أسباب عدم حدوث الحمل حتى عندما تبدو الأمور مواتية

عادة ما يخطط المتزوجون للحمل بعد سنة من الزواج، ويبدأون المحاولة الجدية بعد هذه الفترة، لكن قد تمر سنتان، من دون أن يثلج قلب الزوجين سماع خبر ينتظرانه عن حدوث الحمل وقدوم المولود الجديد، فتبدأ رحلة العلاج وزيارة الأطباء، وعندما يستبعد الأطباء كل المعوقات الممكنة التي تمنع الإخصاب، تتبقى أسباب قد لا يتم كشفها بسهولة، والتي يدرجها الاختصاصيون لكم في الآتي:

انسداد قناة فالوب

قنوات فالوب، أو قنوات الرحم، هي أنابيب عضلية في جسم المرأة مبطنة بأجسامٍ دقيقة تشبه الشعيرات، تصل بين المبيض والرحم. يحتوي الجهاز التناسلي لدى المرأة على قناتين تسميان بقناتي فالوب، تصل كلٌ منهما أحد المبيضين الأيمن والأيسر بالرحم. تؤدي هاتان القناتان وظيفة تمریر البويضة من المبیض إلى الرحم، والحيوانات المنويّة من الرحم إلى قناة فالوب لتلقيح البويضة. ومن هنا، فإنّ حدوث أي مشكلة في قناتي فالوب؛ من الممكن أن تؤدّي إلى مشاكل في الخصوبة والإنجاب.
يحدث انسداد قنوات فالوب أو انسداد الأنابيب نتيجة عوامل؛ مثل الجروح أو التهابات الحوض أو الجراحة، ما يؤدّي إلى انسداد الطريق الذي يصل الحيوانات المنوية بالبويضة لحصول الإخصاب، كما يمنع البويضة التي يتم تلقيحها بالحيوان المنوي في أنابيب الرحم من النزول إلى الرحم، وبالتالي تظهر مشكلات في الخصوبة وعدم القدرة على الحمل والإنجاب. ولا يمكن تشخيص هذا الخلل في قناة فالوب إلا من خلال اختبار طبي مناسب.

شذوذ في الرحم

حيث يبدو الرحم طبيعياً تماماً من الخارج، لكنه منفصل فى الداخل إلى نصفين مختلفين، بحاجز متغير الحجم والسماكة، وبالتالي هناك اثنان من تجاويف بطانة الرحم، وهو أكثر حالات الشذوذ المشخصة شيوعاً، حيث يشكل 45% من الحالات.
أما في "الرحم ذي القرنين"، فتحدث فجوة خارجية للرحم أو أخدود يشير إلى تقسيمه داخلياً إلى اثنين من تجاويف بطانة الرحم، وقد يظهر نصفا الرحم شبه منفصلين بالكامل باستثناء الجزء السفلي، ويوجد رحم ذو قرنين بعنق واحد، وآخر بعنقي رحم؛ أي واحد لكل قرن، وتشكل نحو 25% من التشوهات.
كما تجعل العيوب الداخلية، مثل الأورام الليفية الرحمية أو النمو غير السرطاني على جدران الرحم، من الصعب على البويضة الملقحة الالتصاق بجدار الرحم. بصرف النظر عن هذه الحالات الأخرى؛ مثل الأورام الحميدة في بطانة الرحم، التي يمكن أن تقلل من فرص الحمل.

إصابة الرجال بدوالي الخصية

حالة العقم هذه نموذجية للرجال، وفيها يتم سد الأوردة الموجودة في كيس الصفن، وزيادة درجة الحرارة في كيس الصفن؛ بسبب ارتفاع درجة الحرارة، لذلك تجد الحيوانات المنوية صعوبة في النمو.
وتحدث دوالي الخصية عندما تتضخم الضفيرة المصاصة. ولا يعرف بالضبط لماذا تتضخم هذه الأوردة والتي تتسبب بدوالي الخصية؟! ويعتقد الأطباء أحد أسباب دوالي الخصية المحتملة تعود إلى خلل في الصمامات داخل شبكة الأوردة، وهي المسؤولة عن الحفاظ على تدفق الدم.
وقد لا ينتبه الرجال إلى أن شعورهم بألم أثناء أي مجهود بدني، تعود أسبابه إلى وجود دوالي الخصيتين، إضافة إلى الألم الخفيف فيهما، والذي يخف عند الاستلقاء على الظهر.
ويتفاقم عند الوقوف، كما تحدث تغيرات في حجم ومظهر الخصيتين، ويمكن أن تتورما، ويظهر نتوء صغير فوقهما. دوالي الخصية هي أحد الأسباب الرئيسية لانخفاض عدد الحيوانات المنوية لدى الرجال.

فقد النطاف

هذه حالة نادرة جداً عند الرجال، تسمى الحالة التي لا يتواجد في السائل المنوي أي نطاف باسم (اللانطفية). ولا تظهر إلا في 1% من الرجال، وتظهر في 10% - 15% من الرجال العقيمين، غير القادرين على الإنجاب، إطلاقاً، وتنتج حالة اللانطفية عن ثلاثة أسباب: إما بسبب الخصيتين، أو القنوات التي يعبر منها النطاف التي تخرج من الخصيتين، أو نقص في هرمون الغدة النخامية. لمعرفة السبب لا بد من التشخيص، حيث يجب على الرجال مراجعة طبيب مختص بالمجاري البولية والتناسلية.
فقد يكون السبب انسداداً يمنع الحيوانات المنوية من دخول السائل المنوي، أو يمكن أن يكون هناك انخفاض في إنتاج الحيوانات المنوية بواسطة الخصية.
ولا يمكن تشخيص "فقد النطاف" إلا بطريقة وضعه في جهاز المثفلة، ثم يتم فحص الراسب. ويجرى هذا الفحص مرتين أو ثلاثة بفاصل 15 – 20 يوماً بعد الانقطاع عن ممارسة العلاقة الزوجية لمدة 3 – 5 أيام في كل مرة، وفي حال لم يتم العثور على خلايا النطاف أبداً في كل المرات، يتم وضع تشخيص مشكلة "فقد النطاف" عند الرجل.

التبويض غير الطبيعي

وهو عبارة عن فشل المبيض في إطلاق البويضة الناضجة في موعدها المقرر، وقد يحدث ذلك بصورة جزئية أو كلية، وفقاً للمشكلة الصحية التي تعاني منها المرأة.
وينبغي العلم أن نزول الدم لا يعني حدوث التبويض، إذ قد يصاحب غياب التبويض نزول الدم كالمعتاد، ولكن هذا لا يشار إليه كدورة شهرية، وإنما ينجم عن انخفاض معدلات هرمون البروجسترون الذي ينتجه الجسم عند إطلاق البويضة، وعندما لا يوجد تبويض تظل معدلاته منخفضة، مما يسبب نزول الدم.
يمكن أن ينتج نزول الدم أيضاً عن زيادة سمك بطانة الرحم وعدم قدرتها على التحمل، مما يسبب سقوطها، كما تؤثر العديد من الحالات الطبية، مثل متلازمة تكيس المبايض (PCOS) والإجهاد ووزن الجسم الزائد أو المنخفض، على إباضة المرأة، بسبب هذه الظروف كلها؛ لا تتم الإباضة لدى النساء بانتظام.

تعرفي إلى المزيد: أسباب وأعراض انقطاع الإباضة.. وما هي طرق العلاج؟

عوامل نمط الحياة التي تقلل من فرص الحمل

كما أن قلة النوم والتوتر وتأخر العمر الإنجاب، وزيادة الوزن وانخفاضه، كلها أمور تقلل أيضاً من فرصة الحمل، حيث تؤثر عادات نمط الحياة الخاطئة؛ مثل: النوم المتأخر، وتناول المسكنات والتدخين والاعتماد على الوجبات السريعة والأطعمة المصنعة، على الوظائف البيولوجية الأساسية لجسم الإنسان بعد فترة طويلة.
تؤثر أمراض الكلى والسكري أيضاً على فرص الحمل لدى العديد من النساء، كما أنه، وللأسف، فإن العلاجات الطبية، مثل الجراحة، تقلل أيضاً من فرص الحمل.


ملاحظة من «سيدتي. نت»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.