ليس من الغريب أن نرى اليوم العديد من المدن الحديثة التي تنتشر في أنحاء الأرض، في مختلف الدول، ويسكنها الناس من مختلف الأعراق والأجناس، ولكن هل تصورت ذات يوم أن أسفل هذه المدن وتحت سطح الأرض توجد مدن أخرى كاملة تم إنشاؤها في عصور سابقة بمنتهى الدقة والروعة بعضها يسكنها الناس، وبعضها هجرت لتصبح اليوم مزارات سياحية، لتصبح شاهدة على حقب ماضية نافست بحضارتها ما تشتهر به اليوم أهم مدن العالم.
إليكم أشهر 10 مدن تحت سطح الأرض..
- كوبر بيدي
تقع في شمال أستراليا، وهي موطن نحو 1700 نسمة، اشتهرت بأنها أكبر مصدر على وجه الأرض لإنتاج الأحجار الكريمة، وقد تميزت بمنازلها الموجودة تحت سطح الأرض، وهي التي كانت ولا تزال تسمى المخابئ، حيث بنيت خصيصاً لحماية السكان من حرارة النهار الحارقة، ومعزولة بطريقة فنية تبقيها باردة ومنعشة صيفاً، في حين تكون الحرارة على سطحها حارقة ولا يمكن تحملها.
- عموس جو
تقع هذه المدينة في كندا، وتحتوي على مجموعة من الأنفاق التي كانت قد شيدت تحتها في بدايات القرن العشرين، وكان الهدف منها أن يشعر الناس بالدفء صباحاً أثناء الذهاب لعملهم، ولكن هذا الهدف تغير لاحقاً، حيث أصبحت هذه الأنفاق أهم أوكار العصابات مراكز المقامرة في المنطقة، ومن أهم ما أشيع عنها أن الكابون نفسه -وهو أحد أهم زعماء المافيا- كان متورطاً بهذه الممارسات غير القانونية، التي تتم تحت سطح الأرض، ما جعلهم يطلقون عليها وصلة شيكاغو.
-جبال شايين
هو نفسه المقر السابق لمركز عمليات سلاح الجو لأمريكا الشمالية، وقد بني تحت جبال شايين في كولورادو، خلال الحرب الباردة لمراقبة إطلاق القذائف والطائرات السوفيتية، وصممت المنشأة لتتحمل ضربة مباشرة لقنبلة نووية، ولاحقاً تم الاستغناء عن هذه المدينة، حيث تم نقل أغلب مهامها لقاعدة باترسون الأمريكية في 2006، ولكن المدينة نفسها بقيت تحت الأرض، وبقي عدد غير قليل من الناس يسكنون فيها حتى يومنا هذا.
-مناجم الملح في يليتسكا – بولندا
مدينة كاملة بنيت تحت الأرض في القرن الثالث عشر خارج كاراكاو، جنوب بولندا، وتحتوي هذه المناجم على العديد من التماثيل، بالإضافة لأربع كنائس على أحجار الملح، ويبلغ عمق المدينة أكثر من ألف قدم تحت سطح الأرض، بمساحة تقدر ب178 ميلاً مربعاً، كانت قد استخدمت من قبل القوات الألمانية المحتلة خلال الحرب العالمية الثانية، وتعدّ اليوم من أهم المراكز السياحية في المنطقة، حيث تجتذب أكثر من مليوني سائح سنوياً.
-قرية باري الكهفية – فرنسا
هذه المدينة التي بنيت تحت سطح الأرض في جنوب فرنسا عبارة عن تكتل من المنازل الصغيرة، ويعتقد أن هذه المنازل كانت مأهولة لآلاف السنين، حيث يعتقد أن خمسين شخصاً على الأقل كانوا يقطنون المدينة في نهاية القرن التاسع عشر، أما في بداية القرن العشرين فلم يعد هناك سوى أرملة وحيدة تسكن في المدينة هي وخادمها بعد أن قتل جميع السكان في انهيار المنازل، ما جعلها تترك القرية.
- برلين – ألمانيا
مدينة برلين الألمانية الشهيرة، توجد تحتها واحدة من أوسع المدن التحت أرضية، حيث قام هتلر ببناء شبكة من المخابئ والأنفاق تحت سطح الأرض؛ ليحمي جيوشه والسكان من قصف الحلفاء في الحرب العالمية الثانية، ولاحقاً وخلال الحرب الباردة، تم تطوير هذه المخابئ وتوسعتها لتصبح ملاجئ من القنابل النووية لسكان برلين، وتحتوي هذه الملاجئ على مؤن تكفي لثلاثة آلاف وخمسمائة شخص لمدة ساعة واحدة، وقد كانت لهتلر نفسه غرفة خاصة في هذه المدينة، ولكن هذه الغرفة لم يعد بالإمكان رؤيتها على الطبيعة، حيث امتلأت بالرمال، وهي تقع أسفل منطقة لركن السيارات وسط برلين.
- أنفاق شنغهاي – بورتلاند أويغون
هذه المدينة هي شبكة واسعة من الأنفاق تحت سطح الأرض، تتكون من منازل ومناطق أعمال تحت بورتلاند أوريغون، في الساحل الغربي للولايات المتحدة الأمريكية، وقد كانت أيضاً بعد هجرها مناطق معروفة لممارسة الأنشطة المحظورة كبيع الكحول والمخدرات، بالإضافة إلى أنها مركز للمقامرة، وقد سميت بهذا الاسم نسبة لأسماء مجموعة من الرجال الذين اختطفوا من هذه الأنفاق، وأجبروا على العمل على متن السفن.
- بكين الصين
تم إنشاء هذه المدينة حديثاً بين عامي 1969 و1979، حيث أشرف قائد الحزب الشيوعي «ماو» بنفسه على إنشاء هذه الملاجئ تحت سطح الأرض؛ للاختباء من القنابل النووية الروسية خلال حرب الحدود بينها وبين الصين، وتقع الأنفاق تحت شوارع مدينة بكين، وتقدر مساحة هذه المدينة بحوالي 33 ميلاً مربعاً، وتحتوي على متاجر ومسارح ومدارس، بالإضافة لمحلات حلاقة وساحة تزلج، وجميعها أسفل الأرض، وقد صرحت الحكومة وقتها بأنها في حال حدوث حرب، فإن المدينة ستستوعب الملايين الستة الساكنين في بكين، لكن الأمور لم تستدع ذلك، وكانت النتيجة أن تحولت هذه المدينة في عام 2000،إلى مزار سياحي، يقصده زوار بكين كأهم المعالم فيها.
- كيش – إيران
تقع تحت جزيرة كيش الواقعة على الساحل الإيراني، مدينة تسمى ألكارا، وتبلغ مساحتها ستة أميال مربعة، ومن المعروف أن بناءها تم قبل ما يقارب 2500 عام، وكان الهدف من هذا البناء تجميع وتنقية وتخزين المياه لسكان الجزيرة، ولكنها اليوم وبعد أن تم تطويرها بإضافة المحلات والمولات والمقاهي، أصبحت مكاناً ومزاراً مهماً للسياحة في إيران.
- كباديشيا – تركيا
يعتقد أن سكان كباديشيا القديمة التي تعتبر اليوم جزءاً من تركيا الحديثة، قد قاموا بحفر منازلهم في الرمال الناعمة تحت سطح الأرض، وقد توغلوا بالفعل لطوابق عديدة بالأسفل في مدينة تسمى «دارين كويو»، وتحتوي هذه الطوابق على محلات ومدارس وكنائس على عمق يمتد لأكثر من 200 قدم، ويتسع لأكثر من 20000 شخص، ويعتقد العلماء وجود مدينة أخرى ربما تكون أسفل مدينة دارين كويو، تمتد لمساحة ألف ميل مربع، ويمكن أن تمتد لعمق يصل لأربعمائة قدم إضافية تحت سطح الأرض.