أوضحت دراسة نشرت مؤخرًا، عددّا من الأسباب والعوامل التي تساعد على طول العمر وتقلل من نسبة الوفاة، حيث أكدت الدراسة أن نمط وأسلوب حياة سكان البحر الأبيض المتوسط مع الطعام الجيد والأصدقاء المقربين والكثير من الراحة يمكن أن يساعد الفرد على العيش لفترة أطول.
• يمكنك ان تعيش نمط حياة متوسطي ولست أحد سكان البحر المتوسط
أظهرت الدراسة أن كلًا من العلاقات الإنسانية الاجتماعية التي تأتي مع أسلوب الحياة الصحي لا تقل أهمية عن الطعام نفسه. حيث العيش بأسلوب حياة سكان البحر المتوسط يمكن أن يقلل من نسب الوفاة.
وقد أكدت الدراسة أن اتباع أسلوب الحياة المتوسطي لا يعني بالضرورة أن تكون أحد شعوب البحر المتوسط، فلو كنت تتبع نفس نمط الحياة ولا تعيش بالقرب من البحر المتوسط فهذا سيعمل على تقليل فرص إصابتك بالعديد من الامراض الخطيرة مثل السرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية، والذي يعنى طول العمر والحياة بشكل أفضل.
• المعيار الذهبي للأكل الصحي
حسب موقع insider.com، فعبر الدراسة قد تم الإشادة بنظام البحر الأبيض المتوسط الغذائي باعتباره "المعيار الذهبي" للأكل الصحي. حيث يركز هذا النظام على الخضراوات والفواكه والحبوب الكاملة وزيت الزيتون والأسماك والبقوليات، وكذلك العصائر الطبيعية باعتدال، مع الأخذ بالاعتبار كميات قليلة من اللحوم الحمراء وتقليل الأطعمة المصنعة والمقلية للغاية والإقلال من الحبوب المكررة والسكر والدهون المشبعة.
ومع ذلك، فإن أسلوب حياة البحر الأبيض المتوسط هو أكثر من مجرد نظام غذائي. حيث ينطوي على تناول الطعام بشكل اجتماعي مع أحبائك، مع الأخذ بالاعتبار الوقت الكافي لتذوق الطعام والراحة والنوم بشكل كافٍ والحفاظ على روابط اجتماعية قوية وممارسة الرياضة بانتظام، وذلك وفقًا لمؤلفي الدراسة المنشورة في Mayo Clinic Proceedings بموقعها mayoclinicproceedings.org
• خطر أقل بنسبة 29٪ للوفاة
وجد الباحثون أن البالغين في المملكة المتحدة الذين عاشوا أسلوب حياة سكان البحر المتوسط لديهم خطر أقل بنسبة 29٪ للوفاة لأي سبب، وخطر الوفاة بسبب السرطان بنسبة 28٪ أقل من أولئك الذين لم يفعلوا ذلك، فالأشخاص الذين يلتزمون بتركيز نمط الحياة على الراحة وممارسة الرياضة والتواصل الاجتماعي مع الأصدقاء على وجه الخصوص كانوا أقل عرضة للوفاة من أمراض القلب والأوعية الدموية.
وقد نظر الفريق في نتائج الاستبيانات التي ملأها 110.799 شخصًا تتراوح أعمارهم بين 40 و 75 عامًا من دراسة سكانية تسمى Biobank في المملكة المتحدة. تم تقييم المشاركين وفقًا لما إذا كانوا يتبعون نظامًا غذائيًا على نمط البحر الأبيض المتوسط. كيف يأكلون، مثل الحد من الملح أو شرب المشروبات الصحية كالعصائر؛ وكذلك عاداتهم الاجتماعية ومقدار ما مارسوه وراحتهم.
كشفت الدراسة أنه بعد تسع سنوات، توفي 4247 من المشاركين، و 2401 من السرطان و 731 من أمراض القلب والأوعية الدموية، وقد وجد الباحثون أن أولئك الذين اتبعوا أسلوب حياة البحر الأبيض المتوسط عن كثب، وخاصة الفئة الثالثة، كان لديهم أقل خطر للوفاة.
حسب الموقع السابق insider.com ، أكدت الباحثة الرئيسية د.مرسيدس سوتوس-برييتو، عالمة الأوبئة التغذوية في جامعة مدريد المستقلة بإسبانيا، وأستاذ مساعد في كلية هارفارد تي إتش تشان للصحة العامة، لـ Insider أن نمط حياة البحر الأبيض المتوسط هو "أسلوب حياة صحي تقليدي وثقافي. "
ونصحت سوتوس-برييتو إن على الناس أن يحاولوا اتباع أسلوب حياة سكان البحر المتوسط بطريقة تتماشى مع ثقافاتهم الخاصة، وقالت: "تشير هذه الدراسة إلى أنه من الممكن للسكان غير المتوسطيين تبني نظام البحر الأبيض المتوسط الغذائي باستخدام المنتجات المتاحة محليًا واعتماد نمط الحياة المتوسطي الشامل ضمن سياقاتهم الثقافية الخاصة".
• كيف تأكل قد يكون بنفس أهمية ما تأكل
حمية البحر المتوسط تتكون في الغالب من أطعمة وعادات طبخ معينة مثل تتبيل الوجبات بالبهارات بدلاً من الملح الزائد، على سبيل المثال - تشير الدراسة إلى أن كيفية استهلاك الطعام لا تقل أهمية عن ماهيته.
تقول سوتوس-برييتو إن الوجبات لا بد أن يتم الاستمتاع بها مع العائلة والأصدقاء، فالعيش المشترك والجانب الاجتماعي هما سمة أساسية في نمط الحياة، على أن الحفاظ على النشاط يُرى أيضًا من خلال عدسة المجتمع، وغالبًا ما يكون شيئًا يفعله الناس معًا، مثل المشي مع الأصدقاء، حيث يبدو أن الراحة أمر أساسي، فالعديد من سكان دول البحر الأبيض المتوسط يأخذون قيلولة قصيرة في منتصف الظهيرة أو "القيلولة" بالإضافة إلى إعطاء الأولوية للنوم من ست إلى ثماني ساعات في الليلة.
وبحسب الدراسة "فقد ثبت أن كل هذه العناصر مرتبطة بأمراض القلب والأوعية الدموية ؛ ومع ذلك، فإن هذه الدراسة تقيم ارتباطها جميعًا بمؤشر نمط الحياة المتوسطي الشامل، كطريقة أفضل لتقييم التآزر فيما بينها جميعًا وطريقة الحياة"