاري طب الأطفال الدكتور إبراهيم شكري لمزيد من التوضيح.
1-الوقاية خير من العلاج
- الوقاية عند حديثي الولادة تكون بالتغذية الكافية؛ حيث يجب أن يتناول الأطفال الذين يرضعون رضاعة طبيعية من 8 إلى 12 رضعة يوميًا خلال الأيام العديدة الأولى من حياتهم
- ومع حديثي الولادة الذين يتغذون على اللبن الصناعي، يمكن السيطرة على مضاعفات الصفراء بأن يتناول الطفل من 1 إلى 2 أوقية - حوالي30-60 ملي لتر- من الحليب الصناعي كل ساعتين إلى ثلاث ساعات في الأسبوع الأول.
- تعرّفي إلى المزيد: ارتفاع درجة حرارة الرضع
2-صفراء حديثي الولادة
- تنزعج الأمهات الجدد بعد الولادة بإصابة الطفل حديث الولادة باليرقان، أو ما يعرف بـ”صفراء حديثي الولادة”، بينما هي ظاهرة طبيعية وشائعة، ولا خوف على الوليد.
- عادة ما تحدث لنسبة كبيرة من الأطفال الجدد بعد يومين أو ثلاثة أيام من الولادة، وأن الشفاء منها لا يستغرق بضعة أيام معدودة، ويمكن علاجها بسهولة .
- الشفاء منها لا يتطلب إلا متابعة وعدد من الإجراءات المحددة، خوفاً من الأضرار الصحية المحتملة عند تأخر معالجتها.
- تعرّفي إلى المزيد: قلة حليب الثدي.. بسبب الأم والطفل أحيانا
3-نوعان من الصفراء- اليرقان-
- مضاعفات الصفراء عند حديثي الولادة تنتج عن: صفراء فسيولوجية..وتظهر عادةً في اليوم الثاني أو الثالث بعد الولادة، وهى حالة شائعة جداً بين الأطفال حديثي الولادة الذكور والإناث.
- والصفراء الفسيولوجية لحديثي الولادة ليست مرضاً، لكنها حالة طارئة، حيث يحتوى دم الطفل على نسبة كبيرة من “البليروبين”، ومن الطبيعي أن يقوم الكبد بالتعامل معها، والتخلص منها عن طريق الإخراج.
- لكن كبد الطفل المولود حديثاً لا يكون قد نضج تماماً، وكثيراً ما لا يستطيع التعامل مع البليروبين بسرعة، وعندما يصل مستوى البيليروبين إلى 16 إلى 18 ملليجرام في كل ديسي لتر من الدم، عادةً ما يحتاج الطفل لعلاج.
- وعادة نجد هذه الحالة لدى الأطفال المبتسرين لأن أكبادهم تكون أقل نضجاً، فإن هؤلاء يكونون عرضة أكثر لاحتمال الإصابة بهذه الحالة، لذا يجب متابعتهم بدقة.
- صفراء مرضية: هي نادرة ولكنها أخطر كثيراً؛ حيث ترتفع نسبة البليروبين بشكل خطير”حوالي 25مج/ديسي لتر”، وقد يؤدى ذلك إلى تلف في المخ، أو الإصابة بالصمم، أو الشلل المخي، أو مشاكل أخرى في النمو
- وبالرغم من أن صفراء حديثي الولادة عادةً لا تسبب قلقاً، ونسبة قليلة جداً من الأطفال يصابون بالصفراء المرضية، إلا أنه من المهم أن يتابع الأطباء جيداً الحالة، وتعالج بشكل فعال لتجنب ارتفاع نسبة البليروبين في دم الطفل.
- تعرّفي إلى المزيد: كيف أبدأ إطعام طفلي الرضيع لأول مرة؟ سؤال وجواب
4ضرورة مراقبة الطفل بعد الولادة
- يجب أن يراقب الأبوان طفلهما جيداً بعد الولادة، وملاحظة أي تغير في لون جلد الطفل بعد يومين أو ثلاثة أيام من الولادة، ومراقبة درجة اصفرار لون الجلد، فهو من أهم علامات وجود الصفراء.
- وعادة يبدأ الاصفرار من منطقة الرأس حتى يصل إلى القدمين، ويظهر الاصفرار بشكل أكثر في بياض العين وتحت الأظافر، ويمكن للأم أن تختبر وجود الصفراء بالضغط برفق بالإصبع على جلد الطفل حتى تكتشف إذا كان الجلد مصفراً أم لا.
- كما يمكن أن تلاحظ عدم رغبة الطفل في الرضاعة، وانخفاض مستوى نشاطه، وعليها أن تتصل بالطبيب دون إبطاء، لعمل تحليل الدم اللازم لأنه أدق طريقة لمعرفة مستوى البليروبين”.
- في حالة النوع المرضي فله أسباب كثيرة؛ منها ما يتعلق باختلاف فصيلة الدم بين الطفل ووالدته، وهنا يجب أن تعطى الأم علاجاً خاصاً بعد الولادة بأسرع وقت..خوفا من مضاعفات الصفراء عند حديثي الولادة.
- وهناك حالات للصفراء، تكون بسبب نقص أنزيمات معينة، وتتطلب علاجاً خاصاً لهذا كانت هناك أهمية لتحديد نوع الصفراء وأسبابها أولاً، دون الاعتماد على العلاج الشائع في البيت بتعريض الطفل لأشعة الشمس من تلقاء أنفسهن.
- أو وضع الطفل تحت ضوء لمبة النيون المنزلية التي توحي أحياناً باختفاء اللون الأصفر من الطفل، وهذا خطأ شائع وخطير، لأنها تعطي الأهل الشعور بأمان كاذب، وأنهم يعالجون الطفل بينما تكون نسبة البيليروبين آخذة في الارتفاع.
- فقد تتدهور حالة الطفل، لذا يجب توخي الحذر جيداً، فتعريض الطفل لأشعة الشمس الصباحية يمكن أن يقتصر على تعريض ذراعي الطفل وساقيه فقط لأشعة الشمس”في الصباح فقط” لمدة 5 إلى 10 دقائق في المرة الواحدة
- مع تغطية رأس الطفل لحمايتها من الشمس، فإذا لم تنخفض نسبة البليروبين، فغالباً ما سيحتاج طفلك إلى علاج ضوئي، وهو استخدام لمبة “فلوريسنت” معينة تبعث أشعة فوق بنفسجية ذات طول موجات معينة في حضانات خاصة.
- يراعى فيها تغطية عيني الطفل باستمرار، مع زيادة كمية السوائل للطفل وقد ينصح أحياناً بزيادة عدد الرضعات الصناعية، وإذا استمرت صفراء حديثي الولادة رغم ذلك لمدة أطول، قد يعنى هذا أن الطفل يعانى من حالة أخرى يجب تشخيصها.
5-مضاعفات الصفراء عند حديثي الولادة
يمكن أن تؤدي المستويات العالية من البيليروبين وعدم تدارك الأمر ومتابعته إلى مضاعفات الصفراء، ومن أبرزها:
اعتلال دماغي البيليروبين الحاد.
البيليروبين سام لخلايا الدماغ، وإذا كان الطفل حديث الولادة يعاني من خطر مروره إلى الدماغ، فالخطر شديد وتسمي هذه الحالة باعتلال الدماغ الحاد بالبيليروبين.
والعلاج الفوري قد يمنع حدوث ضرر دائم كبير، وتشمل علامات اعتلال دماغ البيليروبين الحاد لدى الطفل المصاب باليرقان ما يلي:
الخمول...صعوبة الاستيقاظ.
بكاء شديد ومستمر عالي النبرة.
سوء الرضاعة...التقوس الخلفي للرقبة والجسم.
حمى..تلف دائم للدماغ.
الحركات الإرادية وغير المنضبطة (الشلل الدماغي الرعاشي).
نظرة دائمة إلى الأعلى..فقدان السمع.
التطور غير السليم لمينا الأسنان.
ملاحظة من"سيدتي نت": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.