هل تستطيع أن تكون صادقاً مع نفسك، أو أنَّك تستخدم قصصك للتستر على مشاعرك الحقيقية؟ ويمكن أن يكون لديك عائلة، ووظيفة، وأصدقاء عندما لا تكون صادقاً مع نفسك، لكن لا يمكنك أبداً أن تجد رضاً حقيقياً.. ولجعل حياتك رائعة، عليك أن تتعلم الصدق مع الذات كي تتمكن من عيش ما تريده حقاً.
تقول الدكتورة هبة علي، خبيرة التنمية البشرية لـ«سيدتي»: من الممكن أن تعيش حياة كاملة من دون أن تدرك أنَّك لست صادقاً مع نفسك، وذلك لأنَّ معظم الناس لا يتواصلون مع عواطفهم؛ فإذا كنت تريد أن تعيش الحياة على أكمل وجه؛ فلا تكن أحد هؤلاء الأشخاص، وبمجرد أن تتحكم بمشاعرك، وتجد هدفك، وتبدأ في عيش رؤيتك، ستكتشف قناعة وشجاعة لم تتخيلهما أبداً.
فإنَّ العلاقات الأكثر شغفاً، هي العلاقات بين شخصين صادقين تماماً مع نفسيهما، ومع بعضهما بعضاً، والمهن الأكثر إرضاءً، هي عندما نشعر بأنَّنا على تواصل مع ما نريده حقاً من الحياة؛ فعندما تتعلم أن تكون صادقاً مع نفسك؛ فإنَّك تكتسب احترام الذات والرحمة وإيماناً لا يتزعزع بنفسك.
نصائح لتكون صادقاً مع نفسك
- كن ضعيفاً:
لا يوجد شيء أكثر شجاعة من السماح لنفسك بأن تكون مرهفاً؛ فالشجاعة المطلقة والضعف هما أحد الأساسات الخمسة للحب، وهذا يشمل حب الذات؛ فسواء أكنت تعمل على علاقة مع شخص هام، أم علاقتك بنفسك؛ فسيتعين عليك فتح جروح قديمة؛ لذا كن على استعداد للتدخل في مشاعرك؛ حتى تتمكن من مواجهة مخاوفك وجهاً لوجه.- فكر في قراراتك:
يساعدك قضاء بعض الوقت كلَّ يوم في التفكير على أن تكون صادقاً مع نفسك، وسيجعلك تشعر بمزيد من الرضا والامتنان؛ لذا حاول الكتابة في يومياتك في نهاية كلِّ يوم، والإجابة عن أسئلة، مثل: ماذا فعلت اليوم فعلاً صحيحاً؟ وماذا يمكنني أن أفعل فعلاً أفضل غداً؟ وكيف ساعدتني أفعالي على الوصول إلى أهدافي النهائية، أو منعتني من الوصول إليها؟ فعندما تكتب أفكارك، يكون من الصعب جداً أن تكذب على نفسك.- تخيل مستقبلك:
إنَّ تعلُّم كيف تكون صادقاً مع نفسك، لا يقتصر على التفكير في ماضيك فقط، وغالباً ما يوفر الحُلم بمستقبلك المثالي، مزيداً من الوضوح فيما تريده حقاً؛ فعندما تبلغ من العمر 90 عاماً، ما أكبر شيء تندم عليه في الحياة؟ وما الذي سيمنحك رضاً أكثر؟ فعندما تؤطر حياتك بهذه الطريقة، تبدأ في رؤية ما يهمك حقاً.- توقّف عن مغالاة نفسك:
يوجد الكثير من الأشخاص الذين يحبون أنفسهم، ويفضلون أن يعيشوا ظروفاً غير ظروفهم، وهو ما يجعل البعض يشعر بالتكبُّر والغرور الداخلي؛ فيجب على الإنسان أن يكون واضحاً مع نفسه ومع الآخرين، ويتوقف عن وضع نفسه في المكانة التي لا يمكن أن يكون عليها؛ فالذي يحاول أن يظهر في صورة جميلة، قد يعرضه ذلك إلى العزلة، أو السيطرة الفكرية لهذه الشخصية عليه؛ ليكون مِلكاً لها، ولا يستطيع التخلي عنها.- حاول أن تعيش ظروفك:
ولا تقلد أحداً، يجب على الإنسان أن يعرف أن الظروف التي تحيط به، والتي قد تختلف من شخص لآخر، ولا بد أن يعيش حياته وِفق ما يرى أنّه مناسب له، ولا يقلد الآخرين أو ينظر لما في أيديهم؛ فالله وحده يعلم ما أعطى هذا الفرد وماذا أخذ منه.- كن واضحاً في مهاراتك وقدراتك:
يُنصح دوماً باتّباع الحدس عند القيام بالأشياء المهمة في حياة الإنسان؛ فهناك بعض الأمور التي تسير وِفق منهاج مخطط لها مسبقاً، وهناك الكثير من الأشياء التي لا يُمكن التنبؤ بها؛ لذلك، يجب على الفرد أن يكون واضحاً من داخله، ويحاول أن يسيّر حياته وفق ما يرى أنّه مناسب، ولا يخشى التقدم للأمام؛ لأنّ خوفه قد يدمر حياته بالكامل، ويوقفه عند مفترق طرق لا يستطيع عنده أن يسير للأمام أو يعود للخلف.- اعرف قدر نفسك:
مدى مواهبك.. خلق الله كلّ إنسان، وخلق إمكانياته المحدودة التي لا يستطيع أن يقوم بغيرها؛ فعلى الفرد أن يبحث في نفسه عن أكثر أمر يستطيع أن يقوم به، ولا يتركه إطلاقاً، ويحاول أن يُنمّي مواهبه التي رُزق بها، والتأكد من أن الله هو القادر على أن يُمده بالقوة اللازمة للمواصلة، من دون أن يشعر بأنّ هناك مشكلة قد تعترض حياته بشكل أو بآخر.- جاهد غرورك وتوقّف عن الكذب:
يُعدّ الكذب خُلقاً مذموماً، وخصوصاً أن يكذب الإنسان على نفسه؛ فتقبُّل النفس كما هي، يساعد في معرفة القدرات التي يملكها الفرد، والتي من شأنها أن ترفع من شأنه إن أراد ذلك، وعليه الحذر من تبرير الأخطاء التي يقع بها بالمبررات الكاذبة؛ لأنّ الكذبة الواحدة قد تجر إلى ألف كذبة بعد ذلك، وهذا سيجعله في نظر نفسه ونظر الآخرين، كاذباً ومزيفاً، وغير حقيقيّ على الإطلاق.- لا تفكّر في لحظات الفشل:
لا بدّ للإنسان أن يدع لحظات فشله جانباً ولا يتوقّف عندها، مع ضرورة ألا يمحوها من ذاكرته؛ لأنها ستكون هي المحفز الأساسي للبدء من جديد، وهذا ما يحتاجه الإنسان كثيراً في حياته، مع اليقين بأنّ كلّ خطوة قد مرّ بها وضاقت عليه بها الدنيا، ستكون أساس خطوات النجاح الذي سيصله، والمهم أن يجرب الإنسان كلّ الأمور التي من الممكن أن توصله للهدف، ولا بأس بالفشل ما دام سيقوّي من عزيمته، وسيجعله يبدأ من جديد.- استعد للمستقبل بروح قوية:
أكثر ما يجعل الإنسان صادقاً مع نفسه، أن يكون قادراً على توفير المساحة الكافية لحياته القادمة، ومحاولة أن يكون شخصية قوية قادرة على الاعتماد على نفسه، في ظلّ التحديات التي تواجه الأفراد في المجتمعات المختلفة، مع اليقين بأنّ لكلّ مجتهد نصيباً، وأنّ قيام الإنسان بواجباته تجاه نفسه وتجاه الآخرين، سيجلعه قادراً على تدبُّر أمور حياته المستقبلية.