الحمل والإنجاب وتكوين أسرة، حُلم كل امرأة بعد الزواج، والأمر يكون ميسّراً وطبيعياً بين سن العشرين وحتى الثلاثين.. وعلى الرغم من أن حمل المرأة بعد سن 35 عاماً يمكن أن يكون آمناً وناجحاً في العديد من الحالات، إلا أنكِ تجدين في حصاد العام 2023.. دراسات تؤكد على وجود مخاطر محتملة للحمل بعد سن 35 عاماً.
حيث تشير تلك الدراسات إلى وجود بعض المخاطر والتحذيرات المحتملة.. ولهذا، على النساء اللاتي يفكرن في الحمل بعد سن 35 عاماً، استشارة الطبيب؛ لتقييم صحتهن وتوجيههن بشأن أيّة احتياطات أو رعاية طبية إضافية قد تكون ضرورية.. وفي هذا التقرير، سنطالع معاً أسباب الربط بين مخاطر الحمل وسن الحامل، ونتعرف على مضمون تلك الدراسات، ونستفيد من النتائج التي تشير إليها.
اللقاء والدكتور عبدالعزيز شحاتة أستاذ النسا والتوليد.. للشرح والتوضيح.
تأثير التقدم في العمر على الحمل والخصوبة
- سؤال طرحته معامل البحث الطبية والمستشفيات العلاجية في أنحاء العالم، وحرصت على البحث عن إجابة علمية له، وذلك قبل أن يدور في عقل الحامل التي تريد الحمل والإنجاب في سن أكبر من 30 أو 40 عاماً أو يزيد.
- والإجابة: إن احتمال المخاطر يرجع إلى إنخفاض معدل الخصوبة لدى المرأة بعد عمر 35 عاماً؛ حتى مع استخدام التقنيات الحديثة للحمل؛ فإن فرص الحمل تكون أقل؛ مقارنةً بالنساء الشابات.
- حيث تولد المرأة بعدد محدود من البويضات، والذي يقلّ تدريجياً مع التقدّم في العمر؛ وفقاً لما نشرته الكلية الأمريكية لأطباء الأمراض النسائية والتوليد.
- وعلمياً، نجد أن عدد البويضات لدى المرأة في عمر الإخصاب ما بين 300 ألف إلى 500 ألف بويضة، لكنه يقل من 25,000 بويضة في سن 37 إلى 1000 بويضة في سن 51.
- وربما جاءت الإجابة من خلال حصاد العام 2023؛ لتؤكد احتمالية وجود مخاطر محتملة للحمل بعد سن 35 عاماً، وما فوق هذا العمر.
تعرفي على.. معتقدات عن خصوبة المرأة.. تعرفي إليها ولا تصدقيها
دراسة تؤكد إنجاب أطفال يعانون من التشوه بعد سن 35 عاماً
- وفقاً لدراسة نُشرت في مجلة أمراض النساء والتوليد بالدانمارك، أكدت أن من بين 369.516 امرأة حاملاً في الدانمارك، كانت النساء الأكبر من 35 عاماً، أكثر عُرضة لـ الحمل والإنجاب لأطفال يعانون من تشوّهات الكروموسومات.
- كما أن نفس السيدات الحوامل يتعرض بعضهن للإجهاض أو الولادة المبكرة؛ مقارنة بنظيراتهن الأصغر سناً، بجانب عدد آخر من الدراسات، أظهرت وجود نفس العلاقة بين عمر الأم المتقدم والعيوب الخِلقية أو ولادة جنين ميّت.
- وحذر الباحثون من أنه، على الرغم من أن العديد من العوامل يمكن أن تساهم في نتائج الحمل السلبية، إلا أن عمر الأم المتقدم يؤدي إلى مخاطر إجمالية.
دراسة تربط بين تأجيل الإنجاب- لما بعد الثلاثين- بصعوبة الحمل
- قامت الكلية الأمريكية لأطباء التوليد وأمراض النساء بدراسة، ربطت فيها بين محاولة بعض السيدات تأجيل الحمل، وبين صعوبة الحمل والمخاطر الرئيسية التي يواجهنها.
- حيث تؤكد الدراسة أن الخصوبة لدى معظم النساء، تبلغ ذروتها في أواخر سن المراهقة وحتى أواخر العشرينات، وعندما تدخل المرأة الثلاثينيات من عمرها، تبدأ قدرتها على الحمل في الانخفاض، وتتسارع بسرعة عند سن 35 عاماً.
- وبمجرد وصول المرأة إلى 45 عاماً، تتضاءل قدرتها على الحمل بشكل طبيعي إلى حد كبير.. وبشكل أكثر توضيحاً، ينتج انخفاض الخصوبة عن قلة عدد البويضات وضعفها في المبيضين.
- حيث تولد النساء ومعهن مخزون من البويضات طوال حياتهن، ومع تقدمهن في السن، تنخفض كمية ونوعية تلك البويضات؛ مما يمهد الطريق لمشاكل وصعوبة أثناء الحمل.
- بجانب انخفاض الخصوبة عند الرجال أيضاً مع تقدم العمر؛ حيث ينخفض عدد الحيوانات المنوية وحركتها وحجم السائل المنوي.
دراسة تكشف علاقة متلازمة داون بالحمل في سن 35 عاماً
- دراسة نُشرت في مجلة "The Lancet" وقدّمت أدلة على زيادة خطر الإصابة بمتلازمة داون، وأمراض أخرى لدى الأمهات اللاتي يحملن بعد سن 35 عاماً.
- وتعَد متلازمة داون من أبرز مخاطر الحمل لدى النساء في سن متقدم من الحمل، والمتلازمة تأتي بسبب خلل في الكروموسومات، يُعتقد أنها مرتبطة بشيخوخة البويضات (تقدم عمر الأم).
- والأرقام البحثية تشير إلى أنه بحلول سن الأربعين، تتعرض واحدة من كل 100 امرأة لخطر إنجاب طفل مصاب بمتلازمة داون؛ حيث إن بويضات النساء الأكبر سناً، تكون أكثر عُرضة للانقسام الصبغي غير الصحيح.
دراسة تحدد زيادة معدلات الإجهاض غير المعروف بعد سن 35 عاماً
- وفي دراسة نُشِرَت في مجلة "Fertility and Sterility"، حدد الباحثون زيادة معدلات الإجهاض الطبيعي غير معروف السبب، بالنساء اللاتي يحملن بعد سن 35 عاماً.
- وقد يشير مصطلح الإجهاض التلقائي أحياناً إلى حدوث شيء خاطئ أثناء الحمل، والحقيقة العلمية أن كثيراً من حالات الإجهاض التلقائي، تحدث بسبب عدم نموّ الجنين نمواً طبيعياً.
- وهي تجربة شائعة نسبياً، لكن ذلك لا يجعل الأمر سهلاً، وعليك تفهُّم سبب حدوث الإجهاض التلقائي، والأمور التي تَزيد خطورته، والرعاية الطبية التي قد يلزم اللجوء إليها.
- فإذا كنتِ أكبر من 35 عاماً، فستكونين أكثر عُرضة للإجهاض التلقائي؛ مقارنةً بالنساء الأصغر سنًا؛ ففي هذا العمر، تكون نسبة الخطورة 20% تقريباً.. وفي عمر 40 عاماً، تكون نسبة الخطورة بين 33 إلى 40% تقريباً.. وفي عمر 45 عاماً، تتراوح النسبة بين 57 و80%.
تعرفي على.. العوامل التي تزيد من خطر التعرض للإجهاض التلقائي
دراسة تربط بين الإصابة بارتفاع ضغط الدم.. والحمل بعد سن 35 عاماً
- حيث تشير بيانات مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة، إلى أن النساء اللاتي يحملن بعد سن 35 عاماً، قد يكون لديهن مخاطر أكبر للإصابة بالتوسُّع الشريانِي الرئوي، وارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل.
- والمعروف أن ارتفاع ضغط الدم للحامل، له أسباب كثيرة، منها: تدفّق كمية غير كافية من الدم إلى الرحم، مشاكل في الجهاز المناعي، التغذية غير السليمة.. بينما يشكل التقدم في السن، نسبة ليست قليلة لخطر الإصابة بالارتعاج؛ خاصة لدى النساء الأكبر من 35 عاماً.
دراسة تربط بين التوتر الحملي والحمل بعد سن 35 عاماً
- ونُشِرَت الدراسة في مجلة بفنلندا "PLOS Medicine"، أن هناك زيادة بنسبة الإصابة بالتوتر الحملي وارتفاع ضغط الدم والتسمم الحملي، لدى النساء اللاتي يحملن بعد سن 35 عاماً.
- والمعروف أن أطفال النساء اللاتي يعانين من توتر شديد أثناء الحمل، هم أكثر عُرضة للإصابة باضطراب الشخصية بنحو 10 أضعاف، حين يبلغون سن الثلاثين وما فوق.
- كما أشارت الدراسة إلى أن تعرُّض المرأة الحامل لتوتر معتدل لفترة طويلة، قد يكون له تأثير على نمو الطفل وتطوره، وقد يستمر هذا التأثير إلى ما بعد ولادة الطفل.
- وقد تابعت الدراسة مستويات التوتر لأكثر من 3600 امرأة حامل في فنلندا، كما جرت متابعة أطفالهن بعد الولادة.. ويشير الأطباء النفسيون إلى ضرورة حصول الأمهات على دعم نفسي، ومساعدة متخصصة في فترة الحمل؛ لضمان سلامة صحتهن العقلية.
- سيدتي.. انتبهي، هذه الدراسات تُظهر ارتباطاً إحصائياً فقط، بمعنى أنها تعتمد على عدد من السيدات كثُر عددهن أو قل.. ولا تعني أن كل امرأة تحمل بعد سن 35 عاماً ستواجه تلك المشاكل.
ملاحظة من «سيدتي نت»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.