هل تعلمين أن ساعة الجيب كانت رمزاً للثراء منذ القرن السادس عشر؟ حتى اليوم، لا تزال ساعة الجيب تعني بالنسبة لحاملها مستوى معيناً من الرقي والهيبة، ويسعى إليها السادة والسيدات المرموقون في جميع أنحاء العالم. فكيف أصبحت ساعة الجيب جزءاً لا يتجزأ من الموضة على مرّ العقود؟ في هذا التقرير لمحة سريعة عن أبرز مراحل هذه القطعة، بخاصة إذا كنت تبحثين عن ساعة جيب مثالية لتقديمها كهدية أو لشرائها لنفسك. كما ندعوك لمشاهدة مجموعتنا المختارة من ساعات الجيب الجديدة من شوبارد Chopard، وهاري وينستون Harry Winston، وباتيك فيليب Patek Philippe، وجيجر-لوكولتر Jaeger-LeCoultre، وبولغاري Bulgari، وكارتييه Cartier، وغيرها الكثير..
The First Invention
تم اختراع أول ساعة جيب بواسطة صانع ساعات ألماني يُدعى بيتر هنلاين Peter Henlein في عام 1510. من خلال الاستفادة من التطوّرات الحديثة في الزنبركات الرئيسية، تمكّن هنلاين من تصميم ساعة بحجم أصغر لم يكن ممكناً من قبل. كان هذا الطراز الأول أصغر بكثير من أي ساعات أخرى، وكان مضغوطاً بما يكفي لارتدائه. ومع ذلك، لم يتم ارتداؤها داخل الجيب في ذلك الوقت، بل كانت بمثابة قلادة على سلسلة تلتف حول الرقبة. في الواقع، كانت النماذج الأولى محرجة إلى حدّ ما، وصغيرة الشكل، ولا تناسب الجيب. ولم يُطلق على الساعة من الناحية الفنية اسم «ساعة الجيب» إلا بعد إعادة تصميمها في القرن السابع عشر.
Popularity Height
أول من استخدم «ساعة الجيب»، تشارلز الثاني ملك إنجلترا، الذي عرّفنا أيضاً على موضة المعاطف، وبدأ بوضع الساعة داخل جيبه. وسرعان ما اعتبرت ساعة الجيب قطعة مميزة في أوروبا، حتى أنّ كل رجل نبيل، تقريباً، كان يمتلك أو يريد ساعة الجيب الخاصة، به في ذلك الوقت. زادت شعبية الساعة بشكل أكبر في القرن الثامن عشر، عندما باتت تتضمّن ميزات أكثر تفصيلاً، مثل التصاميم المعقدة، والترصيعات الماسية أو بالأحجار الكريمة الملوّنة. وأصبحت ساعة الجيب تليق بالنساء، بتصميمها الجذاب. واعتبرت ساعة الجيب وقتذاك سلعة فاخرة باهظة الثمن لم تكن مختارة إلا من النخبة.
إن كنتِ مهتمة بمتابعة تصاميم ساعات الجيب فتابعي: "لي كابينوتييه وستمينستر سونري-تحية إلى جوهانز فيرميير".. ساعة فريدة من نوعها مصممة حسب الطلب
Decline and Resurgence
نظراً لإنتاج أجزاء الساعة بشكل قياسي في القرن التاسع عشر، أصبحت ساعة الجيب متاحة أخيراً لعامة الناس، حتى كانت مشهورة جداً لعقود. لم تبدأ ساعة الجيب في فقدان شعبيتها إلا بعد دخول ساعات اليد إلى السوق خلال الحرب العالمية الثانية. لكنّ هذا الخفوت لم يدم طويلاً. فقد عادت ساعة الجيب بشكل جدّي في الخمسينيات والسبعينيات من القرن الماضي، عندما راجت البدلات المكونة من ثلاث قطع من جديد.
وعلى الرغم من أن الهاتف الذكي قد حلّ محلّ معظم الساعات اليوم، لا يزال يُنظر إلى ساعة الجيب على أنّها قطعة مميزة، وهي لم تفقد سمعتها القيّمة أبداً.
Features
في الأساس، كانت فكرة ساعة الجيب هي أن يكون لديك آلة لقياس الوقت يمكن حملها. على هذا النحو، تحتوي ساعات الجيب على سلاسل متصلة بها تُستخدم لربطها بطيّة صدر السترة، أو حلقة حزام، أو صدرية، لمنعها من السقوط أو السرقة. ومع ذلك، كانت ساعات الجيب الأولى معلقة حول الرقبة أيضاً.
تضمّنت بعض ساعات الجيب الأولى أيضاً أدوات عملية في تصميمها، مثل حمّالة مفاتيح، وقاطعة سيجار. كل هذه الأدوات المضافة زادت أيضاً من قيمة الساعة، وسهولة استخدامها، وأعطتها جاذبية إضافية للمستهلكين. تحظى ساعات الجيب المزوّدة بأدوات مدمجة بشعبية أيضاً بين جامعي الساعات، حيث تروي الأداة المضافة قصّة عن الوقت الذي تمّ فيه إنتاج ساعة الجيب واستخدامها.
The White Rabbit
في رواية «أليس في بلاد العجائب» Alice in Wonderland للأديب البريطاني Lewis Carroll، إحدى العبارات الأكثر اقتباساً هي سؤال تطرحه أليس: «كم يدوم إلى الأبد؟» How long is forever?، وعليها يجيب الأرنب الأبيض: «أحياناً، ثانية واحدة فقط» Sometimes, just one second.
وهذا يعني أنه لا يستغرق الأمر سوى ثانية لتقدير جمال ساعة الجيب والوقوع في حبها بجنون. وهو حب مقدّر له أن يستمر إلى الأبد. سواء كانت قديمة وعتيقة، أو حديثة وملوّنة، فإن ساعات الجيب ثمينة حقاً، فهي إكسسوار للتباهي، ويمكن أن تتحول إلى هدية أصيلة وذات مغزى، وسوف تصمد أمام مرور الوقت.
ما رأيك بالاطلاع على عالم الساعات في الستينيّات Back to the 60s
New Crush
بينما كان الرجال في الماضي يستخدمون ساعات الجيب بشكل أساسي، إلا أنها راجت أيضاً بعد ذلك بين النساء، حيث كنّ يرتدينها حول الرقبة، مثل القلادة، أو يضعنها في الحقيبة، أو في جيب سترة أو معطف. بعض هذه الساعات كان قطعة حقيقية من المجوهرات، مطعّمة بالأحجار الكريمة من مختلف الأنواع. وبالتالي، فإن إعادة إحياء هذه الساعات في عصرنا اليوم، تقتضي بكونها مخصّصة للرجال والنساء، على اختلاف تصاميمها. وساعة الجيب العصرية هي بالطبع متعددة الاستخدامات، ويمكن ارتداؤها كسوار فخم، فهي تصلح كجوهرة وساعة في الوقت نفسه.
Chain Importance
تعتبر السلسلة من العناصر المهمة جداً لساعة الجيب، فهي مفيدة ليس فقط في لصقها بالملابس وتجنب فقدانها أو سقوطها، ولكن أيضاً لإكمال المظهر. غالباً ما تكون السلسلة هي التي تجذب أكبر قدر من الاهتمام، لذلك يجب أن يكون الاختيار مدروساً جيداً على أساس عوامل مختلفة، بما في ذلك اللون والمادة والأسلوب، مع مقاييس مماثلة لتلك الخاصة بالساعة. هناك أنواع مختلفة من سلاسل ساعات الجيب، وأكثرها شيوعاً وكلاسيكية هو ما يسمّى Albert T-Bar، مع شريط T المميز، والذي يتم إدخاله داخل الفتحة. تم تسميته على اسم الملك ألبرت، زوج الملكة فيكتوريا، الذي جعلها ضرورية في الملابس.
Tips to Wear It
إذا كنت ترغبين في ارتداء ساعة الجيب كقلادة، فيمكنك إزالة السلسلة المرفقة واستبدالها بسلسلة عقد فولاذي أو سلك جلدي.
- هناك مجموعة واسعة من الخيارات المتاحة: الأرقام الرومانية أو الأرقام العربية، بآلية مرئية أو مخفية، في حالة مزدوجة أو ثلاثية أو مكشوفة، مع التاريخ، مع أطوار القمر، وما إلى ذلك. البدائل المحتملة لا حصر لها.
- خيار إضافي من حيث التشغيل هو الكوارتز أو الميكانيكي. وساعات الجيب الميكانيكية هي بالتأكيد تصميم قديم، وبالتالي هي تتمتّع بسحر فريد. في حين أن ساعات الكوارتز أكثر دقة، كما أنها أقل تأثراً بعناصر الغلاف الجوي، مثل الرطوبة ودرجة الحرارة.
- هناك العديد من العلامات التجارية للاختيار من بينها، والموديلات الأكثر تعقيداً تحمل أسماء كبرى، مثل بريغيه Breguet، وفاشرون كوستانتان Vacheron Constantin، وباتيك فيليب Patek Philippe. ولعل أكثر ساعات الجيب تعقيداً اليوم، ساعة Vacheron Constantin Reference 57260، التي تتميز بـ 57 تعقيداً. تم طرحها في عام 2015، وقد أخذت زمام المبادرة من ساعة Patek Philippe Caliber 89، التي تحتوي على 33 تعقيداً، وهي قطعة ابتكرت في عام 1989 كساعة جيب تذكارية للاحتفال بالذكرى السنوية الـ 150 لشركة باتيك فيليب.
إن كنتِ مهتمة بمتابعة تصاميم ساعات الجيب فإليك: موديلات ساعات كلاسيكية مستوحاة من ساعات الجيب القديمة