كيف يؤثر التاريخ العائلي على خطر الإصابة بسرطان الثدي؟

التاريخ العائلي يزيد خطر الإصابة بسرطان الثدي- المصدر freepik
التاريخ العائلي يزيد خطر الإصابة بسرطان الثدي- المصدر freepik

ثمة علاقة وثيقة بين التاريخ العائلي والإصابة بالسرطان، وسرطان الثدي تحديداً. فإذا كان أحد أفراد عائلتك قد تعرض لهذا المرض من قبل فإن فرصة الإصابة قد تكون أعلى من أخريات لم تمر عائلاتهن بهذه التجربة.
تم توثيق هذه العلاقة من قبل العديد من الدراسات العملية. ويعد سرطان الثدي من أكثر أنواع السرطان شيوعًا بين النساء، لكن لا تتوقف فرص الإصابة به على التاريخ العائلي فحسب، بينما ثمة عوامل أخرى تلعب دوراً مهماً في احتمال الإصابة.
إليك الإجابة على سؤال "كيف يؤثر التاريخ العائلي على خطر الإصابة بسرطان الثدي؟"، في الآتي:

العلاقة بين الوراثة وسرطان الثدي

عندما وجود تاريخ عائلي للإصابة بسرطان الثدي، خصوصاً بين الأقارب من الدرجة الأولى مثل الأم، الأخت، أو الإبنة، فإن خطر الإصابة يشتد. وتعتبر الجينات الوراثية، خاصةً الطفرات الجينية BRCA1 وBRCA2، من العوامل المهمة التي ترفع خطر الإصابة بسرطان الثدي. وفقًا لمؤسسة السرطان الأمريكية، فإن النساء اللواتي لديهن طفرة في أحد هذين الجينين قد يواجهن خطراً أكبر يصل إلى 70% للإصابة بسرطان الثدي خلال حياتهن.
وبحسب المؤسسة الأمريكية فإن الطفرات الجينية قد تشمل جينات أخرى، حيث أن الجينات BRCA ليست الوحيدة التي ترتبط بسرطان الثدي، فهناك أيضًاً طفرات في جينات أخرى مثل TP53 وCHEK2 التي من شأنها رفع احتمال الإصابة، لكنها أقل شيوعاً.

عوامل تزيد خطر الإصابة بسرطان الثدي

الفحص المبكر يساعد على الوقاية من سرطان الثدي- المصدر freepik


وثقت الدراسات أهمية التاريخ العائلي وتأثيره في احتمال الإصابة بسرطان الثدي، وتم رصد مجموعة من العوامل التي تزيد من خطورة العلاقة بين الوراثة ومعدلات الإصابة بسرطان الثدي، ومنها:

إصابة أقارب الدرجة الأولى

النساء اللواتي لديهن أقارب من الدرجة الأولى مصابات بسرطان الثدي، أكثر عرضة للإصابة بسرطان الثدي، وبحسب الدراسات يمكن القول أن فرص الإصابة تتضاعف حال وجود تاريخ عائلي من الدرجة الأولى مثل الأم أو الأخت.

العمر

إذا كانت الإصابة بسرطان الثدي قد حدثت لإحدى أقارب النساء من الدرجة الأولى في عمر مبكر، فإن خطر الإصابة لديكِ يزداد خطورته، لذلك يجب إجراء فحوص سنوية بدءاً من المرحلة العمرية التي أصبن بها أقاربك، وعدم الانتظار إلى سن الأربعين لإجراء فحوص الكشف المبكر.

تكرار الإصابة

أيضًا من بين عوامل خطر الإصابة بسرطان الثدي هو تكرار الإصابة بالمرض داخل العائلة الواحدة أكثر من مرة، على سبيل المثال إذا أصيبت الأم والخالة بالمرض فقد تكون احتمالات الإصابة لدى بناتهن أكثر مما إذا كانت حالة واحدة بالعائلة. تبين أن الطفرات الجينية المكتسبة من العائلة قد تكون مسؤولة عن 5-10% من حالات سرطان الثدي. هذا الرقم قد يبدو صغيراً، لكنه يمثل مجموعة كبيرة من النساء اللواتي يواجهن تحديًا كبيرًا في الوقاية والكشف المبكر.

الكشف المبكر وأهمية الفحوص الوقائية

بناء على ما سبق، فإن العلم أكد العلاقة الوثيقة بين التاريخ العائلي واحتمال الإصابة بسرطان الثدي، وهنا تبرز أهمية إجراء فحوص دورية ومبكرة، تشمل التالي:

  • تصوير الشعاعي للثدي (الماموغرام).
  • التصوير بالأشعة الصوتية.
  • الفحص السريري للكشف عن أي تغييرات محتملة في الأنسجة.
  • يُنصح البعض بالخضوع لاختبارات جينية للتأكد من وجود الطفرات الوراثية التي تزيد من خطر الإصابة.

العمر المناسب لإجراء فحوص سرطان الثدي

وفقًا للتوصيات الطبية، فإن كلما بدأت السيدة أو الفتاة في الفحص في عمر أصغر خاصة اللواتي لديهن تاريخ عائلي مع سرطان الثدي بالطبع ستكون النتائج وفرص الشفاء أفضل.
يجب على النساء اللاتي لديهن تاريخ عائلي للإصابة بسرطان الثدي بدء الفحوص الوقائية في سن تتراوح بين 30 و40 عاماً، وذلك بناءً على الحالة العائلية.
اقرأي أيضًا ترميم الثدي يعيد الثقة إلى الناجيات من سرطان الثدي.. جرَّاح تجميل يتحدث

هل يمكن الوقاية من سرطان الثدي؟

بعد قراءة الحقائق العلمية السابقة، ربما تفكر أي امرأة لديها تاريخ عائلي مع الإصابة بسرطان الثدي في امكانية الوقاية من المرض. وبحسب العلم، فإن هناك بعض الإجراءات الوقائية التي يمكن اتخاذها للحد من خطر الإصابة بسرطان الثدي، خاصةً للنساء اللواتي تم اكتشاف أنهن يحملن الطفرات الجينية المرتبطة بالمرض، وتشمل هذه الإجراءات التالي:

الجراحة الوقائية

وتعني استئصال الثدي الوقائي للحد من احتمال الإصابة، وهي تلك التي خضعت لها النجمة العالمية أنجلينا جولي قبل عدة سنوات بعدما تم الكشف عن الطفرة الجينية لديها بسبب إصابة والدتها وخالتها بسرطان الثدي.
وقد أكدت الدراسات أن هذا النوع من العمليات يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بسرطان الثدي بنسبة تصل إلى 90%.

الأدوية

بالإضافة إلى الجراحة، تُستخدم بعض الأدوية كجزء من الوقاية الكيميائية (Chemoprevention) للنساء المعرضات لخطر كبير. هذه الأدوية تعمل على تقليل احتمال تطور خلايا سرطانية في الثدي. ولكن، يجب أن يتم اتخاذ مثل هذه القرارات بالتشاور مع طبيب مختص بعد النظر إلى الفوائد والمخاطر المحتملة.

ربما يهمك الإطلاع على تأثير النظام الغذائي على الوقاية من سرطان الثدي وفق اختصاصية

نمط الحياة

رغم أن الجينات والتاريخ العائلي يمثلان جزءاً كبيراً من عوامل الخطر، إلا أن نمط الحياة يلعب دوراً أيضاً في الحد من احتمال الإصابة. تشير الأبحاث إلى أن الحفاظ على وزن صحي، وممارسة النشاط البدني بانتظام، وتجنّب التدخين، يمكن أن يساعد في تقليل خطر الإصابة بسرطان الثدي.


*ملاحظة من "سيّدتي" : قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج استشارة طبيب مختص.


*المصادر:
- American Cancer Society
- National Cancer Institute