يقول ألفريدو لا مونت: "أن تحب هو أن تُعجب بالقلب، لكن الإعجاب هو أن تحب بالعقل".
الإعجاب والحب أمران متشابهان ولكنهما ليسا متطابقين، هما حقيقتان تسيران دائماً جنباً إلى جنب، وقد تكمل إحداهما الأخرى؛ فعندما تحب تُعجب، ولكن ليس دائماً عندما تُعجب فإنك تحب! فكيف يتحول شعور الإعجاب إلى حب؟ تابعي السياق التالي لتعرفي.
عندما يُوجد الحب لا بُدَّ أن يُوجد الإعجاب!
تقول عزة أبو العينين استشاري التنمية البشرية والدعم الذاتي لـ"سيدتي": "عندما يُوجد الحب لا بُدَّ أن يُوجد الإعجاب؛ فالأمر الذي يميز الإعجاب عن الحب دقيق للغاية على أنه من غير المعتاد الخلط بين كلا الشعورين. وهذا ليس غريباً؛ لأن هذه المشاعر تنطوي على ديناميكية معقدة، فيمكنك الإعجاب دون أن تحب بقلبك، لكن لا يمكنك أن تحب دون أن يكون هناك في الوقت نفسه جزء من الإعجاب، وقد يزداد الأمر تعقيداً إذا اعتقدنا أن الوقوع في الحب ينتج عنه صورة مثالية معينة للشخص المحبوب. في تلك المرحلة الأولى من العلاقة، يكون الإعجاب والحب متماثلين تقريباً. بمرور الوقت، يبدأ أحدهما أو الآخر في أخذ الأسبقية. وأخيراً، يتم تحديد كل شيء من خلال العقل والقلب".
فمثلاً أن تُعجب بشخص ما شكلياً قد يضعك في حيرة من أمرك، خاصة لو كنت تشاهده بشكل دائم؛ فيتم الخلط بينه وبين الحب، فمن المتعارف عليه أن الحب والإعجاب يسيران جنباً إلى جنب. ومع ذلك، لا يحدث الشيء نفسه عندما يتم عكس الشروط. وهذا يعني أنه عندما يكون هناك إعجاب، فإن الحب لا يكون موجوداً دائماً، ويأتي تعقيد هذا المنطق لأن الناس يميلون جداً إلى إضفاء المثالية على الآخرين عندما يستجيبون بطريقة ما لتوقعاتهم أو احتياجاتهم، ومن ثَم فأنت تضفي كثيراً من المثالية، التي تتعلق بإسناد فضائل لا يمتلكها الآخرون أو قد تبالغ في بعض الأخلاقيات العادية التي يمتلكونها يحدث هذا كثيراً في بداية مرحلة الوقوع في الحب على أننا لا بُدَّ أن نعرف أن الأساس الذي يُبنى عليه الحب في هذه المرحلة يكون ضعيفاً؛ لأن جزءاً كبيراً من هذا الحب يكون مبنياً على التوقعات والتخيلات.
الحب الحقيقي والإعجاب
تقول عزة: "الحب الحقيقي لا يركز كثيراً على إيقاظ الحب في الآخر بقدر ما يركز على بذل الذات من أجل خير الآخر. إنه ليس شعوراً أنانياً وإعجاباً معمياً، ولا ينشأ بين عشية وضحاها. إنه يعني المعرفة والقبول، وبالطبع الإعجاب، وفي هذه الحالة يكون الإعجاب متولداً من المعرفة والاعتراف، ومن ثَم قد يكون الإعجاب عنصراً مهماً للحفاظ على الحب الصحي والكامل لفترة طويلة؛ فعندما نتوقف عن الإعجاب فقط بالصفات السطحية مثل الجمال الجسدي أو الشهرة أو المال، سيمكننا أن نتعرف إلى السمات الأعمق في من نحب، ومن ثَم سيكون الحب في هذه الحالة مبنياً على الالتزام والإعجاب المتبادل".
يمكنكِ التعرف إلى المزيد إذا تابعت السياق التالي: التفريق بين الحب الحقيقي والحب العابر؟
ما الفرق بين نظرات الإعجاب ونظرات الحب؟
تبدأ مشاعر الإنسان تجاه الطرف الآخر تدريجياً في التكوُّن من خلال نظرات الإعجاب والانجذاب الجسدي لأناقته وشكله وطريقة تعامله مع الآخرين؛ فتجد نفسك تلقائياً تقلد حركات وردود أفعال الطرف الآخر نفسها دون قصد، ما يزيد من التعلق والانجذاب بين الطرفين، وعندما يصل الإنسان إلى مرحلة الحب؛ يزداد اهتمامه بالطرف الآخر ويرغب في التحدث معه أكثر ومعرفة كل شيء عنه. وتتوطد العلاقة فيرسل له رسائل نصية تحمل عبارات الحب والرومانسية، ويقدم له الهدايا التي تعبر عن حبه واهتمامه به، ويشجعه على الوصول إلى أهدافه ولا يشعر بالغيرة من نجاحه، كما سيحاول الحبيب أن يثبت بكل تصرفاته مدى حبه واهتمامه بمشاعره.
علامات الإعجاب التي تكرس للحب
تؤكد عزة أنه من أصعب الأمور أن يكون الإنسان غير قادر على التعبير عن إعجابه أو شعوره تجاه شخص ما؛ حيث تظهر على الشخص بعض العلامات اللا إرادية بجسده بوصفها ترجمة لما يشعر به، ومن بين علامات الإعجاب:
- ضم الذراعين والهروب من التواصل البصري؛ حتى لا ينكشف أمام من يحب ويحاول إخفاء اهتمامه ومشاعره.
- يشعر الشخص المعجب الذي يحب في صمت بالارتباك والخجل، الذي يصاحبه احمرار الوجه؛ ما يدل على إعجابه الذي يحاول إخفاءه.
- عندما يجتمع الشخص المعجب بالطرف الآخر في مكان واحد، فإنه قد يتلعثم في الكلام ولا يقدر على التحكم في نفسه ولا أعصابه بسبب شدة التوتر لديه.
- من علامات الحب النظر من بعيد إلى الطرف الآخر، وعندما يلاحظ يحاول الشخص القيام بأي شيء آخر؛ حتى لا يلفت الانتباه، حتى إنه قد يغادر المكان.
بالسياق التالي يمكنك أيضاً التعرف إن كنت تعيشين حالة حب أم إعجاب؟ إكتشفي هنا!
كيف يتحول الإعجاب إلى حب؟
تقول عزة: "الحب من أرقى المشاعر التي يمكن أن يشعر بها الإنسان"، وهو ثلاثة مراحل:
- مرحلة الإعجاب
- مرحلة الانجذاب
- مرحلة الحب والولع بالطرف الآخر.
ويتحول الإعجاب لحب عندما:
- يجد أحد الطرفين أنه لا يمل من الحديث مع الشخص الآخر أبداً، ويريد التعرف إليه أكثر وطرح الأسئلة لمعرفة التفاصيل الصغيرة.
- يخلو من المصالح والاستغلال والنظر إلى إعطاء الطرف الآخر ما يستحقه من مشاعر واهتمام وتقدير.
- يشعر المرء أنه يريد أن يقضي بقية حياته مع هذا الشخص؛ فقد تجاوز مرحلة الإعجاب إلى الحب الحقيقي، وليس المزيف، وهنيئاً لمن ينال هذا الحب.
نصائح للارتقاء بالعلاقة من الإعجاب إلى الحب
- الحديث بحرية، فيجب على المعجب أن يترك الطرف الآخر يتحدث بحرية دون توجيه انتقادات أو عبارات سلبية.
- الفضول وحب التعرف إلى شخصية الطرف الآخر؛ فرغبة الشخص في التعمق في تفاصيل الشريك تزيد من المشاعر والعواطف التي يمتلكها، ويتحول شعور الإعجاب إلى حب وتعلق به أكثر.
- الثقة بالنفس فينجذب إليك الطرف الآخر بطريقة أسرع؛ فالثقة بالنفس من أكثر الأشياء التي يهتم بها الإنسان.
- لا تتعجل؛ فكلما تأخر الإنسان في الحكم على مشاعره، كان متأكداً مما يريده ويستطيع التفريق بين ما إذا كان مجرد إعجاب عابر أو أنه حب حقيقي.
- السيطرة على النفس وإخفاء المشاعر قدر الإمكان؛ حتى لا تثير خوف الطرف الآخر.
- النضج العاطفي والفكري الذي يمكن أن يتميز به الإنسان؛ ما يثير فضول الطرف الآخر ورغبته في معرفة المزيد عن شخصيته والوقوع في حبه دون أن يدرك ذلك.
بالسياق التالي تعرفي إلى طرق التعبير عن الحب من دون كلام