مدى استيفاء مخرجات العمل في أي شركة من الشركات؛، للمعايير، يُعرف بـ "التقييم" أو "القياس". يُستخدم مفهوم الـ"بنش مارك"، لغرض قياس جودة أداء الأعمال وتطورها. في الآتي، تطرق إلى المفهوم وفوائده وكيفية تطبيقه؟
ماهو مفهوم الـ"بنش مارك" في عالم الأعمال؟
حسب بدر مرزوق، المدرّب والمتخصّص في التطوير وريادة الأعمال، فإن "البنش مارك" هو "مؤشر لمن يرغب بتقييم العمل وفريق العمل وجودة المخرجات". للـ"بنش مارك" ثلاثة مؤشرات قياسية رئيسة، هي: الجودة والوقت والتكلفة. حتى يقوم رائد الأعمال برفع كفاءة شركته، عليه أن يطلع على المؤشرات سالفة الذكر العائدة إلى شركات منافسة، ثمّ البدء في التقييم ومعرفة المجهود المبذول أي لا بد من جمع المعلومات والحصول على إجابات عن الأسئلة من خلال البحث والعلاقات المهنية.
وعن تاريخ هذا المفهوم، يجيب مرزوق، قائلًا إن "الأساكفة (صانعي الأحذية) هم أوائل من ابتكروا هذا المصطلح وعملوا عليه حتى يقيسوا أقدام الناس، للاستناد على ذلك في صناعتهم، فصنعوا قوالب أحذية تتناسب مع الأغلبية، إذ يستطيع كل فرد تكبير المداس وتصغيره على أساس المقاس. ثمّ، امتدّ المفهوم إلى عالم الأعمال والاستثمار والتجارة".
خطوات جوهرية لتطبيق الـ"بنش مارك"
يذكر موقع Business News Daily الأميركي والمتخصّص في خدمات المال والأعمال أن "الهدف من "البنش مارك" هو إجراء التحسين المستمر، وعملية المقارنة هي حجر الأساس لتوليد الأفكار، كما مواكبة اتجاهات الصناعة وتلبية متطلبات السوق الحديثة". ويشير الموقع الأميركي إلى كيفية تطبيق مفهوم الـ"بنش مارك"، عن طريق اتباع الخطوات الجوهرية الآتية:
- التخطيط: تبدأ عملية "البنش مارك" بتحديد ما تريد قياسه، سواء كان الراتب أو المبيعات أو تطوير فريق العمل أو أي مجال آخر للنمو. بناءً على ذلك، تُحدّد الأنشطة التي يجب قياسها والمقاييس الرئيسة التي ستستخدم لتتبع التقدم، كما المكان الذي ترغب أن تكون فيه.
- بحوث لجمع البيانات: لا مناص من التحدّث إلى الموظفين والمنافسين والعملاء وأصحاب المصلحة الآخرين الذين قد يكونون مشاركين في العمل أو مؤثرين به، علمًا أن المحادثات قد تكون فردية أو جماعية أو هي تتخذ هيئة ردود على استبيانات متفرقة هادفة إلى تلقي تعليقات قيمة تفيد عملية القياس، كذلك إجراء بحث حول الشركات المنافسة. مثلًا: إذا كان القياس خاصًّا بالرواتب، قد تفيد المنصات العالمية في التعرف إلى الشركات المنافسة في الموقع الجغرافي ذاته وإطار الرواتب الذي تقدمه، فمن المهمّ فهم المجال وروّاده بشكل أعمق للحصول على عملية قياس أفضل لأداء الشركة. أضيفي إلى ذلك، قد يهمّك أيضًا التعرف إلى أسلوب الأداء المتوازن للتقييم التجاري.
- تحليل البيانات: باستخدام البحث والبيانات التي سبق جمعها، يمكن قياس الأداء الحالي مقارنة بالشركات أو الأقسام الأخرى وتحديد هدف مناسب وواقعي للتحسين، فالتحليل العميق والشامل لأداء عملك السابق عبر تحديد الاتجاهات والأنماط التي لم تتم ملاحظتها أثناء حدوثها، إذ أنّ هذه البيانات تمنح صورة واضحة عن السلوكيات والممارسات التي تحسّن نتائج الأعمال الإجمالية وتلك التي لا تؤدي إلى ذلك.
- تقليل التكاليف: يستخدم "البنش مارك" لتحسين الأداء من خلال الكفاءة، إذ هو يساعد في التخلص من الهدر في عملياتك، سواء كانت تكاليف مالية أو وقت وجهد مبذولين، ثمّ تبسيط عملياتك والاحتفاظ بقدر أكبر من الإيرادات.
- تطوير خطّة العمل: هي مرحلة اتخاذ خطوات قابلة للتنفيذ من أجل الوصول إلى الأهداف، إذ يمنحك تحديد النجاح وخطة العمل مسارًا واضحًا للوصول إلى معاييرك.
- رصد عملية التقدم على فترات منتظمة: ينبغي التحقق من عملية التقدم التي يحرزها فريق العمل، في مقابل الأهداف المحددة في خطة العمل. تساعد هذه العملية على إعادة النظر في الخطة وتصحيح المسار، إذا كان الأمر لا يسير وفق المطلوب.