اليوم هو يوم العلم السعودي، وهو مناسبة وطنية تحتفي بها المملكة العربية السعودية تمجيداً لقيمة وشأن العلم السعودي في قلوب أبناء الشعب السعودي، إذ جاء الأمر الملكي في عام 2023، وأصدره الملك سلمان بن عبد العزيز بأن يكون يوم 11 مارس من كل عام يوماً خاصاً بالعلم.. إذ تسجل كتب التاريخ أن العلم السعودي يعتبر شاهداً على حملات توحيد البلاد عبر ثلاثة قرون، ومن أجل الذود عنه ضحى كثيرون بدمائهم وأرواحهم، والآن هيا سيدتي الأم شاركي طفلك الاحتفال، واسردي عليه قيمة وتاريخ العلم السعودي.. اللقاء وأستاذ التاريخ عبد الفتاح السيد للشرح والتوضيح.
مقياس العلم وشكله
العلم الوطني للمملكة العربية السعودية مستطيل الشكل، عرضه يساوي ثلثي طوله، لونه أخضر ممتد من السارية إلى نهاية العلم، تتوسّطه الشهادة "لا إله إلا الله محمد رسول الله" وسيف مسلول تحتها ومواز لها، تتجه قبضته إلى القسم الأدنى من العلم، وترسم الشهادة والسيف باللون الأبيض وبصورة واضحة من الجانبين.
مساحة رسم الشهادة والسيف تساوي: "عرضاً مسافة عرض القسمين الأعلى والأدنى من العلم، وطولاً، مسافة عرض القسمين الأيمن والأيسر من العلم".
وترسم الشهادة بخط الثلث وقاعدة في منتصف مسافة عرض رسم الشهادة والسيف، ويرسم السيف بطول يساوي أرباع طول رسم الشهادة وعلى مسافة متساوية من الجانبين.
تعرفي على أفكار للاحتفال باليوم الوطني السعودي
قصة العلم السعودي
العلم السعودي الحالي متوارث من الراية التي كان يحملها حكام آل سعود حين كانوا ينشرون الدعوة ويوسِّعون مناطق نفوذهم إبان الدولة السعودية الأولى، إذ تؤكد المراجع التاريخية أن الراية كانت آنذاك خضراء مشغولة من الخزّ "النسيج" والإبريسم "أجود أنواع الحرير مكتوب عليها "لا إله إلا الله"، والعلم السعودي اليوم هو نفس الراية والبيرق الذي كان يحمله جند الدولتين السعودية الأولى والثانية منذ نشأتها.
في عام 1750، بدأت قصة العلم السعودي، عندما كان يُطلق على المملكة العربية السعودية وقتها إمارة الدرعيّة، وكان العلم مستطيل الشكل وذا قاعدة خضراء داكنة يتوسّطه شكل هلال مرسوم باللون الأبيض، وظل العلم على هذا الشكل بين الأعوام من 1750 إلى 1818م.
وتطوَّر شكل العلم بعد ذلك عندما بدأت رحلة الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله- إلى نجد عام 1902م، استطاع حينها السيطرة عليها وضمَّها للبلاد، ووضع بعض التعديلات على شكل العلم، فأزال رسم الهلال مستبدلاً إياه بكلمة لا إله إلا الله، وبقي العلم على هذه الحال لنهاية عام 1921م.
وفي الفترة بين 1921 و1926م، ضمَّ الملك عبدالعزيز مزيداً من المقاطعات لإمارة نجد، وصار يُطلق عليها اسم مملكة نجد، وقتها تغيَّر العلم بعد أن كتبت كلمة "لا إله إلا الله" بخط أكبر على المساحة الخضراء، وأصبح الجزء الأبيض الطولي موجوداً إلى يمين العلم، كما أضيفت علامة السيف باللون الأبيض أسفل كلمة التوحيد.
ومع توسيع أطراف المملكة لتشمل منطقةَ الحجاز كاملة، شهد شكل العلم تغييراً جديداً، فأزيلت علامة السيف، وأُحيطت الراية الخضراء باللون الأبيض وتتوسّطها كلمة التوحيد باللون الأبيض.
كما طرأت تغيراتٌ جديدةٌ على العلم بعد انتهاء توحيد البلاد في الفترة بين الأعوام 1932- 1973م، إذ صارت أرضية العلم خضراء بالكامل، وكُتبت عليها علامة التوحيد بخطٍّ أبيض كبير، ووضعت تحتها علامة السيف، والذي اتصلت نهايته ببداية كلمة التوحيد.
وفي عهد الملك فيصل عام 1973م حصلت أيضاً بعض التغييرات الطفيفة على شكل العلم، وهو لا يزال الرسم المعتمد للمملكة إلى وقتنا الحاليّ.
كيف يحتفل أطفال السعودية ؟
3-أسماء ضحت بروحها لحمل الراية
كثيرون حملوا الراية السعودية وظلوا يدافعون عنها بروحهم ودمائهم أثناء حصار الدرعية عام 1818م، وفي الدولة الثانية أيضاً، وكذلك مع الملك عبد العزيز في عام 1902 وعام 1904.. وأفراد وأسر كريمة أخرى تشرفوا بحمل العلم السعودي في معارك وأماكن مختلفة.
وعلم المملكة العربية السعودية علم مميز؛ ليس بلونه فقط، ولكن بدلالاته ومضامينه؛حيث ترمز شهادة التوحيد التي تتوسطه إلى رسالة السلام والإسلام التي قامت عليها هذه الدولة المباركة ويرمز بالسيف إلى القوة والأنفة وعلو الحكمة والمكانة، وعلى مدى نحو ثلاثة قرون كان هذا العلم شاهداً على حملات توحيد البلاد التي خاضتها الدولة السعودية، واتخذ منه مواطنو ومواطنات هذا الوطن راية للعز شامخة لا تُنكّس، وإيماناً بما يشكله العلم من أهمية بالغة بوصفه مظهراً من مظاهر الدولة وقوتها وسيادتها ورمزاً للتلاحم والائتلاف والوحدة الوطنية.
علمي طفلك أن احترام العلم.. يعني الانتماء للوطن
في سياق تعليم طفلك احترام العلم والانتماء للوطن يقول أستاذ التاريخ عبد الفتاح :
- عندما يرى الأبناء والديهم يتابعون الأحداث والقضايا المهمة المتعلقة بالوطن، وعندما يجدونهم مشاركين بفاعلية في هذه الأحداث، فإن ذلك هو خير وسيلة لتربية الأبناء على الحب والانتماء لوطنهم والانشغال بقضاياه.
- أن يقص الآباء والأمهات القصص التي تنمي روح الوطنية وحب الوطن في نفوس الأبناء، والتي تربط حب الأوطان بالإيمان.. يستعين الآباء والمربون بالقصص لتربية أولادهم على حب الوطن وأنه من أساسيات الإيمان.
- ويتم ذلك باصطحابهم للأماكن التي تبرز فيها الروح الوطنية؛ تدريب الأطفال على إظهار حبهم لوطنهم.. بحضور الندوات والوقفات وشراء الأعلام ورفع الرايات الوطنية... وتشجيعهم على إبراز حبهم لوطنهم بالتعبير عن ذلك الحب بالكلام والكتابة والشعر والمناقشات بينهم وبين الوالدين.
- تدريب الأبناء على المواطنة.. وذلك عن طريق تدريبهم على التعامل الحسن مع إخوانهم في الوطن، فنعلمهم كما أمرنا ديننا الحنيف بأن نحسن إليهم ونبرهم.