اختلف العلماء والباحثون حول تحديد بداية تكوين ذاكرة الطفل؛ فريق أكد ان الذاكرة لدى الطفل تتبلور قبل ان يُولد؛ حيث يبدأ الجنين في الثلث الأخير من الحمل في حفظ وتسجيل بعض المعلومات في دماغه، وعند ولادته يتذكرها شيئاً فشيئاً.
يخزن صوت أمه، وعندما يُولد يستطيع أن يميزه، كما أنه يستطيع حفظ أناشيد الأطفال إذا ما سمعها بصورة مستمرة ومنتظمة خلال الحمل، ويتمكن من تذكرها عند تشغيلها له عندما يبلغ الشهر الرابع من عمره،
بينما توصلت دراسة جديدة صادرة عن جامعة ميموريال الكندية؛ أن الذكريات المبكرة التي يمكن للطفل تذكرها، تبدأ من عمر عامين ونصف العام فقط، وعند تجاوز هذا العمر يصبح لديهم ذاكرة بالأحداث التي يمرون بها.
لمزيد من التوضيح كان اللقاء والدكتورة بثينة عبد الحليم أستاذة التربية بكلية الطفولة المبكرة، الذي خصت به "سيدتي وطفلك".
معلومات عن الذاكرة
الذاكرة القوية هي مهارة حياتية أساسية تساعد الأطفال على التفوق في دراستهم وأنشطة حياتهم اليومية، يستطيع الطفل بها التعرف إلى رائحة أمه التي تبعث في نفسه الراحة، ويستطيع حفظ شكل أمه بعد مرور أربعة أيام على ولادته، وبعد فترة وجيزة يحفظ شكل أبيه.
تطوير ذاكرة الطفل وتنميتها يتأثر بمجموعة من العوامل بما في ذلك: الوراثة والبيئة والتجارب الفردية؛ فالأطفال الذين يُولدون في مستويات عالية من التوتر يجدون صعوبة في تكوين الذكريات أو الاحتفاظ بها.
كما أن تكرار تجربة ما للطفل الرضيع تساعده على تذكرها بشكل أسرع، كما أنها تقوي الذاكرة لديه، مثل تكرار تمرين له، أو تكرار زيارته لأحد الأقارب.
كلما تقدم عمر الطفل؛ فسيكون قادراً على تذكر كم كبير من الأمور، وخاصة الأشخاص الذين مروا بحياته، وهذا ما يفسر خوفه وحذره من الأشخاص الذين لا يعرفهم.
دور الوالدين في بناء ذاكرة أطفالهم
يمكن للوالدين لعب دور مهم في تسهيل عملية بناء ذاكرة أطفالهم، حيث يمكنهم تقوية وتحفيز ذاكرة أطفالهم.
الأطفال يتذكرون الذكريات المبكرة ببساطة عن طريق سؤال الآباء عن أول ذكرياتهم، نظراً لأن تلك الذكريات يتم استرجاعها بكل يسر عند السؤال.
استرجاع الذكريات المبكرة للأطفال يكون مثل التليسكوب؛ فكلما كانت بعيدة، فإن من السهل استرجاعها وتذكرها بسهولة.
يعتقد العديد من الباحثين أن الأطفال يبدؤون في تكوين الذكريات منذ الطفولة؛ حيث يمكن للأطفال الذين تقل أعمارهم عن 6 أشهر تذكر صوت أمهاتهم أو رائحة منزلهم.
مع ذلك فإن هذه الذكريات المبكرة قصيرة العمر، وعادة ما تتلاشى في غضون ساعات أو أيام قليلة، وذلك لأن العمليات الإدراكية والعصبية اللازمة للاحتفاظ بالذكريات لم تنضج بعد.
ومع تقدم الأطفال في السن، تتحسن قدرات ذاكرتهم أيضاً، وبحلول سن 3 أو 4 سنوات، يكون معظم الأطفال قادرين على تكوين ذكريات طويلة الأمد، يمكن أن تستمر لأسابيع أو شهور أو حتى سنوات.
نصائح لتقوية وتنشيط ذاكرة الطفل
النوم الكافي:
يجب أن يحصل الطفل على مدة كافية من النوم، وذلك لحمايته من التعرض لضعف الذاكرة، ولتحسين قدرته على استيعاب الأحداث التي تدور حوله، كما يجب الحذر من نوم الطفل الزائد؛ حتى لا يُصاب الطفل بالخمول.
النظام الغذائي المتوازن:
تقديم وجبات غذائية متوازنة وغنية بالعناصر الغذائية، كالألياف، والبروتينات، والكربوهيدرات والمعادن المختلفة؛ تنشط الذاكرة لدى الطفل، ومن الأطعمة التي تحسن الذاكرة: الخضار والفواكه، والحليب ومشتقاته الغنية بالمعادن والأملاح والفيتامينات.
الروتين وقراءة القصص
تنظيم روتين يومي للطفل يساعد على تقوية الذاكرة لديه، وقراءة القصص القصيرة بصوت عالٍ وبشكل متكرر، ترسخ القصة في ذاكرة الطفل، وبالتالي تتطور الذاكرة لديه.
تحديد وقت الشاشات
ضرورة التقليل من مشاهدة الرسوم المتحركة، حيث إن هذه المشاهدات تعوق عمل المخ، ويمكن استبدال الرسوم ببرامج أطفال مفيدة تعمل على تنمية المخ.
تشجيع المشاركة النشطة
يمكن أن تساعد المشاركة النشطة الأطفال على فهم المعلومات وتذكرها بشكل أفضل، بمعنى ان تشجع طفلك على المشاركة في الأنشطة والمناقشات المدرسية وطرح الأسئلة إذا لم يفهم شيئاً.
إنشاء إجراءات روتينية
يمكن أن يساعد وضع إجراءات روتينية الأطفال على تذكر المهام التي يجب إكمالها بانتظام؛ حدد وقتاً ثابتاً للدراسة، ووقتاً للواجب المنزلي؛ فهذه الطريقة يمكن للأطفال إدارة مهامهم اليومية بكفاءة.
تشجيع ممارسة الرياضة
لا تعزز التمارين البدنية النمو الجسدي والتطور فحسب، بل تعزز أيضاً وظائف المخ. شجع طفلك على الانخراط في الأنشطة البدنية مثل الجري أو السباحة أو ركوب الدراجات؛ فستتحسن الدورة الدموية في الدماغ، وتعزز صحتها ويتم الاحتفاظ بالذاكرة.
ممارسة التكرار
التكرار هو أكثر التقنيات فعالية لبناء الذاكرة، فيمكن للمراجعة المنتظمة للمعلومات التي تم تعلمها للأطفال أن تساعد على تذكرها لفترة أطول، شجع طفلك على تدوين المعلومات بشكل متكرر وحفظها وتكرارها بصوت عالٍ؛ ما يساعد على الاحتفاظ بها بالذاكرة.
ملاحظة من "سيدتي نت": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج؛ عليكِ باستشارة طبيب متخصص.