أعد الأطفال وجباتهم الصحية من بيتزا وسلطة الفواكه، وتم توزيع قبعات الطباخين عليهم ليضيفوا بعض الرسومات بأيديهم؛ ما أعطاهم شعوراً بالفخر والسعادة بإنجازاتهم.
الطبّاخون الصغار
تحدثت سيدتي مع أحد الأطفال يدعى سامي، عمره 6 سنوات، كان منهمكاً في عمل وجبته وصب اللبن الزبادي على مجموعة الفواكه التي قام بتقطيعها، وقال لنا: «لقد قمت بتقطيع المانجو والفراولة، وأضفت بعضاً من الشوفان، والآن أقوم بإضافة الزبادي، وسآخذها معي للمنزل لأكلها»، وعند سؤالنا له هل تحضر وجبتك الصحية أيضاً في المنزل أجاب: «نعم أحب أن أحضر السلطة، وأقطع الفواكه والخضروات بمساعدة والدتي».
وعي عال جداً
«على الرغم من أعمارهم الصغيرة إلا أن الوعي عال جداً»، هذا ما أكدت عليه الشيف نورة إحدى المشرفات على الأطفال، وقالت: «قد يبدو لنا أنهم أصغر من أن يتفهموا حالتهم الصحية، لكن أدهشني الإدراك والوعي لديهم وبما يجب تجنبه من الأطعمة، وأيضاً الرقابة الذاتية فالأمهات لم يكنّ موجودات، لكن كل طفل كان مسيطراً على نظامه الغذائي وحريصاً على ما يأكل». وتذكر الشيف في ذلك موقفاً من أحد الأطفال: «بعد إعدادنا للوجبات جاءتني طفلة لتخبرني أنها لن تأكل ما أعدت، فهو يحتوي على رقائق الذرة التي تعدّ مرفوضة ضمن نظامها الغذائي، هذا الإدراك منها على الرغم من عمرها الصغير وتصالحها مع حالتها أسعدني كثيراً».
لا نهدف لعزل أطفال السكر
تحدثت إيمان عثمان المدير التنفيذي ومؤسسة «كابتن ماما» لسيدتي عن الفعالية قائلة: «أردنا أن نجمع أطفال السكري مع بعضهم؛ ليرى كل طفل من يشبهه بحالته، ويكون ذلك محفزاً له بالتعايش والتصالح معها، ولا نقصد بذلك عزل أولئك الأطفال عن المجتمع والأطفال العاديين بل بالعكس نحن نطالب بدمجهم وقبولهم في كل الأماكن والقطاعات كأطفال عاديين، لكن أعتقد أن أطفال كُثر بحاجة لرؤية مصابين بأعمارهم نفسها لإعطائهم الأمل، فعلاً سعدت كثيراً بتعاون الأمهات مع أطفالهن بإحضارهم إلى الفعالية ومساندتهم وتشجيعهم، ونحن «كابتن ماما» بدورنا الأساسي في تثقيف ودعم الأمهات وجدنا أنه من واجبنا أن نجمع هؤلاء الأمهات ونوعيهم ونثقفهم بحالات أطفالهم وكيفية التعامل معها».
التهيئة للنظام الغذائي لطفل السكري
أكدت حنان كعكي أخصائية سكر أطفال في «كابتن ماما» ومدربة معتمدة لمضخة الأنسولين أن الهدف من الفعالية هو تعليم الأطفال الاعتماد على أنفسهم بمساعدة أشقائهم في المنزل، وتهيئة الأسرة والعائلة لنظام طفل السكري الغذائي، وقالت: «قررنا أن نجمع أطفال السكر مع أشقائهم وأمهاتهم في هذه الفعالية؛ لكي تتهيأ الأسرة للنظام الغذائي الذي يجب أن يتبعه الطفل في هذه الحالة، كما استهدفنا فكرة أن يعتمد طفل السكري على نفسه بإعداد وجبته الخاصة».
محاضرات خاصة بالأمهات
تضمنت الفعالية محاضرة توعوية للأمهات قدمت من خلالها حنان كعكي نبذة عن أساليب قياس السكر والتحليل، والإجابة عن كثير من تساؤلاتهن عن الأجهزة الخاصة بالسكر والمستجدة بالأسواق، كما قدمت أخصائية التغذية مرام الهويش معلومات تفصيلية عن ماهية الأنظمة الغذائية لطفل السكري وأوقاتها المناسبة، بالإضافة إلى تفاعل الأمهات أنفسهن بتبادل الخبرات والمعلومات فيما بينهن.
«حيسووا لنا الحفلة علشان إحنا مساكين» قالت ليلى أم ليندا ذات خمس السنوات، وأضافت: «هذا رد ابنتي لي عندما عرضت عليها حضور الفعالية، لكن أجبتها بل لأنهم أقوياء وكل الأطفال يخشون الإبر إلا هم، أعتقد أن الأمهات وكل الأسرة يجب أن يدعموا الطفل بالكلمات الإيجابية والمحفزة، خاصة ونحن بمجتمع ينظر بحزن لهذه الفئة وخاصة الأطفال، كلماتنا وأسلوبنا معهم له دور كبير في تقبلهم لذاتهم».
وجبة «هرفي» كانت مطلبه عند اكتشافنا إصابته بالسكري
أم عبدالعزيز العايد ذو تسع السنوات حكت لنا عن ابنها عبدالعزيز، وكيف استطاعت أن ترفع من وعيه الغذائي، وأن يكون صديقاً للسكري منذ أن كان في الرابعة من عمره لتقول: «كان عبدالعزيز في الرابعة من عمره عندما اكتشفنا إصابته، وفي نفس اللحظة طلب وجبة من «هرفي»، انتابنا القلق في البداية لكن الطبيب بكل بساطة لبى له مطلبه، وطمأننا بأن لا نتبع أسلوب المنع في الطعام، وأن يأكل ما يريد بكميات محددة، وبعدها قمنا بالانتظام لحضور بعض الدروس التثقيفية عند أخصائية تغذية، والآن عبدالعزيز متعايش جداً مع حالته، ويقول «أنا صديق للسكري»، ويكره كثيراً من ينظر له بعين الشفقة، ولا يرى أن لها مبرراً، فهم لا يعانون ما يستدعي ذلك».
أطباق مفضلة وتجربة أم
تتحدث أم عبدالعزيز العايد عن الأطباق التي تعدها لابنها عبدالعزيز، قائلة: «يحب العديد من الأطباق التي أعدها له مثل الملوخية وإيدام الكوسا والسلطة الخضراء والبرجر الذي أعده بنفسي وأشويه في المنزل، ولا أنسى التبولة، يحبها كثيراً، فاليوم الذي أعد فيه طبق التبولة بالنسبة له يوم عيد، وهناك بعض الأطباق يقربها لنفسه أكثر لوعيه بأنها لا تؤثر على زيادة الكاربوهيدرات كالملوخية والسلطة مثلاً، كما يحب أن يطلب المكرونة سادة دون إضافات لمعرفته ماذا قد تضيف له تلك الإضافات ولا يحب الأرز أبداً.
ابني أحياناً ككل الأطفال تأتي عليه فترات لا يرغب في الطعام ويدخل في مزاج العناد، ويطلب وجبات قد تكون غير جيدة له كالأندومي مثلاً الذي يعزه كثيراً، وأحياناً يشتريه من مصروفه الخاص، من جهتي لا أمنعه لكنني أحذره وأحاول أن أتبع معه سياسة المكافأة، فعندما يدخل في هذا المزاج الصعب أحاول أن أحفزه بالوجبات الصحية، فمع كل وجبة نقطة وعندما يجمع عدداً من النقاط أكافئه.
أنصح كل الأمهات بألا يستخدمن أساليب المنع والإجبار مع أطفالهم، فيمكن للطفل أن يقوم بما تريدين أمامك، ويفعل ما يريد من دون علمك، لذلك استخدمي أسلوب التوعية والترغيب بالتحفيز».