تُعرف الأكزيما عند الأطفال على أنها حالة تصيب الجلد لأسبابٍ غير واضحة، مُسببةً أعراضاً مزعجة، أبرزها الحكة الشديدة التي قد تسبب خدش الجلد؛ لتتفاقم الحالة أكثر، وتتيح الفرصة لتعرُّض هذه الخدوش للالتهابات المختلفة، لكنها غير مُعدية ولا يمكن أن تنتقل من طفل لآخر كما قد يعتقد البعض.
ومن جانب آخر، تُعَدُّ الأكزيما مرضاً يعاني منه العديد من الأطفال في شكل التهابات جلدية، تظهر على شكل حساسية وبقع جافة تثير الحكة، ويميل لونها للأحمر، والتهاب الجلد أحد أشهر أنواع أكزيما الأطفال المنتشرة. "سيدتي" التقت مع دكتور الأمراض الجلدية حسن عبد السلام؛ لشرح أسباب وعلامات الأكزيما وأنواعها، واستعراض لبعض النصائح للأمهات.
مرض الأكزيما
أكزيما الأطفال عبارة عن حكة شديدة في الجلد وخاصة الوجه، ومن أهم أسبابها العامل الوراثي، وتظهر للطفل في الأسابيع الأولى من الولادة، وتختلف ما بين أكزيما حادة ومتوسطة وبسيطة.
تنتشر الأكزيما عند الأطفال وتظهر على شكل بقع جافة حمراء تُعرَف لدى الكثيرين؛ على أنها أحد أنواع التهاب الجلد التأتبي الأكثر شيوعاً بين الأنواع الأخرى.
ويقتصر علاج الأكزيما على استخدام بعض المراهم والمستحضرات الموضعية على الجلد بهدف تخفيف التحسس والحكة فقط؛ إذ لا تتوافر حتى الآن علاجات تامة للقضاء على الأكزيما.
أنواع الأكزيما:
- أكز يما حادة: تتميز بوجود احمرار وحكة شديدة، ويكون على جلد الطفل دائماً مادة لزجة تجف وتسبب قشور، ويمكن أن تسبب التهابات تقيحية في الجلد.
- أكزيما متوسطة:تكون عبارة عن احمرار وجفاف شديد وحكة.
- أكزيما بسيطة: تكون مجرد خشونة في الجلد.
أسباب الأكزيما عند الأطفال
أسباب إصابة بعض الأطفال بالأكزيما غير محددة حتى الآن، لكن يميل بعض الاختصاصيين إلى أنها تظهر نتيجة تأثير مجموعة من العوامل الجينية والبيئية.
- ترتفع فُرَص الإصابة بالأكزيما لدى الأطفال ممن لديهم تاريخ عائلي بإصابة أحَد المقربين بالتهاب الجلد التأتبي، كما يرتفع خطر الإصابة بها في حال إصابة أحد أفراد العائلة إما بحمى القش (الكلأ) أو الربو.
- يعاني بعض الأطفال المُصابين بالأكزيما من الربو أو حمى الكلأ، وتختلف الاستجابة المناعية للأجسام بين طفلٍ وآخر لدى مقاومتها لمُسببات الحساسية الجلدية المختلفة.
- تتسبب الحرارة والجفاف بتهيُّج الجلد لدى بعض الأطفال، في حين البعض الآخر يُظهِر رد فعلٍ تحسُّسي تجاه حبوب اللقاح أو الغبار، أو مواد التنظيف أو العدوى الفيروسية، كما أن عدم احتمال أصنافٍ من الطعام يُعد سبباً في تهيُّج الأكزيما.
هل تعرفين الفرق بين الحساسية والربو؟
أعراض الأكزيما عند الأطفال
يختلف ظهور الأكزيما عند الأطفال وفقاً للفئة العمرية التي يُصنفون ضمنها:
- تغزو الأكزيما باطن الركبة والكوعين لدى الأطفال ممن تفوق أعمارهم العامين.
- يتأثر الوجه وفروة الرأس غالباً بالأكزيما لدى الأطفال الرُّضَّع دون العامين.
- ظهور بقع حمراء جافة ومقشرة، يمكن أن تصبح داكنة وأكثر سُمكاً لدى الأطفال، ذلك إذا ما ترافقت مع حكة شديدة استمرت لأسابيع أو أشهر، وذلك نتيجة خدش الجلد المتواصل؛ ما قد يتسبب أيضاً بتقرحات وبثور وسوائل يصرفها الجلد بعد إصابته بالعدوى.
علاج الأكزيما عند الأطفال
- العناية الجيدة بالجلد لدى الأطفال المُصابين، واستخدام بعض الأدوية التي تستهدف تخفيف الأعراض المصاحبة: مثل الحكة والتهيُّج.
- الاستحمام بالماء الدافئ لمدة 10 دقائق كحد أقصى كل يوم أو يوماً بعد يوم؛ ما يساهم في ترطيب الجلد الجاف لدى الطفل، وتخفيف الحكة والتهيُّج.
- تجنُُّب فرك الجلد أو استخدام المنظفات بأنواعها، خصوصاً تلك التي تحتوي على مواد عِطرية.
- استخدام مرطب يُوضَع على الجلد لحثه على الاحتفاظ برطوبته قدر المُستطاع، وفقاً لتعليمات الطبيب، كالستيرويدية (المنشطة) وغير الستيرويدية.
- الحرص على أن يرتدي الطفل ثياباً قطنية نظيفة، على أن تُغسَل بمساحيق غير عطرية أيضاً.
- محاولة تخفيف الحكة؛ بتناول مضادات الهيستامين، أو مساعدة الطفل على التوقُّف عن الاستجابة للحكة.
- ارتداء القفازات القطنية يمكن أن يساهم كذلك بتخفيض فرص حدوث ذلك.
- العلاجات البيولوجية، وهي عبارة عن أدوية تستهدف أجزاء من الجهاز المناعي المسؤول عن تهيُّج الجلد.
أسباب وأعراض أخرى للأكزيما
- العامل الوراثي يلعب دوراً مهماً في إصابة الأطفال بالأكزيما، ليس بالضرورة أن تكون حساسية جلدية، يمكن أن تكون في الصدر أو الأنف أو العين أو الجلد، وتظهر في الأسابيع الأولى بعد الولادة.
- هذه الحساسية تسبب خشونة في الجلد وخصوصاً في الوجه، واحمراراً في الجلد، ووجود مادة لزجة وإفرازات مصاحبة للالتهابات، مع خروج سائل بلازما الدم من الجلد.
- عادة يصاحب الأكزيما شعور بالحكة الشديد، وتصيب الطفل بحالة من العصبية؛ لأن لديه رغبة شديدة في الحكة، لكنه لا يتمكن من ذلك نتيجة محدودية يديه؛ فيحاول حك وجهه في ملابس والدته.
نصائح للأمهات
- بجانب ارتداء الطفل لملابس قطنية 100 بالمائة، يجب على الأم المصاب طفلها بالأكزيما أن تراعي ارتداء ملابس قطنية والابتعاد عن الملابس الخشنة؛ حتى لا يحك الطفل جلده في ملابسها.
- استخدام غسول معين خاص بالجلد الحساس وليس الغسول العادي للأطفال، وعدم استخدام الكريمات المعطرة، ولكن استخدام كريمات مرطبة.
- الاكتفاء بالاستحمام من 2 إلى 3 مرات أسبوعياً، ولا بُدَّ من دهان الجلد بكريم مرطب لتعويض طبقة الرطوبة التي تُفقد في أثناء الاستحمام.
- المكوث في مناخ رطب معتدل والابتعاد تماماً عن المناخ الجاف.
- على الأمهات في أثناء الرضاعة تناول أطعمة لا تسبب الحساسية للطفل، وتكون دقيقة الملاحظة لمعرفة نوع الأكلة التي إذا تناولتها تسبب حساسية لطفلها.
*ملاحظة من "سيدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.